محلل استراتيجي: خطاب قائد الثورة الإسلامية أجهض مخططات الأعداء للاعتداء العسكري
التاريخ: 27-05-2013
أكد المحلل السياسي الإيراني مهدي محمدي أن قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي هو وحده الذي استطاع - عبر خطابه الدقيق والاستراتيجي واستخدامه الذكي للتعابير في الوقت المناسب - أن يغير ليس فقط حسابات الأعداء فيما يتعلق بالخيار العسكري ضد إيران، بل وأدبياتهم أيضا
أكد المحلل السياسي الإيراني مهدي محمدي أن قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي هو وحده الذي استطاع - عبر خطابه الدقيق والاستراتيجي واستخدامه الذكي للتعابير في الوقت المناسب - أن يغير ليس فقط حسابات الأعداء فيما يتعلق بالخيار العسكري ضد إيران، بل وأدبياتهم أيضا.
واستعرض محمدي في مقال له نشره موقع "إيران النووية" اعتقاد رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي ومسؤوليه منذ أكثر من سنتين بضرورة اتخاذ خطوات عملية تدفع إيران للتصديق بأن فشل المحادثات النووية وعدم تقديمها لتنازلات لن يعني القبول بإيران نووية بل سيعني الحرب عليها، وتصور نتنياهو حينها بأن عدم تبني تهديد عسكري جدي إلى جانب الحظر والمحادثات والعمليات الاستخباراتية لن يدفع إيران لتغيير حساباتها حول برنامجها النووي.
وأوضح المقال أن الإسرائيليين بذلوا كل ما بوسعهم لإقناع الأمريكان بذلك وهو ما دفع اوباما مؤخرا لاستخدام عبارة "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" لكن قادة الكيان الإسرائيلي يعتقدون بأن هذه العبارة فقدت واقعها وأن الإيرانيين لا يحملونها محمل الجد لاطلاعهم الكامل على الإستراتيجية الأميركية حيالهم.
وكشف المحلل عن سعي نتنياهو إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية لتحريض اوباما لتبني تهديد عسكري واضح ضد إيران لتصوره (كما قد صرح بذلك) بأن التهديد العسكري لن يكون مجديا ما لم تتبناه أميركا علنا وتضع خطوطا حمراء واضحة للبرنامج النووي الإيراني.
وكشف محمدي عن مخالفة أمريكا لهذا السيناريو لأسباب منها أن الخيار العسكري غير مجدٍ أساسا لأنه لن يؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي بعض الوقت وأن التهديد العسكري سيعزز الإجماع الإيراني الداخلي على هذا البرنامج وأن أميركا تفتقر للقدرة العسكرية والاقتصادية للدخول في حرب مع إيران ثم أن أميركا تعلم بأن أول ما ستفعله إيران في حال وضع خطوط حمراء أمامها هو تخطي تلك الخطوط ما سيحطّ من مكانة أميركا وهيبتها.
ورأى كاتب المقال أن هذا الخلاف هو الذي دفع نتنياهو في العام الماضي لتلك المسرحية الساخرة حينما عرض أمام الجمعية العامة صورة قنبلة واضعا بنفسه خطا أحمر أمام البرنامج النووي الإيراني مضيفا: "يبدو أن الخيار العسكري لم يعد له الآن موضعا لا في جدول أعمال الأمريكان ولا الإسرائيليين".
ولدى تساؤل المقال عن سبب غياب هذا الخيار من على طاولة الغرب في الآونة الأخيرة شدد محمدي على أن قائد الثورة الإسلامية وحده الذي استطاع - عبر خطابه الدقيق والاستراتيجي واستخدامه الذكي للتعابير في الوقت المناسب - أن يغير ليس فقط حسابات الأعداء فيما يتعلق بالخيار العسكري ضد إيران، بل وأدبياتهم أيضا.
وأشار محمدي إلى أن قائد الثورة فعل ذلك عبر أربع خطوات إستراتيجية بدأها إبان ضرب "إسرائيل" للمفاعل السورية في محاولة لإظهار قدرتها على فعل الشيء نفسه مع إيران إذا لزم الأمر وذلك عندما نوه سماحته بأنه لن يكون ثمة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية من دون رد وأن كل من تحدث بالهجوم فعليه أن يفكر بتبعاته أيضا.
وذكر كاتب المقال أن الخطوة الثانية هي عندما واجه قائد الثورة الإسلامية تنامي التهديد من جانب القادة الكيان الإسرائيلي باستخدام تعابير جديدة في خطابه الاستراتيجي، مؤكدا على أن إستراتيجية الجمهورية الإسلامية هي مواجهة التهديد بالتهديد والخطوة بالخطوة ما جعل العدو يدرك بأن إيران مضافا إلى استعدادها لخلق تهديد على أرض الواقع فإنها مستعدة لبلورة تهديدات نفسية ضده أيضا.
واعتبر محمدي أن الخطوة الثالثة هي تكمن في مواجهة آية الله الخامنئي تهديدات الكيان الإسرائيلي ضد إيران في وقت قد بلغت هذه التهديدات ذروتها حيث واجهها بالقول بكل صراحة بأن "إيران كانت قد دعمت حزب الله والمقاومة الفلسطينية في حرب تموز وغزة وستدعم من الآن فصاعدا أي حركة تواجه الكيان الإسرائيلي" مما يستبطن رسالة مفادها أن إيران ليس أنها لا تنفعل أمام التهديدات فحسب بل إنها أعدت نفسها لمواجهة ضروس طويلة الأمد.
وذكر المقال أن الخطوة الأخيرة لقائد الثورة الإسلامية كانت في خطاب رأس السنة الإيرانية الأخير عندما أكد سماحته بكل صراحة بأن إيران ستمحو "تل أبيب" و"حيفا" من الخارطة ردا على أي ضربة للعدو مضيفا: "هذا التهديد يدل من ناحية على الجهوزية الفورية لإيران للرد على أي تهديد ومن ناحية أخرى على التخطيط العملي الدقيق والمسبق لإيران وعدم حاجتها للتخطيط المجدد أو إعادة النظر في التخطيطات السابقة إذا طرأ أي طارئ".
وأوضح أن المعنى العميق الآخر الذي يكتنف هذا التصريح هو رؤية الجمهورية الإسلامية بأن أي هجوم على منشآتها النووية سيكلف وجود الكيان الإسرائيلي وأن الرد لن يستهدف منشآت "إسرائيل" النووية فحسب بل الكيان برمّته.
وشدد المقال على أن خطوات قائد الثورة الإسلامية تلك دفعت العدو من الناحية العملية ليس إلى إزالة الخيار العسكري من النطاق العملي فحسب بل ومن الحيز الإعلامي أيضا ما يدفعنا للتنبؤ بأن منحني التهديد العسكري ضد إيران هو في تنازل مطّرد.
احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية
