السيد نصرالله: هزائم السعودية وتركيا دفعت بهم للحديث عن التدخل البري
التاريخ: 17-02-2016
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن هناك تطابق بين الأدبيات الإسرائيلية وأدبيات بعض الإعلام العربي خصوصا السعودي والخليجي، مشيرا إلى أن الإسرائيليون يعتبرون أنهم أمام فرصة ثانية بتغيير النظام في سوريا وبالتالي ضرب محور المقاومة
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن هناك تطابق بين الأدبيات الإسرائيلية وأدبيات بعض الإعلام العربي خصوصا السعودي والخليجي، مشيرا إلى أن الإسرائيليون يعتبرون أنهم أمام فرصة ثانية بتغيير النظام في سوريا وبالتالي ضرب محور المقاومة. وفي احتفال نظّمه حزب الله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء في مجمع سيد الشهداء في ضاحية بيروت الجنوبية، تابع السيد نصر الله أنه "في كل سنة تعقد مجموعة مؤتمرات بالكيان الإسرائيلي ويحللون تطورات المنطقة ويطرحون تقديرات ويقدمون توصيات للحكومة لتعمل على أساسها بما يخدم مصالح "إسرائيل"، نتائج الخلاصات هذا العام متقاربة ومن هذه الخلاصات.. الإسرائيليون يعتبرون أنهم أمام فرصتين وتهديدين: الفرصة الأولى، هي تشكل مناخ مناسب لإقامة علاقات والدفع بتحالفات مع الدول العربية السنية وهذا وفق تعبير "الإسرائيليين"، والدفع بتحالفت معها تكون في مصلحة "إسرائيل" مستفيدين من تفاقم المواجهة بين الدول العربية السنية وإيران.. والفرصة الثانية، هي إمكانية تغيير النظام في سوريا، بالتعبير الحرفي: "سقوط النظام في سوريا سينزل ضربة قاسية بمحور المقاومة والجيش السوري سيصبح من المشكوك بقدرته المشاركة بأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل".
وأضاف: أن "التهديد الأول للإسرائيلي هو إيران، والثاني هي حركات المقاومة في فلسطين ولبنان ويصنف حزب الله بالتهديد العسكري الأساسي، لذلك عندما يصلون إلى التوصيات يكثرون الحديث عن حرب لبنان الثالثة بعد حرب تموز والغزو الإسرائيلي عام 1982. "الإسرائيليون" ومعهم حكومات عربية يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن الصراع السني الشيعي والتصوير أن كل ما يجري بالمنطقة هو صراع سني شيعي، هو صراع سياسي كما في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان، العنوان الطائفي يخدم مصالحهم".
وسأل الأمين العام لحزب الله الحكومات العربية: هل تقبلون صديقا ما زال يحتل أرضا سنيا؟.. هل تصادقون كيانا ارتكب أهول المجازر في التاريخ بحق أهل السنة، من الذين يمنع عودة ملايين الفلسطينيين إلى ديارهم؟ هؤلاء الصهاينة صادورا الحرم الإبراهيمي وينتهكون حرمة المسجد الأقصى وهي أوقاف سنية، وفي كل يوم كم حرب شن على غزة وعشرات آلاف الشهداء وفي كل يوم قتل لشباب وشابات وأطفال وشيوخ فلسطين أمام مرأى العرب والمسلمين وأمام الحكام الذين يقولون زورا أنهم سنة.
وأردف: "الفلسطينيون يتعرضون للمهانة في كل ساعة أليسوا من أهل السنة؟ كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم "إسرائيل" على أنها صديق وحامي.. ما هذا الخداع الذي يمارسه الإعلام العربي ويخترعون أعداء آخرين؟!.. مستغرباً كيف للبعض أن يتخذ "إسرائيل" صديقا وحليفا وحاميا وهي التي فعلت ما فعلت؟.. كل الذين قتلوا واستشهدوا واعتقلوا من أبناء الشعوب العربية ألم تكن أغلبيتهم الساحقة من أهل السنة؟.. هذا الأمر يجب أن يواجه بجدية.. وللأسف فإن يعالون ونتانياهو يقدمون أنفسهم بأنهم يحامون أهل السنة، وهذه مسؤولية العلماء والناس أن يرفضوا التضليل والتأمر، وإلا فلسطين ستضيع إلى الأبد، المقدسات الإسلامية والمسيحية ستضيع إلى الأبد.
وأشار السيد نصرالله إلى أن "إسرائيل تعاطت مع الأحداث السورية بأنها فرصة لتغيير النظام وحلقة الفصل الأساسية وعامود خيمة المقاومة، وإذا كسر هذا العامود، محور المقاومة سيتلقى ضربة قاسية جدا، فمن زاوية مصلحة "إسرائيل" ، والآن هناك شبه إجماع "إسرائيلي" بأن أي خيار آخر غير بقاء نظام الرئيس الأسد مقبول به، لأنهم يعتبرون أن هذا النظام كان ومازال وسيبقى يشكل خطرا من خلال موقعه على مصالح "إسرائيل" في المنطقة، لذلك هم من اليوم الأول كانوا جزء من المعركة على سوريا استخباراتيا ولوجسيتيا، وتسهيلات عبور في أكثر من مكان بلبنان والأردن، وكانت "إسرائيل" من خلف الستار تحضر كل ما يمكن أن يحرض ضد سوريا.
ورأى أن "إسرائيل تلتقي بقوة مع السعودي والتركي على أنه لا يجب ولا يجوز أن يسمح بأي حل يؤدي إلى بقاء الأسد ونظامه حتى لو حصل تسوية ومصالحة وطنية سورية سورية، هذا الأمر مرفوض سعوديا وتركيا وإسرائيليا لذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون ذهاب الوفود، ويضعون شروط مسبقة ويرفعون الأسقف التي لم تعد مقبولة أوروبيا وأميركيا، ولا مشكلة لهم باستمرار الحرب، ويعتبرون أي مصالحة وطنية خطرا يرفضونه وخصوصا على "اسرائيل".
ولفت السيد نصرالله إلى أن الإسرائيليين في هذه المؤتمرات الأخيرة سلموا بواقع أنه لا يمكن إسقاط النظام، لذا يدعون وبكل وقاحة إلى تقسيم سوريا على أساس عرقي وطائفي، معتبرين انه إذا تم تقسيم سوريا إلى دويلات يمكن التفاهم والتواصل مع هذه الدويلات وصولا إلى مرحلة التحالف، لذلك هم يرفضون حصول مصالحة وطنية سورية ويتعبرون أن الأفضل أن تقسم سوريا من أي يحصل تسوية تبقي النظام والرئيس.
وشدد السيد نصر الله على أن "إسرائيل" فشلت في سوريا حتى الآن لان هدف "إسرائيل" كان إسقاط نظام الرئيس الأسد ولم يتحقق، كما فشلت بإيصال سوريا إلى مرحلة التقسيم، مشيراً أيضاً إلى أن المشروع السعودي في سوريا فشل ولم يجن إلا الخيبة وهو يتجرع اليوم كأس أحقاده، لافتاً إلى أن الجيش السوري والقوى الشعبية ومن معهم من حلفاء يقاتلون على امتداد الأراضي السورية ما يعني أن القرار الوطني في سوريا هو منع التقسيم.
وجدد السيد نصرالله القول إننا أمام انتصارات كبيرة في محورنا، ولا أتحدث عن نصر كامل بل عن تطورات ميدانية هائلة وضخمة، في ريف اللاذقية هناك قريتين قبل حسم المعركة، وفي ريف حلب الشمالي هناك انهيارات كبيرة للجماعات المسلحة والجيش السوري يدخل إلى بعض المدن دون قتال، وهذا يدل أن هناك مسار جديد موجود في سوريا والمنطقة، وهذا فتح باب أمام مستجد جديد له انعكاس على سوريا والعالم.
وأضاف أن هذه الهزائم دفعت بالسعودية وتركيا إلى الحديث عن تدخل بري لمحاربة "داعش" وضمن الائتلاف الدولي بقيادة أميركا، وهذا تطور مهم جدا سواء حصل أو لم يحصل، قائلاً إن رهان السعودية وتركيا على التدخل البري ليس لمواجهة "داعش" بل لتكون متواجدتين على طاولة المفاوضات حول سوريا أو لمواصلة تسعير الحرب السورية.
وانتقد السيد نصرالله السعوديين والأتراك، معتبراً أنهم جاهزون لأن يأخذوا المنطقة إلى حرب إقليمية وعالمية وليسوا جاهزين على الإطلاق بان يقبلوا بتسوية حقيقية في سوريا وهذا ما يظهر مستوى الحقد الأعمى.
وجزم السيد نصرالله أنه حيث يجب أن نكون سنكون نصنع إلى جانب الجيش السوري الانتصار بعد الانتصار، مشدداً على أنه لن يسمح لا لـ"داعش" ولا النصرة ولا القاعدة ولا أميركا ولا تركيا ولا السعودية ولا لكل الطواغيت والمستكبرين أن يسيطروا على سوريا ولا لـ"إسرائيل" أن تحقق أهدافها.
وأكد السيد نصر الله أن ستبقى سوريا لشعبها وأهلها ووحدهم من يقررون نظامها ودستورها ورئيسها وموقعها في المعادلة، وأنها ستبقى عامود خيمة المقاومة في المنطقة.
ونبّه السيد نصرالله من أن هناك مكنة إعلامية دولية وعربية خليجية تعمل على شيطنة حزب الله للنيل منه خدمة لإسرائيل، لافتاً إلى أن الحرب النفسية لن تجدي معنا نفعاً ونحن لن نتراجع بل سنواصل جهوزيتنا العسكرية تجاه إسرائيل، وأننا سنواجه التشويه بمصداقيتنا وطهارة السيد عباس وزهد الشيخ راغب وتواضع الحاج عماد وما حققناه لشعبنا من انتصارات.
وأشار السيد نصر الله إلى أنه عندما ترى "إسرائيل" أن في لبنان من يمنعها من أن تدخل إلى حرباً تنتصر فيها لن تخرج إلى الحرب، معتبراً أن الذي يمنع "إسرائيل" من الحرب هو وجود مقاومة وحضن للمقاومة هو شعبها ومعها جيشها الوطني مقاومة قادرة على أن تمنع "الإسرائيلي" من الانتصار.
وتابع السيد نصرالله: أن لديكم مقاومة قوية ومقتدرة وذات عنفوان وحضور ومقدرات جديدة دفاعية وهجومية وهي قادرة على أن تلحق الهزيمة بـ"إسرائيل" بأي حرب قادمة.
وقال إن "الذي يمنع "إسرائيل" من الحرب هو وجود مقاومة وحضن للمقاومة هو شعبها ومعها جيشها الوطني مقاومة قادرة على أن تمنع "الإسرائيلي" من الانتصار"، مشيراً إلى أننا لا نسعى إلى الحرب لكن يجب أن نكون جاهزين لها حتى نمنعها وإذا حصلت نكون قادرون على مواجهتها والانتصار فيها.
ونبّه السيد نصرالله إلى أن "إسرائيل" تقول اليوم إنها ستستهدف كل المناطق في الحرب القادمة وليس فقط مناطق محددة، ولكن نحن نشكل هذا المانع وهذا الحاجز وإسرائيل تقوم بحساباتها. وأحد الخبراء الإسرائيليين يقول أنه سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الامونيا، التي تحتوي على أكثر من 15 ألف طن من الغاز والتي ستؤدي إلى موت عشرات آلاف السكان، والحكومة الإسرائيلية تهمل 800 ألف شخص، هذا الأمر كقنبلة نووية تماما، أي أن لبنان اليوم يمتلك قنبلة نووية اليوم، لأن أي صاروخ ينزل بهذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية.
هذا وبارك سماحته في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية للقائد الإمام الخامنئي ولإخواننا في إيران رئيسا وحكومة وشعبا بهذه المناسبة ونتمنى لهذه الجمهورية المزيد من العز والقوة والتطور، كما جاء في كلمته.
وأضاف أنه "في الذكرى الـ11 لاستشهاد الحريري الي نرى من واجبنا الأخلاقي رغم الخصومة السياسية مع بعض ورثته أن نتوجه بتجديد التعزية والتعبير عن مشاعر المواساة في هذه الذكرى التي نتأمل أن يأتي يوما وتجمع اللبنانيين. وفي الذكرى الـ10 لتفاهمنا مع التيار الوطني الحر الذي تطور إلى تحالف.
وفي الذكرى الـ5 لانطلاق الثورة البحرينية والتي تواصت رغم القمع والقتل والتي أثبتت أنها ما زالت تملك الإرادة والعزم والتوهج".. وتابع أنه "على مقربة انتهاء عام من العدوان الأميركي السعودي على اليمن، والذي ما زال الجيش واللجان الشعبية يسطران أعظم الملاحم بصد العدوان، التحتية لكل اليمنيين الصامدين الثابتين الذين يعبرون عن مظلومية الإنسان والتاريخ".
وتابع أنه في ذكرى قادتنا الشهداء، شيخ المقاومة الشيخ راغب حرب وسيد شهداء المقاومة عباس الموسوي الذي استشهد مع زوجته وطفله، وذكرى القائد الجهادي الكبير عماد مغنية، أشكركم على هذا الحضور في مثل هذه المرحلة التي نحتاج فيها أن نستلهم من الشهداء القادة الكثير.
احدث الاخبار
التعبئة روح الشعب الثوريّة
الشيخ نعيم قاسم: نحن أمام خطر وجودي ومن حقنا أن نفعل كل شيء في مواجهته ولكل شيء حدّ
الأركان الإيرانية: إذا اندلعت الحرب مرة أخرى سنوجه ضربات أشد للعدو
الإمام عليّ عليه السلام مظهرُ العدالة والإصلاح
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية