Skip to main content

السيد نصر الله: نقل سلاح سوريا الكيمياوي لحزب الله اتهام مضحك

التاريخ: 24-09-2013

السيد نصر الله: نقل سلاح سوريا الكيمياوي لحزب الله اتهام مضحك

السيد نصر الله: نقل سلاح سوريا الكيمياوي لحزب الله اتهام مضحك رحب الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله بانتشار القوى الأمنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأعرب عن تقديره لهذه الخطوة ولهذا القرار الوطني، وأمل بأن تتحمل الدولة مسؤوليتها وواجباتها تجاه كل المناطق اللبنانية

السيد نصر الله

السيد نصر الله: نقل سلاح سوريا الكيمياوي لحزب الله اتهام مضحك

رحب الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله بانتشار القوى الأمنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأعرب عن تقديره لهذه الخطوة ولهذا القرار الوطني، وأمل بأن تتحمل الدولة مسؤوليتها وواجباتها تجاه كل المناطق اللبنانية.

السيد نصر الله وفي كلمة عبر شاشة المنار، شدد على أن حزب الله اتصل بالدولة منذ وقوع الانفجار في الضاحية، مشيراً إلى أن الدولة قالت إنها تحتاج لوقت لتحمل مسؤولياتها ولكن ليس لأننا فشلنا، والمشاكل التي حصلت طبيعية والحد الادنى من المشاكل المتوقعة عند تحملنا مسؤولية الأمن.

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن الحزب تحمل مسؤولية خطيرة منذ حصول التفجيرين، وصدرت بيانات ترفض الأمن الذاتي، وقال "نحن أيضا نرفض الأمن الذاتي وهذا لم يكن يوما جزءا من برنامجنا ولم نمارس يوما الأمن الذاتي وعندما قمنا بالإجراءات لأننا اضطررنا لمنع دخول سيارات مفخخة".

السيد نصر الله: نرحب بالخطة الأمنية بالضاحية وحددنا المسؤول عن تفجير الرويس

وأضاف السيد نصرالله أن "البعض ذهب ليتهم حزب الله انه يريد امنيا ذاتيا ويستكمل دويلته، وقائع اليوم تكذب اتهامات هذا البعض، لو حزب الله يستكمل دويلته لا يستجيب لما جرى اليوم".

وتوجه السيد نصر الله بالنداء لكل سكان الضاحية والوافدين إليها، ودعاهم إلى أقصى درجات التعاون مع إجراءات القوى الأمنية وتقديم كل المساعدة لهم.

وإذ أكد السيد نصرالله أن الدولة هي وحدها المسؤولة "وفي كل مكان تأتي إليه الدولة نحن سنخلي"، وجه كلمة لمن ندد بإجراءات الحزب في الضاحية، وقال "كنت اشعر أن هؤلاء سعداء بأن يُقتل الناس في الضاحية، وفي طرابلس وغيرها من المناطق، ومن المؤسف أن تصل العداوة بالبعض إلى هذا المستوى من التفكير".

وأشار السيد إلى أنه تم التوصل إلى نتائج حاسمة و"أصبح محدد ليدنا بوضوح الجهة التي تقف خلف تفجير الرويس، من هي وأين تقيم والجهة المشغِلة"، وأوضح أن الجهة المسؤولة هي جهة تكفيرية تعمل في إطار المعارضة السورية وتنطلق من الأراضي السورية، ونفس النتيجة توصلت إليها الأجهزة الرسمية.

ونفى الأمين العام لحزب الله الاتهامات بأن النظام السوري سلم حزب الله سلاحا كيميائيا، وقال إن هذا الاتهام مضحك وكأن نقل الكيميائي كنقل القمح أو الطحين، للأسف البعض في لبنان سوّق الأمر إعلاميا ووصل ببعضهم إلى أنهم يخشون أن يتم نقل سلاح كيميائي إلى حزب الله، وأشار السيد حسن نصر الله إلى أنه يتفهم خلفيات هذه الاتهامات الخطيرة، وشدد على أن الحزب لم يسأل الإخوة في سوريا أن ينقلوا له الكيميائي ولن يفعل مستقبلا، "كما أن هناك محاذير دينية والأمر لنا محسوم، فهذا النوع من السلاح حتى استخدامه بالحرب النفسية ليس وارداً".

وتمنى السيد نصر الله على بعض الخصوم السياسيين أن يكون حذرين بالتعاطي بهذا الموضوع لان له تداعيات خطيرة على لبنان.

وعلق السيد نصر الله على ما قيل في الإعلام عن مد حزب الله لشبكة اتصالات في زحلة، وأوضح أن حزب الله لم يكن في برنامجه يوماً مد شبكة اتصالات سلكية في زحلة، وهذا غير موجود اليوم ولن يكون موجودا مستقبلا، البقاع وبعلبك جزء من المعركة مع العدو، قبل سنوات تم مد كابل في طرف مدينة زحلة على حافتها وليس بداخل المدينة، كابل لوصول الخطوط وليس أكثر وما حصل قبل أيام أن الشباب كانوا يقومون بصيانة الكابل.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن الحرس الثوري موجود في سوريا منذ العام 1982، وأوضح أن العدد الموجود الآن لا يتجاوز العشرات.

وعن الحوار في لبنان، قال السيد حسن نصر الله أن الحزب أيد مبادرة الرئيس نبيه بري مع قوى كثير، "لكن سمعنا دعوات لمقاطعة الحوار ووضع شروط، لما كانت طاولة الحوار تسير الفريق الآخر عطلها واشترط استقالة حكومة ميقاتي للعودة وعند استقالة الحكومة لم يعودوا للحوار".

وأشار إلى أن الحزب سيشارك في طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية، و"لنناقش عليها التدخل في سوريا ومن فعل ذلك، ألا يعد تدخلا كتابة الخطب والبيانات التي تنادي اوباما بالعدوان العسكري على سوريا الذي لو حصل لكانت له تداعيات خطيرة على العالم وخاصة لبنان"، و"نريد أن نناقش بالحوار أيهما اخطر مناشدة اوباما التدخل بسوريا أو ما يقوم به شبابنا بسوريا"؟.

وشدد على أنه معروف من يعطل الحوار في لبنان، ولفت إلى أن الحزب مستعد للمشاركة بمعزل عمن يشارك من هذا البعض او لن يشارك.

وعن تشكيل الحكومة، شدد السيد حسن نصر الله على أن مصلحة البلد هو خروج فريق 14 آذار من المماطلة وتشكيل حكومة وحدة وطنية بالأحجام الحقيقية، وأشار إلى أن حكومة 8-8-8 الفكرة غير حقيقية، "رئيس الحكومة الذي وافقنا على تكليفه هو جزء من 14 آذار والوزير الذي سيسميه سيكون ملتزما معه بالقرار السياسي وهذا يعني أن قوى 14 آذار سيكون لها 10 وزراء، إذاً الموضوع ليس ثلاث 8، وبالتالي انصح بتشكيل حكومة وحدة وطنية بحسب حجم تمثيل الناس".

وقال "قالوا نقبل بمشاركة حزب الله لكن بشرطين الأول لا معادلة ثلاثية ولا ثلث ضامن، نحن نضع شرطا علنا وبشكل واضح، أن تمثل القوى السياسية بالحكومة بحسب حجمها النيابي"، و"أيضا رفضوا معادلة الجيش والشعب والمقاومة، نحن لم نضع أي فيتو وبالتالي من يكون يعطل الحكومة؟ القول أنهم لا يعطلون ونحن فقط من نعطل الحكومة نفاق".

وتطرق السيد حسن نصر الله أيضاً إلى إصرار بعض الدول الخليجية وتحديداً السعودية على اتهام حزب الله باحتلال سوريا، والبناء على هذا الأمر للقول إن ما يجري في سوريا ليس صراع دول ومشاريع وأمما، إنما هناك قوة احتلال ومقاومة لمواجهة هذا الاحتلال ومن واجب الدول العربية مساعدة المقاومة لمواجهة هذا الاحتلال هذا من جهة، ومن جهة ثانية تبني على هذا الأمر خطوات انتقامية من حزب الله، وأشار في هذا الإطار إلى أن فيتو 14 آذار على مشاركة حزب الله بالحكومة هو فيتو سعودي، ومعاقبة اللبنانيين بالخليج تحت عنوان معاقبة حزب الله.

وقال السيد نصرالله إن من يتحدث عن احتلال في سوريا لا يدعو العالم لإرسال جيوشه لاحتلال سوريا، وإن هذا المحور يعتذر عن فشله بالقول إن حزبا احتل سوريا، ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري لماذا لا يتهم المتطرفين بالسيطرة على أراض سورية ؟ أليس هذا احتلال؟ ومن يقف وراءه؟.

ووجه السيد نصر الله "دعوة مخلصة وصادقة على ضوء الوقائع في سوريا والمنطقة والعالم وعلى ضوء التجربة الأخيرة التي عاشتها المنطقة أخيرا والرهانات"، "أقول للسعودية والدول الخليجية وتركيا أن يراجعوا موقفهم، الرهان على الحسم العسكري والنجاح العسكري رهان فاشل ومدمر، ادعوكم أن تضعوا أحقادكم جانبا وتفكروا بشعوب المنطقة، نجاة سوريا والجميع فيها وشعوب المنطقة وقطع الطريق على الفتن هو بالحل السياسي".

ودعا السيد نصرالله جميع علماء المسلمين وجميع الحكومات والدول العربية للنطق بموقف بالحد الأدنى مما يجري في البحرين، واعتبر على أن ما يحصل هناك خطير جدا، "علماء يتم سحب جنسياتهم ومساجد تدمر، يزج بقيادات سياسية ودينية وعلماء في السجون"، وأضاف "رهاننا على الشعب البحريني وأقف مدهوشا أمام تحمل هذا الشعب وهو يُظلم، ونراهن على أن هذا الحراك الشريف سيستمر أما هؤلاء الضعاف فلن يجدوا سوى خيبة الأمل".

وتابع "الكثير من الدول تقف ساكتة عما يجري في البحرين مع العلم أن أحدا لم يلجأ إلى خيار عسكري وما زالوا يصرون على الوسائل السلمية بالمطالبة بحقوقهم، فيما تحظى حكومة البحرين بتأييد وتغطية".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن إصرار الحكومة البحرينية على وصف حزب الله بالمنظمة الإرهابية، وعلى تجريم أي اتصال بحزب الله، سببه موقف سياسي وسببه انه عندما قامت غالبية كبيرة من شعب البحرين بحراك سلمي شعبي وطرح مطالب محقة حظيت ببعض التأييد الإعلامي والسياسي من قوى قليلة في العالم ونحن كنا منها.

وقال "من يومها قامت حكومة البحرين بطرد لبنانيين من أراضيها لا علاقة لهم بنا، وعطلت خطوط الطيران بين المنامة والبحرين وهددت، وهذا يدل على ضعف ووهن حكومة البحرين، أقول لحكومة البحرين ووزير العدل أن هذا موقفنا الديني والسياسي ولكن لا احد يتدخل ممن يدعم الشعب البحريني والقرار بالبحرين مستقل وذاتي لكن انتم أهل الهزال والضعف تستجلبون التدخل الخارجي لقمع شعبكم".

 

نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حول التطورات السياسية عبر قناة المنار يوم الإثنين 23-09-2013 كاملاً:

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الوقت المتاح في حيث هذه الليلة سوف أتطرق لعدد من المسائل والعناوين الأمنية والسياسية التي هي تشغل بال الجميع الآن في هذه المرحلة والتعليق عليها بالاختصار الممكن. طبعاً هناك موضوعات أساسية ومهمة جداً، لكن الوقت لا يتسع لأن أتعرض لكل هذه الأمور.

المسألة الأولى تتعلق بانتشار القوى الأمنية المشتركة

ومن المفترض إن شاء الله أن يكون وأنا أتحدث إليكم قد أُنجز هذا الأمر، وقد تسلمت القوى الأمنية المشتركة المؤلفة من الجيش وقوى الأمن الداخلي وقوى الأمن العام جميع النقاط والحواجز والتدابير التي كان يتم تنفيذها في الضاحية الجنوبية منذ أسابيع إلى الآن. نود في البداية أن نعرب عن ترحيبنا الكبير كحزب الله بهذه الخطوة، ونقدّر هذا القرار الوطني الذي اتخذه المسؤولون في الدولة، نقدّره عالياً، ونأمل إن شاء الله دائماً أن تتحمل الدولة ومسؤولو الدولة واجباتهم القانونية والوطنية تجاه كل المدن والبلدات والمناطق والمحافظات والأقضية في لبنان، ممكن أن يكون موضوع الضاحية كان له بعض الخصوصية لأنها استهدفت مرتين وهي ما زالت في معرض الاستهداف، حتى بحسب المعطيات والمعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية، لكن المطلوب أن تبسط الدولة وجودها وحضورها وتتحمل مسؤوليتها في كل المناطق، والأصوات والمناشدات التي خرجت من مدينة طرابلس نحن أيضا ندعمها ونؤيدها ونتمنى أن تكون كلّ المدن والبلدات اللبنانية هي بلدات محمية ومحصّنة بسياج الدولة وقوى الدولة.

في هذه الليلة أود أن أتوجه بالنداء إلى جميع سكان الضاحية الجنوبية وإلى جميع الوافدين إليها أو العابرين منها، أدعوهم إلى أقصى درجات التعاون والإيجابية والاحترام والتقبّل مع إجراءات وتدابير وحواجز هذه القوى الأمنية والعسكرية وتقديم كل المساعدة والدعم لهم للقيام بمهامهم.

أناشد وأطالب الحميع بأن يتعاطوا مع هذه القوى من موقع المسؤولية الأخلاقية والوطنية، وهؤلاء الرجال الذين يتحملون الآن مسؤولية جسيمة وخطيرة جداً تجاه الضاحية وأمنها واستقراراها وسلامتها، هم يقومون بعمل كبير يجب أن يُشكروا عليه وأن يتم التعاون معهم على هذا الصعيد.

طبعاً نحن ما نتوقعه وما نأمله إن شاء الله أن تكون هذه القوى الأمنية المشتركة والمؤسسات التي تنتمي إليها وجميع الأجهزة الأمنية الرسمية بكامل المسؤولية، لأن الموضوع لا يتوقف على القوى الأمنية الموجودة في الميدان وإنما يجب العمل على كل المسارات المعلوماتية والوقائية الخ... والقوى الأمنية المشتركة هي جزء من هذا الجهد الأمني والعسكري الكبير الذي ينفذ من أجل منع أي اعتداء أو تفجير يمكن أن يخطّط له من يخطط.

نحن، وخصوصاً في حزب الله، من 15 آب عندما حصل التفجير المشؤوم والاعتداء الظالم في الرويس، تحملنا مسؤولية خطيرة وعمل إخواننا وبشكل دؤوب في الليل والنهار لمنع دخول أي سيارة مفخخة إلى الضاحية، وكذلك في أماكن أخرى في البقاع والجنوب. منذ اللحظة الأولى صدرت بيانات ترفض الأمن الذاتي وتتحدث عن موضوع الأمن الذاتي. باعتبار نحن في مفصل.. اسمحوا لي أن أجمّع هذا الملف: بعض هذه الجهات التي تحدثت عن الأمن الذاتي تحدثت من حيث المبدأ، لم تأتِ لاتخاذ موقف من التدابير المؤقتة أو الاضطرارية التي تم أخذها، لكن قالت من حيث المبدأ الأمن الذاتي مرفوض، لا يجب أن يكون هناك أمن ذاتي في أي منطقة من المناطق. الدولة وقواها الشرعية هي التي يجب أن تتحمل المسؤولية الأمنية، هذا موقف نحترمه، صدر عن رؤساء ومرجعيات دينية وسياسية وجهات كثيرة في البلد. نحن نحترم هذا الموقف ونؤيده ونحن جزء منه، نحن أيضاً نرفض الأمن الذاتي، هذا ليس جزءاً من ثقافتنا ولم يكن في أي يوم من الأيام جزءاً من برنامجنا السياسي أو العملي، ونحن لم نمارس أي أمن ذاتي في أي يوم من الأيام، من مارس أمناً ذاتياً معروف في البلد. نحن لم نفعل ذلك، وحتى عندما لجأنا إلى هذه الإجراءات في الضاحية أو في بعلبك أو في النبطية في شكل أساسي نتيجة فراغ قائم وموجود، اضطررنا إلى هذا المستوى الذي هو حواجز وتدابير وتفتيش لمنع دخول سيارات مفخخة فقط.   وإلا أي شأن أمني آخر هو من مسؤولية الدولة ونحن لم نتدخّل به، فإذن الموقف من حيث المبدأ نحن ننسجم معه ونؤيده ونحترمه. لكن البعض الآخر، هناك بعض آخر ذهب ليتّهم حزب الله بأنه "لا هذا مشروعك وأنت تريد أمناً ذاتياً وتبحث عن حجة لتقيم أمناً ذاتياً ولاستكمال دويلتك ووو..." المعزوفة التي تعرفونها، على كل حال حتى لا ندخل في جدل بيزنطي.

جاء الانتشار اليوم، وهذه الخطوة، "خلينا نحكي وقائع"، جاءت وقائع اليوم لتكذّب ادعاءات واتهامات هذا البعض، لو أن حزب الله يستكمل دويلته ومصرّ على الأمن الذاتي، هو لا يستجيب ولا يتعاون ولا يرحب ولا ولا ولا.

الأمر كان أكثر من هذا، أنه نحن من الأيام الأولى بعد تفجير الرويس وحتى بعد تفجير بئر العبد، نحن اتصلنا بالدولة وبأجهزة الدولة وقلنا لهم تفضلوا تحمّلوا مسؤولياتكم، لكن هم قالوا إن لديهم مشكلة في العديد، ومشكلة بالإمكانات و"نريد وقتاً لنرتّب أمورنا"، ونحن نتفهّم ذلك. أنا لا أقول هم تهرّبوا من مسؤولياتهم، هذه مشاكل واقعية وحقيقية، ومع ذلك كنّا دائماً نقول لهم تفضّلوا هذه مسؤوليتكم، هنا بين هلالين "ليس لأننا عاجزون وليس لأننا لا نستطيع وليس لأننا فشلنا بل نجحنا". أما بعض المشاكل التي تحصل هنا وهناك، هذه تحصل مع أي كان، تحصل مع الجيش، مع قوى الأمن وتحصل في البلد كل يوم، ومن يتحمل مسؤولية بهذا الحجم الذي تحمّلناه في الضاحية الجنوبية على مدى أسابيع وفي أماكن أخرى. هذه المشاكل طبيعية بل هي الحد الأدنى من المشاكل المتوقعة، لكن الذين كنّا نصّر، وكنّا نقول لهم تفضلوا، لأنه بالحقيقة يوجد في هذا الموضوع إشكال كبير، انه نحن أو غيرنا نتحمّل مسؤولية أمنية بهذه الخطورة وبهذا الحجم والدولة تتفّرج علينا ولا تتحمل مسؤولية أيّاً تكن الأسباب. لكن هناك البعض، هذا البعض الذي يأتي ليتهمك ويقول لك "أنت عمتعمل دويلة وهذا مشروعك"، حسناً، لكن ذهب البعض من هؤلاء أيضاً إلى التنديد بالإجراءات والجهد الذي كان يُبذل والإساءة إليه، وشنّ حملة إعلامية واسعة لتشويه هذا الجهد الوطني الإنساني الأخلاقي المخلص والذي فيه مستوى عالٍ من التضحية، من هؤلاء الشباب الذين كانوا على النقاط وعلى الحواجز.

حسناً، أنتم ماذا تريدون؟ أنتم تعلمون أنه يوجد تهديد حقيقي، ولا يناقش أحد في التهديد وإلا يكون يعيش خارج البلد أو خارج العالم، ذلك الذي يفترض أنه لا يوجد تهديد في الضاحية أو في غير الضاحية. حسناً، تفضلي يا دولة، الدولة بحاجة إلى وقت لتصبح جاهزة، هل مطلوب أن لا يقوم أحد بإجراءات؟

اسمحوا لي هذه الليلة، أنا شخصياً كنت أشعر أن هؤلاء سعداء بأن يُقتل الناس في الضاحية الجنوبية، وقد يكونون أيضاً سعداء بأن يُقتل الناس في طرابلس وفي أماكن أخرى، لماذا سعداء؟ لا أريد أن أفتح الآن هذا الجرح، ولكن أكتفي بهذا المقدار، ويحزنهم أن نعمل وأن نوفّق لمنع ذلك، بل بعض هؤلاء قرأت له هذين اليومين، أن حزب الله سوف يسلّم الحواجز والنقاط وسوف يحمّل المسؤولية الأمنية للدولة وهو ينتظر ويتمنّى في ظل انتشار القوى الأمنية أن تنفجر سيارة مفخخة في الضاحية، ليثبت صحة نظريته  في الأمن الذاتي، وفشل الدولة. هذا الكلام يعبر عن انحطاط أخلاقي، وعن انحطاط فكري، هؤلاء اللبنانيون الذين يتكلمون هذا الكلام هم أصلا ليسوا بشراً، ليس لديهم جنس القيم الإنسانية والمشاعر الإنسانية. من المؤسف أن تصل العداوة العمياء للبعض إلى هذا المستوى من القوة وإلى هذا المستوى من التفكير. نحن في هذه النقطة نؤكد موقفنا اليوم من جديد: الدولة هي المسؤولة في كل مكان وحدها، هي المسؤولة ومدعوّة لتحمّل المسؤولية، في كل مكان ستحضر فيه الدولة نحن سنخلي.

اليوم الضاحية في عهدة الدولة، غداً بعلبك أو في أي مكان آخر، فلتتفضّل الدولة، ستجدنا متعاونين وموحدين، ونطالب ونتعاون ونبذل كل الجهود لإنجاح هذه الخطوة من أجل الناس والبلد والأمن والاستقرار الذي نتطلع إليه جميعاً في كل لبنان.

من واجبي أن أتوجه بالشكر إلى الإخوة والأخوات الذين بذلوا جهوداً مخلصة وصادقة خلال الشهرين الماضيين وما يزيد، وإلى كل العائلات وإلى كل الناس الذين تعاونوا خلال الأسابيع الماضية، أيضاً إلى الجيش والأجهزة الأمنية، لأنهم بشكل أو بآخر أيضاً كانوا يتحملون جزءاً من المسؤولية ويتعاونون.

يجب أن أخص بالشكر الإخوة في الفصائل الفلسطينية وأهالي مخيم برج البراجنة، وبالخصوص لا سيما عائلة الشهيد محمد السمراوي، وعائلات الجرحى على موقفهم النبيل وتعاونهم المخلص في معالجة تداعيات الحادث المؤلم الذي حصل خلال هذه الفترة عند أحد بوابات مخيّم برج البراجنة، وطبعاً أهالي المخيّمات في الضاحية الذين نحن نعتبرهم جزءاً من الضاحية وأهلها وسكانها، سواءً في مخيم برج البراجنة أو في مخيّم صبرا وشاتيلا، أيضاً هم كبقية الناس في الضاحية مدعوون إلى أقصى التعاون والتجاوب مع إجراءات الجيش والقوى الأمنية المعنية.

أختم هذه النقطة بالقول: أتوجه إلى مسؤولي الدولة وبالخصوص إلى المؤسسات العسكرية والأمنية، وبالأخص إلى القوى الأمنية المشتركة في الضاحية الآن، ضباطاً وعسكريين لأقول لهم: اليوم الضاحية بالكامل في عهدتكم، دماؤها وأرواحها وموالها وأمنها وسلامتها، وأنتم جديرون بتحمّل هذه المسؤولية، والكل يتطلّع إلى نجاح هذه التجربة وهذه الخطة لأن بركاتها وطنياً ستكون كبيرة جداً، وعلى كل هذا أهم دليل على إيمان حزب الله بالدولة وبمشروع الدولة، وبخيار الدولة، عندما نأتمن هذه الضاحية المهددة وأهلها وقواها السياسية، حزب الله وحركة أمل وكل القوى والفعاليات الموجودة في الضاحية، تأتمن الجيش والقوى الأمنية ـ يعني الدولة ـ على دمائها وأرواحها وأموالها وأمنها وسلامتها، هذا يعبر عن هذا الخيار وهذا ما يمكن أن يخاطر به الإنسان أو يراهن به الإنسان، هذا في موضوع الانتشار الأمني والأمن الذاتي.

المسألة الثانية: أودّ أن أطلع الرأي العام أننا توصلنا إلى نتائج حاسمة.

نحن كنا قد وعدنا بعد تفجير الرويس في خطاب 16 آب في عيتا الشعب أننا بالنهاية نحن سنكتشف ونعرف ونصل لنتيجة، بحمد الله عز وجل وبعونه وبجهود المخلصين وصلنا إلى نتائج حاسمة وأصبح محدداً لدينا بوضوح الجهة التي تقف خلف التفجير في الرويس. من هي الجهة، وأي تقيم، والعناصر التي استفادت منهم الجهة المشغّلة والأفراد المشغلون، بعضهم لبنانيون، بعضهم سوريون، طبعا هي جهة تكفيرية تعمل في إطار المعارضة السورية وتنطلق من الأراضي السورية التي تتواجد فيها. وأعتقد أن هذه النتيجة نفسها أيضاً تم التوصل إليها من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية.

الآن في هذه الخلاصة في هذه الليلة أنا لن أذكر الأسماء والأماكن، والأفراد. لكن كل هذه التفاصيل إما وضعت أو ستوضع ويتم مقاطعتها مع الجهات الرسمية المعنية في الدولة، والدولة اللبنانية هي المعنية والمسؤولة أن تبني على الشيء مقتضاه، قضائياً وأمنياً، وبالخصوص تجاه اللبنانيين المتورطين بهذه التفجيرات والمتواجدين أيضاً على الأراضي اللبنانية.

المسألة الثالثة: موضوع نقل سلاح كيميائي من سورية إلى حزب الله في لبنان.

بعد الإعلان الأمريكي والغربي عن القبول بمبادرة موسكو حول مشكلة السلاح الكيميائي في سورية، بعدها مباشرة خرج وزير الدفاع الأمريكي ليقول: "يجب أن نعمل لمنع انتقال بعض هذا السلاح الكيميائي من سورية إلى حزب الله في لبنان". مباشرة بعدما بات واضحاً أن العدوان على سورية قد أُجّل،  وقام بهذا التصريح ـ يمكنكم التحليل، أنا لا أود الدخول بالتحليل ـ وفي اليوم الثاني خرج عدد من الشخصيات فيما يسمى الائتلاف الوطني السوري المعارض ومركزه اسطنبول ـ وحتى الآن وبالأمس أعادوا نفس التصريحات ـ أن معلوماتهم أن السوريين والنظام في سورية سلم حزب الله سلاحاً كيميائياً ووصل الأمر بأحد الأذكياء منهم ليقول إننا تسلمنا طنّاً من السلاح الكيميائي، وتم نقله إلى البقاع وإلى البلدة الفلانية وإلى البلدة الفلانية.

طبعاً هذا حقيقة اتهام مضحك، على أساس أن السلاح الكيميائي نتسلم منه طنّاً وننقله إلى لبنان ونخبئه في لبنان كأننا ننقل قمحاً أو طحيناً وذخائر عادية. للأسف الشديد هم عملوا على هذه المعزوفة وبعض الناس في لبنان سوّقوا لهذا الأمر إعلامياً، ووصل الأمر ببعضهم ـ ودائما عندما أقول البعض وبعضهم اقصد الفريق الآخر ـ أن يقولوا نحن نخشى، ولم يصلوا للقول إننا تسلمنا سلاحاً كيميائياً، وإنما نخشى أن يتم نقل سلاح كيميائي من سورية إلى حزب الله في لبنان.

أولاً نحن نفهم أبعاد وخلفيات هذه الاتهامات الخطيرة وهذه لها تداعيات خطيرة على لبنان، بعض اللبنانيين يجب عليهم الانتباه بالإعلام أو بالسياسة إذا ساروا بهذه المعزوفة الخاصة بالمعارضة السورية هم يعرّضون لبنان للخطر وهذا أمر له تداعيات خطيرة على البلد وعلى كل الناس في لبنان.

ثانيا: أنا أنفي بشكل قاطع وحاسم هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة أصلاً.

ثالثا: نحن علناً نتحدث عن العلاقة الممتازة والإستراتيجية بيننا وبين النظام في سورية، وأنا أعلنت في مناسبات كثيرة وعديدة، وأعلنت شاكراً أن النظام في سورية ساعدنا وقدم لنا أسلحة وأسلحة نوعية في كثير من المناسبات، ولحركات المقاومة الفلسطينية أيضاً مباشرة أو غير مباشر. لكن ولا يوم من الأيام الأخوة أو الأشقاء في سورية هم فتحوا معنا حديثاً حول سلاح كيماوي أو نحن سألنا على سلاح كيميائي. هذا لم يحصل في الماضي ولم يحصل الآن ولن يحصل في المستقبل.

رابعاً: بالنسبة إلينا ـ وأنا تحدثت سابقاً ـ موضوع السلاح الكيميائي، إضافة لمخاطر اقتناء هذا السلاح واستخدامه، بالنسبة إلينا كحزب الله، كمقاومة إسلامية هناك محاذير دينية في هذا الأمر، ولذلك بالنسبة إلينا الأمر محسوم، وأنا في يوم من الأيام عندما تحدثت عن السلاح الكيميائي قبل سنوات، بعض  الأصدقاء قال لي لمَ تودّ نفي هذا الموضوع، إذا الإسرائيلي يحتمل وجود شيء كهذا عند حزب الله فليحتمل، لمَ تنفي بشكل قاطع، يبقى هذا الاحتمال يخدم في الحرب النفسية، قلت له هذا النوع من السلاح حتى استخدامه في الحرب النفسية بالنسبة لدينا ليس وارداً.

إذاً هذا الموضوع أتمنى أن يكون أيضاً حاسماً وقاطعاً. الأمريكي لديه لعبة يود ممارستها وأدواته في المنطقة لديهم لعبة يودون ممارستها في هذا الموضوع، أنا أتمنى في الحد الأدنى على اللبنانيين أو بعض الخصوم السياسيين أو بعض الإعلام اللبناني أن يكون حذراً جداً في مقاربة هذا الإتهام لأن له تداعيات خطيرة على البلد كبلد ليس فقط علينا كمقاومة أو كجهة.

المسألة الرابعة باختصار شديد وأنهي العناوين الأمنية وأذهب باتجاه العنوان الأوسع قليلاً العناوين السياسية والمنطقة.

هذه المسألة أتحدث بها فقط احتراماً لأهلنا في مدينة زحلة، وإلا هو موضوع جزئي جداً وتفصيلي  بالنسبة لحزب الله، ولا يوم من الأيام كان ضمن برنامجه أننا نود مد شبكة اتصالات سلكية في داخل مدينة زحلة على الإطلاق. هذا لم يكن في الماضي وليس موجوداً الآن وليس موجوداً في المستقبل.

نعم، الكل يعرف أن أي معركة تحدث مع العدو الإسرائيلي، أي حرب يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان، البقاع وبعلبك الهرمل بشكل أساسي هي جزء من هذه  المعركة، وبالتالي نحن بحاجة إلى اتصال سلكي مع منطقة بعلبك الهرمل كجزء من جهوزية ومواجهة أي عدوان إسرائيلي.

قبل سنوات تم مد كابل في خارج مدينة زحلة، في طرف مدينة زحلة، على حافة مدينة زحلة، وليس في مدينة زحلة كابل فقط لوصل الخطوط ببعضها البعض ليس أكثر. لا أحد يود مد شبكة في زحلة ولا هذا شيء جديد على الإطلاق، وما حصل قبل عدة أيام أن الشباب كانوا يجرون صيانة للكابل ليس أكثر ولا  أقل. هذا هو حجم الموضوع، لذلك هناك بعض الناس في لبنان يحبون اصطناع البطولات واختراع معارك وهمية  كي يبنوا عليها أمجاداً وهمية. للأسف الشديد لو يخوضون معارك حقيقية نرى أمجادهم وبطولاتهم، لكن هذه معركة وهمية وبطولات وهمية، واحد يخرج ويقول لك لن نسمح ولن، أصلا ليس هناك هدف ولا  يُعمل على مد شبكة سلكي في مدينة زحلة حتى تصنعوا منها معركة.

احتراما لأهالي زحلة أنا أخذت هذا الوقت لأعقّب على الموضوع، وفي السياق رئيس أحد الأحزاب اللبنانية في قوى الرابع عشر من آذار قال إن شبكة السلكي تتدخل في خصوصيات الناس وتتجسس على الناس، أتمنى أن يرسل وراء أحد من الضباط أو الفنيين ليشرحوا له ما معنى شبكة السلكي البدائية البسيطة التي لا تملك أي قدرة تنصت على أحد. هذا هو حجم الموضوع فلا يعطيه أحد أكبر من حجمه.

في العناوين السياسية، العنوان الأول موضوع الحوار الوطني

دائماً نحن كنا ندعو إلى الحوار وإلى طاولة حوار وإلى عدم فرض شروط على طاولة الحوار. الموضوع عطّل حتى الآن، دولة الرئيس نبيه بري أطلق مبادرة، نحن وقوى كثيرة في البلد أيدت هذه المبادرة.

لكن سمعنا مجدداً دعوات إلى رفضها وإلى مقاطعة الحوار أو إلى وضع شروط -مثل العادة - على المشاركة في طاولة الحوار. هذا ليس بجديد، أتكلم بسرعة حتى نستفيد من الوقت.

في السابق، لما كانت طاولة الحوار "ماشية" هم عطّلوها، واشترطوا إلى العودة إليها استقالة حكومة الرئيس ميقاتي. بعد أن استقالت الحكومة لم يعودوا إلى الحوار، وقالوا نعود إلى الحوار بعد تشكيل حكومة جديدة، تعطل الموضوع، وأناس وضعوا شروطاً أخرى، وأناس أصلاً يرفضون الذهاب إلى طاولة الحوار بحجج مختلفة، لا أريد أن أناقشها الآن. وبالتالي فإنه معروف من الذي يعطل الحوار في لبنان.

بالنسبة لنا، نحن مستعدون للمشاركة بمعزل عن من يشارك من هذا البعض أو لا يشارك، يعني يوجد ناس يقولون نحن لن نشارك في طاولة الحوار إذا شارك فيها حزب الله، على مهلك، على مهلك، عندما تحب أن تأتي وتشارك فأهلاً وسهلاً، إذا دعا فخامة الرئيس إلى طاولة حوار، شاركتَ أو لم تشارك نحن سوف نشارك لأن في الحوار يوجد مصلحة وطنية. نحن نعتبر أنه يوجد مصلحة وطنية في الحوار بمعزل عن النتائج التي يمكن أن يتم التوصل إليها. هذا موقفنا من الحوار وموقفنا من مبادرة دولة الرئيس نبيه بري.

البعض قال إن حزب الله لديه تحفظ على أحد بنود المبادرة التي تتعلق بنقاش مسألة التدخل والتداخل في سوريا، بالعكس أنا أقول لكم أن هذه النقطة نحن نريد أن تناقش. طبعاً الرئيس بري عندما عرض المبادرة، أعتقد أنه لم يستشر أحداً، وبالتالي لسنا نحن من طلب هذه النقطة، لكن دولة الرئيس وضع هذه النقطة، عظيم، نحن موافقون عليها.

نحن نحب أن نذهب إلى طاولة الحوار "وما تظل العالم تتراشق بالإعلام"، نجلس على الطاولة ونسأل ونتكلم ونعرض وقائع ونناقش بعضنا. من بدأ التدخل في سوريا؟ متى بدأ التدخل في سوريا؟ وأشكال التدخل في سوريا؟ ونحن متى تدخلنا؟ ولماذا تدخلنا؟ وما هي المصلحة الوطنية في هذا التدخل؟ ودعونا نتكلم على الطاولة الذي يحكى في المجالس الداخلية والبعض يتحفظ أن يتكلم عنه في الإعلام. هذا "منيح" أن يناقش على الطاولة، لماذا لا؟ وأيضاً نحب أن نفهم ونسأل، ماذا يعني التدخل في سوريا؟ يعني مثلاً، ألا يُعدّ من التدخل أن قيادات سياسية وشخصيات سياسية وقوى سياسية في لبنان، تناشد بل تتوسل وتدعو وتجهد وتتصل وتصدر البيانات وتكتب المقالات وخطب وإعلام، " إنك يا سيد أوباما إعمل معروف، دخيلك، الله يخليك، لم يعد هناك أمل إلا أنت"، بماذا؟ بالعدوان العسكري على سوريا الذي لو حصل ستكون له تداعيات خطيرة جداً على كل المنطقة بل على العالم، وأول من كان سيتأثر بهذا العدوان هو لبنان. هذا ليس تدخلاً خطيراً؟ هذا حياد؟ هذا نأي بالنفس؟ هذا عدم تدخل في الشأن السوري؟ أيّه أخطر؟ هذا أخطر أو أن يرسل حزب الله أو أي جهة لبنانية عدداً من مقاتليه كثر أو قل، للقتال في أماكن محددة في سوريا وضمن أهداف وعناوين محددة. إننا نحب أن نناقش على الطاولة أيّه أخطر، هذا تدخل أو ليس تدخلاً؟ وبالتالي إذاً مطلوب أن يناقش هذا الموضوع وطنياً، نحن جاهزون أن نناقش وطنياً، واليوم جاهزون أكثر من أي وقت مضى. والوقائع التي تحصل في سوريا وفي المنطقة تؤكد رؤيتنا ومنطقنا وحجتنا وحجم التهديد وحجم الخطر الذي يطال الجميع في المنطقة بما فيه لبنان وأوله لبنان. وهذه سأعود لها في النقطة القادمة بعد قليل.

حتى اليوم، أمس أو اليوم، رئيس تركيا، السيد غول، يتحدث عن خطر الجماعات المتطرفة في شمال سوريا على تركيا، أهلاً وسهلاً، "مرحباً" مثل ما يقول العرب.

هذا الكلام الذي يقوله السيد غول اليوم، هذا قيل له وللسيد أردوغان وللسيد داوود أوغلو وللمسؤولين الأتراك قبل سنتين من قبل بعض الأصدقاء الإقليميين، وقالوا لهم سوف يأتي يوم - أنتم تركيا - يصيبكم كما أصاب باكستان تماماً. باكستان الآن تعاني من تداعيات الحدث الأفغاني منذ عقود.

طيب، اليوم في باكستان المساجد تفجر، التجمعات تفجر، الحسينيات، الكنائس سابقاً، أمس، كنيسة تعرضت - وهو عمل مدان أيضاً - إلى عملية إنتحارية مزدوجة أدت إلى سقوط عشرات الضحايا وعشرات الجرحى، شهداء، مظلومين. فكل الشهداء الذين يقتلون الآن، سواء في مساجد شيعية أو سنية أو مناطق شيعية أو سنية أو مسيحيين  أو كنائس، أو أو....

اليوم تركيا بدأت تتحسس الخطر الذي قيل لها عنه قبل سنتين. حسناً، هذا الخطر تفضلوا لنناقشه، يوجد خطر أو لا يوجد خطر، يوجد تهديد أو لا يوجد تهديد. أنتم اللبنانيون، الدولة اللبنانية، القوى السياسية اللبنانية ماذا فعلت لمواجهة هذا التهديد وهذا الخطر، الذي أعود وأقول إنه يتهدد كل اللبنانيين، لا طائفة ولا أقلية ولا حزب ولا جهة، وإنما يتهدد كل اللبنانيين ويتهدد شعوباً بأكملها ودولاً وحكومات بأكملها.

ولذلك نحن راغبون وجاهزون وتفضلوا على الحوار، وأي موضوع، ليس فقط موضوع التدخل والتداخل في سوريا، نحن جاهزون للنقاش، لأن اللبنانيين إذا لم يتحاوروا ماذا يعملون؟

الآن يوجد نهج إنعزالي، عزلي، إقصائي، لكن عندما نريد أن نتكلم بالمصلحة الوطنية لا يوجد خيار أمام اللبنانيين سوى أن يتكلموا مع بعض، يتناقشوا مع بعض، سواء كان يصل إلى نتيجة أو لا يصل إلى نتيجة. إذا كل شخص في الدنيا وفي التاريخ يريد أن يقيم حواراً يريد أن يكون ضامناً من البداية أن يصل إلى نتيجة، ما كان ليحصل حوار في التاريخ.

المسألة السياسة الثانية أو العنوان الثاني، تشكيل حكومة.

يجمع اللبنانيون على الحاجة إلى تشكيل حكومة جديدة، لكن رغم إجماع اللبنانيين، هذه الحكومة لم تشكل حتى الآن. على الأسباب الداخلية، الخارجية، الإقليمية، من يمنع تشكيل حكومة؟

هناك معركة رأي عام مملة في لبنان، يعني من وقت تكليف دولة الرئيس سلام في 6-4-2013 إلى اليوم، هناك من يحاول أن يحمّل فريقنا السياسي، أو يحمل حزب الله بالتحديد من داخل فريقنا السياسي المسؤولية. يأتي ويقول بالتحديد حزب الله هو الذي يمنع تشكيل حكومة ويعطّل مصالح البلد، المعاشات، الرواتب، الضمان الصحي، كل شيء، تحصل أي مشكلة في البلد، حزب الله، تمطر الدنيا "ببين بعض الخلل بيطلع حزب الله".

حسناً، من اللحظة الأولى التي تكلف فيها الرئيس سلام، صعد تيار المستقبل وبعض حلفائه، قالوا نحن نرفض أن يشارك حزب الله في الحكومة، طبعاً الرئيس سلام لم يقل هكذا، وحاول أن يقارب الموضوع بطريقة أنه غير حزبيين، شخصيات، لكن هم كانوا صريحين، قالوا نرفض مشاركة حزب الله في الحكومة،عال، شهر، اثنين. طبعاً، نرفض مشاركة حزب الله في الحكومة وبيان ثلاثية شعب وجيش ومقاومة لا يوجد.

وبعد ذلك عادوا وقالوا، حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط، يعني عملياً هم رفضوا مشاركة كل فريقنا السياسي في الحكومة إلى قبل إسبوعين أو ما يزيد أو يقل.. قلنا أيضاً "لا مشكلة"، نحن نقبل بمشاركة حزب الله في الحكومة.

حسناً، عطّلتم البلد لأكثر من شهر، نحن لم نقل: نرفض مشاركة تيار المستقبل أو حزب الكتائب أو حزب القوات اللبنانية أو أي جهة.. لم نضع "فيتو" على أية جهة في لبنان.

قلنا من حق الجميع المشاركة، وأن تكون حكومة موسعة، وحكومة سياسية، ويشارك فيها كل الأطراف، لم نضع فيتو على أحد، من يكون قد عطّل؟ نحن أم انتم؟

حسناً، كلانا يعطل؟ كلانا مسؤول عن التأخير؟ دعنا نقول هكذا، ولكن لا يأتي أحد ظلماً وعدواناً، ويحمّلنا نحن، ويحمّل فريقنا السياسي لوحده، أي أنهم هم "شرفاء مكة" وهم الحريصون على البلد، واقتصاد البلد، ومال البلد، وموازنة البلد، ولم يضعوا أي شرط، هذا إسمه نفاق.

أتمنى أن ننتهي من هذا الموضوع، عندما قالوا إننا موافقون على مشاركة حزب الله ـ مع أننا نحن لا ننتظر لا اعترافاً منهم ولا قبولهم ـ هذا شأن كان يعني فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف.

قالوا نحن نقبل بمشاركة حزب الله ولكن بشرطين:

 - الشرط الأول من الان: لا يوجد ثلث ضامن

 - والشرط الثاني: لا توجد "المعادلة الثلاثية" أيضاً

يعني من الذي يضع الشروط؟

تقولون نحن وضعنا شرطاً؟ نعم، نحن وضعنا شرطاً علناً بشكل واضح، أنا لا أقول إننا لم نضع شرطاً.

نحن لا نقول: نحن مع تشكيل حكومة في لبنان كيف ما كان، وأنَى كان، وممّن كان. ابداً، لم نقل ذلك في أي يوم، لم ندع يوماً أننا لم نضع شروطاً.

نحن وضعنا شرطاً: أن تمثل القاعدة السياسية في الحكومة اللبنانية بحسب حجمها النيابي وتمثيلها النيابي، هذا شرطنا، ليس لدينا شرط آخر.

أما موضوع البيان الوزاري، فعندما تتشكل الحكومة تجلس وتناقش في البيان الوزاري المعادلة الثلاثية وإعلان بعبدا ... ما هي المصلحة أن يكون في البيان الوزاري.

ولكن انتم مسبقاً جئتم لتضعوا شروطاً: هذا الحجم من التمثيل لا نقبل به "ممنوع"، وهذه المعادلة الثلاثية في أي بيان وزاري ممنوع.

إذاً من الذي يعطل؟ من الذي يعقّد؟ من الذي يصعّب الأمور؟

وصولاً إلى صيغة "الثلاث ثمانات". احتراماً الى الجهات التي تؤيد فكرة "الثلاث ثمانات" خصوصاً من الوسطيين: أنا لن أُجري توصيفاً، يوجد في ذهني توصيف لفكرة "الثلاث ثمانات" ولكن احتراماً لن أُجري توصيفاً، لكن أريد أن أقول إن هذه الفكرة هي غير صحيحة، غير حقيقية يعني.

 يعني القول بأننا نريد أن نشكل حكومة:

ثمانية لقوى 8 آذار والتيار الوطني "تكتل الاصلاح والتغيير"، يأخذون 8 وزراء.

14 اذار يأخذون 8 وزراء.

رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، وحزب التقدمي الاشتراكي يأخذون 8 وزراء.

ثمانية بثمانية بثمانية، هنا "الحكاية" غير مظبوطة، هل تعرفون لماذا؟ لأن الصيغة الحقيقية والواقعية عندما نذهب ونترجم بالأسماء هي: 8 ـ 10 ـ 6.

وليس 8 ـ 8 ـ 8 ، لسنا نتكلم عن مساواة، وثلاث ثمانات، "ويمشي الحال" بهذه الطريقة، كلا.

من أجل أن لا يفسر أي أحد خطأ، بشكل واضح رئيس الحكومة ـ الذي نحن موافقين على تكليفه، وأيدناه، وصوتنا له ـ دولة الرئيس تمام سلام هو جزء من قوى 14 أذار، والوزير الذي سيكون معه، لأنه يُحكى انه سيسمي أحد الوزراء ـ أي يكون معه يعني، هو يسميه ـ أيضاً هو سيكون ملتزماً معه في القرار السياسي، وهذا يعني أن قوى 14 آذار سيكون لها 10 وزراء، ويوجد 6 لفخامة الرئيس وحزب التقدمي الاشتراكي، ويوجد 8 لفريقنا السياسي.

اذاً الموضوع ليس "الثلاث ثمانات"، الموضوع "غير هيك"، بالتالي إذا أردنا أن ننتهي من هذا الجدل ومن هذا النقاش، أنا أنصح أن تشكل حكومة وحدة وطنية بحسب حجم تمثيل الناس، وكفى تأخيراً لمصالح العباد والبلاد، وكفى رهاناً على تطورات إقليمية ودولية، كفى.

أنتم لاحظتم إنه حين كبر الكلام على "العدوان الأميركي المحتمل" على سوريا، حتى هذا النقاش الذي اسمه: من نقبل؟ ومن يشارك؟ ومن لا يشارك؟ سحبوه من التداول، لأنه بات هناك تعميم بأنه " طوّلوا بالكم" الآن هناك عدوان قادم إلى سوريا، وركبت على أساسه برامج، وبنيت عليه آمال وطموحات وما شاكل.. ولكن خابت الآمال.

في كل الأحوال أنا أتمنى مصالح الناس في لبنان، مصلحة البلد، بأن يخرج هذا الفريق من هذه المماطلة، وتشكل حكومة وحدة وطنية بالأحجام الحقيقية، ونذهب لمناقشة البيان الوزاري وبرنامج الحكومة ونرى كيف سنتعاون.. هذه مصلحة البلد، أنا لا أتكلم عن مصلحة حزبية في هذا الموضوع.

المسألة الثالثة التي أدخل منها قليلاً على البحث السوري والمنطقة، أيضاً من زاوية لبنانية، يعني من زاوية حزب الله، تصر بعض الدول الخليجية وبالتحديد المملكة العربية السعودية على اتهام حزب الله باحتلال سوريا، يعني الآن في تصريحات بعض الوزراء والمسؤولين السعوديين، وبعض المسؤولين الخليجين الآخرين.

في الإعلام، في الصحف، في الجرائد، في المقالات..

إنه ما هي الحكاية؟ سوريا محتلة.

من يحتل سوريا؟ يحتل سوريا حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

ويبنى على هذا إنه اذاً ما يجري في سوريا هو ليس صراعاً داخلياً، أو ليس صراع دول ومشاريع وأمم، وإنما هناك قوة احتلال وهناك مقاومة لمواجهة هذا الاحتلال، فمن واجب الدول العربية مشكورة ممدوحة متفضلة، أن تدعم المقاومة في سوريا لمواجهة من يحتل سوريا.

وبالتالي المملكة العربية السعودية هي مع المقاومة، ومع حق المقاومة، وهي ترفض أي احتلال لسوريا، بل تذهب إلى أكثر من ذلك، إلى دعوة العالم إلى التدخل، وإرسال جيوش والطائرات، من أجل تحرير سوريا من الاحتلال الذي تتعرض له، هذا من جهة.

من جهة أخرى، تأتي وتبني أيضاً على هذا خطوات، سمّوها انتقامية، سمّوها عقابية، من حزب الله، على المستوى الإعلامي، على المستوى السياسي، الكل يعرف أن الفيتو التابع لـ 14 آذار هو فيتو سعودي على مشاركة حزب الله في الحكومة.

في الإعلام يوجد تقديم مشاريع قوانين، أو اقتراحات قرارات في الأمم المتحدة، أو في مجلس حقوق الإنسان في جنيف التابع للأمم المتحدة، باتهام حزب الله بارتكاب جرائم حرب وما شاكل.. تحت عنوان تحميلهم مسؤولية احتلال حزب الله لسوريا. أنا أريد أن أقول: هذا توصيف خاطئ وغير صحيح على الإطلاق.

أولاً، بالنسبة للحرس الثوري الإيراني الموجود في كل سوريا لا يتجاوز عشرات الأفراد، حتى لا أقول 40 و50 و60، أقول عشرات الأفراد، وهؤلاء موجودون منذ سنة 1982، بل بالعكس من 82 إلى ما قبل سنة أو سنتين أو ثلاثة كان عددهم أكبر من ذلك بكثير، هذا أقل عدد موجود للإخوة الإيرانيين منذ 1982، هل يحتل هؤلاء سوريا!!

 (أما بالنسبة) حزب الله، أحب أن أتحدث عن حقائق أولاً: مساحة لبنان، مساحة سوريا، عدد سكان لبنان، عدد سكان سوريا، كم هو حزب الله؟ كم أرسل مقاتلين إلى سوريا؟ هل يصدق عاقل في لبنان، في سوريا، في العالم العربي، في العالم ككل أن حزب الله يملك القدرة لأن يحتل سوريا! واضح أن ما بنوا عليه هو أساس واهن وضعيف.

الخلفية الحقيقية هي الفشل، يعني هم يريدون الهروب من الفشل في سوريا. هناك محور دولي إقليمي قاتل منذ سنتين ونصف وما زال يقاتل في سوريا. قاتل بالعسكر والسلاح والأمن والإعلام والفلوس والحرب النفسية ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والمؤسسات الدولية والدنيا كلها، قاتل وراهن على السيطرة على سورية وإسقاطها خلال شهرين أو ثلاثة أشهر أو خمسة أشهر وفشل. ومضى على هذه الحرب أكثر من سنتين ونصف والفشل يلاحق هذا المحور. بماذا سيعتذر للفشل؟ يعتذر باعتذار واهٍ جداً أن هناك حزباً في لبنان خرج واحتل سوريا! ألهذا السبب فشلتم!  لماذا تتجاهلون الوقائع السياسية والميدانية في الصراع الداخلي القائم في سوريا؟ لماذا تتجاهلون  أن هناك نظاماً وحكومةً وجيشاً وقيادةً وتأييداً شعبياً بنسبة كبيرة جداً، وصفّ داخلي سوري واقف يواجه هذا التحدي؟  إذا كان هناك مساهمة من هنا أو هناك لتسنيد أو لمساعدة، فهي في الحقيقة أمام  ما يقدمه الجيش العربي السوري مساهمات متواضعة. بحق هي مساهمات متواضعة. لذلك أنتم تحاولون الهروب من الفشل بهذه الحجة. أنتم تتحدثون عن احتلال حزب الله لسوريا؟ حسناً، عشرات آلاف المقاتلين الأجانب الذين جئتم بهم من كل أنحاء العالم أو جيء بهم من كل أنحاء العالم أو أخرجوا من السجون ليأتوا ويقاتلوا في سوريا مع ضمانات مالية، هؤلاء ألا يحتلون سوريا؟ اليوم، ما يسمى بالمعارضة الوطنية أو الائتلاف الوطني  السوري المعارض، اليوم، أليست "طالعة صرخته" ؟ ألا يتهم هؤلاء بالسيطرة على أراضي ومناطق سوريا وفرض إرادتهم على السوريين، أليس هذا احتلالاً؟ لماذا لا تتحدثون عنه؟ ومن يقف خلفه؟ ومن موّله؟ ومن دعمه ومن أرسله؟ من يتحدث عن احتلال في سوريا لا يدعو العالم لإرسال جيوشه لتحتل سوريا ولتسيطر على سوريا كما حصل في أماكن أخرى في العالم.

أنا لست في صدد أن أوضح أو أدافع أو أهاجم ، وإنما في صدد توجيه دعوة مخلصة وصادقة على ضوء الوقائع السياسية والميدانية في سوريا، في المنطقة في العالم، وعلى ضوء التجربة الأخيرة التي عاشتها المنطقة خلال أسابيع، والرهانات وما خاب منها وما لم يخب، أنا أوجه دعوة صادقة وأقول: للملكة العربية السعودية، للدول الخليجية، لتركيا، بشكل أساسي لهؤلاء، بقية الدول العربية والإسلامية التي لا زال لديها موقف، أنا لا أريد أن أتحدث لا مع أمريكا ولا مع الغرب، أنا أدعوكم إلى مراجعة موقفكم.

المرحلة الآن بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة جداً، التطورات الجديدة سواءً في سوريا أو في العراق أو في باكستان أوفي كينيا أو في الصومال أو في البحرين أو في مصر أو في كل الأماكن الأخرى، الرهان هنا على الحسم العسكري، على النجاح العسكري هو رهان فاشل، وهو رهان مدمر ولن تصلوا إلى أي نتيجة، أنا أدعوكم إلى أن تضعوا أحقادكم جانباً، معروف أحياناً في العالم العربي في الشرق: العاطفة والحقد والحب والبغض، يمكن أحياناً يسيطر ويتقدم حتى على بعض المصالح الوطنية والقومية والكبرى. ضعوا هذه الأحقاد جانباً، فكروا بعقولكم ومصالحكم ومصالح شعوب هذه المنطقة ومصالح هذه المنطقة.

هناك حقائق في السياسة وفي الميدان تقول : نجاة سورية ونجاة الجميع في سوريا ونجاة شعوب المنطقة  ودول المنطقة وقطع الطريق على الفتن والحروب التي يؤسس لها في المنطقة إنما هو بالحل السياسي، بالحوار السياسي، بالحل السياسي. المكابرة لن تجدي نفعاً، مواصلة القتال والرهان على الخيارات العسكرية والتدخلات الأجنبية لن تؤدي إلى تحقيق الأهداف التي تتطلعون إليها. أنا أدعو إلى مراجعة، إلى القبول بالحوار السياسي والحلول السياسية، وأدعو إلى تأييد ودعم المبادرات السياسية والحلول السياسية التي بعضكم ما زال يعطلها ويمنعها ويقطع الطريق عليها، وما زال يراهن على الحلول العسكرية المدمرة في سوريا أو في غيرها.

اليوم، نداؤنا وخطابنا وتمنينا خصوصاً أن الكل يمد الأيدي: سوريا تعلن استعدادها للذهاب إلى جنيف2 بلا شروط. إيران تتحدث عن الصداقة وعن الأخوة والاستعداد للحوار. مناخ العالم، الرأي العام العربي والإسلامي والدولي وشعوب العالم، من  الجامعات الإسلامية الكبرى إلى الكنائس المسيحية الكبرى، الكل لا يريد الحرب ، ولا يريد القتال، ولا يريد الاستمرار في هذه المأساة الإنسانية المتنقلة من بلد إلى بلد في منطقتنا، إذاً ما هو الحل؟ الحل هو الذهاب إلى الحوار والمعالجات السياسية. من يرفض الحل السياسي والمعالجة السياسية ويعطّل ويعقد الأمور هو الذي يتحمل مسؤولية كل قطرة دم تسفك على مدى الأيام والأسابيع والشهور الآتية.

المسألة الأخيرة، أيضاً من زاوية اتهام حزب الله، لكن أريد أن أجدد في موقف: نحن لا نستغرب موقف حكومة البحرين بشكل أساسي، من التشديد على وصف حزب الله بمنظمة إرهابية، ولأجل هذا الموضوع يريدون أن يضعوا لائحة إرهاب في مجلس التعاون الخليجي، ويمكن أن يأخذوه إلى جامعة الدول العربية.

"منيح، لنشوف بلكي بصنفوا إسرائيل دولة إرهابية" ويسحبون مبادرة السلام العربية التي لا تزال على الطاولة ويتذكرون أنه لا يزال هناك فلسطين وهناك شعب فلسطيني وهناك مقدسات في فلسطين وهناك بيت مقدس مهدد ومسجد أقصى مهدد وحرم إبراهيمي مهدد... عسى ولعل!

لكن الإصرار الأكيد والجديد لدى حكومة البحرين هو تجريم أي اتصال بحزب الله، يعني أي أحد في البحرين يتصل بأحد من حزب الله، سياسي، إعلامي، اجتماعي، عوائل شهداء، عوائل جرحى، أناس تعرف بعضها وتحب بعضها، هذه جريمة يعاقب عليها القانون ويحول الإنسان إلى القضاء في البحرين.

طبعاً هذا موضوع ليس موضوعاً قضائياً وقانونياً، وهو موقف سياسي نحن لا نستغربه، سببه في الحقيقية أنّه عندما قامت غالبية كبيرة جداً من شعب البحرين بحراك سلمي شعبي وبطرح مطالب طبيعية جداً ومحقة جداً حظيت ببعض التأييد الإعلامي والسياسي من قوى في العالم نحن كنّا منها،  وطبعاً من قوى قليلة، كثير من الدول في العالم اليوم العربية والإسلامية والأجنبية تقف ساكتة عمّا يجري في البحرين، مع العلم أنّه لم يرفع أحد مسدساً ولم ينفذ أحد عملية انتحارية، ولم يلجأ أحد إلى خيار عسكري، ما زالوا يصرون على التظاهر السلمي والوسائل السلمية في المطالبة بحقوقهم، الدول ساكتة، حتى بعض التيارات والمنظمات الشعبية التي كانت تقول إنه لا خيار لها إلاّ أن تقف إلى جانب الشعوب، حسناً هذا شعب لماذا لم تقفوا إلى جانبه؟ لم يقفوا إلى جانبه، بل بالعكس، تحظى حكومة البحرين بتأييد وبتغطية.

في كل الأحوال نحن كنّا من الناس الذين ـ بالحد الأدنى ـ أعلنّا عن موقف سياسي وإعلامي وأخلاقي في تأييد هذا الحراك الشعبي السلمي المحق في البحرين. من يومها قامت حكومة البحرين بطرد لبنانيين مقيميين في البحرين لا دخل لهم في موقفنا السياسي وطالبت بوضع حزب الله على لائحة الإرهاب وعطلت الخطوط الجوية بين المنامة وبيروت ودفعت باتجاهات معينة في مجلس التعاون الخليجي وهددت وأرعدت وأزبدت.

في كل الأحوال هذا يدل على هزال حكومة البحرين وعلى ضعفها ووهنها لأنّ الذي يخاف من بيان يصدر في الإعلام أو من خطاب سياسي أو من كلمة سياسية ويتعاطى معها بهذا المستوى من رد الفعل غير الطبيعي فهو ضعيف وهزيل وهذا مفهوم.

بالنسبة لنا نقول لحكومة البحرين ولوزير العدل الذي تحدث أمس و "تقّل شوي" بهذا الموضوع، أنا أقول له: هذا موقفنا الديني الأخلاقي القومي الإنساني السياسي ونحن ندعو العالم لهذا الموقف، لا أحد يتدخل مِمَن يدعم الشعب البحريني، لا إيران ولا غير إيران، وأنتم تعرفون ذلك، والتقارير الدولية والتحقيقات الدولية أثبتت ذلك وأزعجتهم، والقرار في البحرين هو ذاتي داخلي وطني حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، وهو قرار مستقل بكل ما للكلمة من معنى، ولا يتبع لأي دولة ولا لأي جهة ولا لأي محور، لكن أنتم أهل الهزال والضعف والوهم الذين تستجلبون التدخل الخارجي واستجلبتم التدخل الخارجي العسكري ليساعدكم في قمع شعبكم.

أنا أدعو جميع علماء المسلمين وجميع الشعوب العربية والإسلامية والحكومات والدول للتحرك ولأخذ موقف وللنطق بموقف ولو كلمة في الحد الأدنى. ما يجري في البحرين الآن من تصعيد قمعي خطير جداً، علماء بحارنة كبار تسحب جنسياتهم ويتم إخراجهم من البلد ويهدد علماء آخرون، تشكيلات علمائيّة يتم حلّها واعتبارها غير شرعية، مساجد تدمر، شخصيات قيادية زجّ بها في السجون منذ سنتين وأكثر ويزج الآن بقيادات سياسية ودينية جديدة، علماء زجّ بها في السجون ونساء زجّ بهنّ في السجون ويتعرضن لأبشع ما يمكن أن يتعرض له عِرْض وأنتم العرب الذين تحكون عن الأعْرَاض.

مسار حكومة البحرين واضح وهو مسار تصعيدي، لا تتصور حكومة البحرين أنها تستطيع أن تستمر في ظلم وقمع شعبها وتضغط على الخارج أن يسكت وبالحد الأدنى أن لا ينطق بكلمة وأن لا يعبّر بموقف، هذا أمر مرفوض. بالنسبة لحزب الله هذا موقفنا ثابت ونحن لن نتخلّى عنه ولن نتراجع عنه، رهاننا على الشعب البحريني وعلى إرادته وعلى عزمه، وقد صبر خلال سنتين ونصف وتحمل ولم يلجأ إلى ردود أفعال كما يجري في أي بلد آخر في العالم العربي، بالعكس، أنا واحد من الناس أقف مدهوشاً ومشدوهاً أمام صبر هذا الشعب وتحمل هذا الشعب وتصميم هذا الشعب، مع أنّه اعْتُدِيَ على أعراضه وحرماته وعلمائه وعلى مساجده، ويُظْلَم ولا يُصْغَى إليه من أحد في هذا العالم، هذا الحراك السلمي الشعبي الوطني الشريف نحن نراهن على أنّه سيستمر، وأمّا هؤلاء الضِّعاف وهؤلاء الأقزام لن يجدوا من خلال تصعيدهم وقمعهم سوى خيبات الأمل، لأنّ هذا الزمن هو زمن مختلف.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: موقع قناة المنار

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة