Skip to main content

نصر الله: الإمام الخميني ومنذ بداية حركته كان يؤمن بقضية فلسطين

التاريخ: 07-10-2007

نصر الله: الإمام الخميني ومنذ بداية حركته كان يؤمن بقضية فلسطين

القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة لمناسبة يوم القدس العالمي، في احتفال اقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء(ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت

القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة لمناسبة يوم القدس العالمي، في احتفال اقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء(ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

أرحب بكم في هذا اليوم وهذه الليلة في يوم القدس العالمي لنؤدي واجبا من الواجبات الدينية والسياسية الملقاة على عاتقنا. هذا اليوم الذي دعا الى إحيائه الإمام الخميني "قده" في كل عام في أخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك بما للزمان والمكان والمناسبة من خصوصيات تاريخية وعقائدية وإيمانية وسياسية وجهادية مميزة.

 

من باب الوفاء لهذا الامام ان اذكر بان الامام الخميني ومنذ بداية حركته السياسية الجهادية في ايران وتصديه للشأن العام كان يؤمن بقضية فلسطين ويناضل من اجلها ويرفع علمها في كل مكان ومنذ البداية حتى في اواخر الخمسينات عندما اصبح في موقع المرجعية والقيادة والشأن الديني والسياسي، كان دائما يطرح قضية فلسطين في كتبه ومقالاته وفي خطبه وبياناته. ومن اهم المسائل التي كانت تشكل موقع صراع وتناقض مع الشاه في ايران كان موقف نظام الشاه من إسرائيل وتحالف هذا النظام مع إسرائيل وتقديمه النفط لإسرائيل اما بيعا واما مجانا، وكان الامام الخميني يعتبر هذه من اكبر المصائب التي يرتكبها نظام الشاه بحق الأمة والإسلام والمسلمين وبعد ذلك وعند انطلاقة المقاومة الفلسطينية المسلحة بمختلف فصائلها كان الامام يؤيدها معنويا ودينيا وفقهيا وشرعيا وسياسيا وماليا وكان يفتي بجواز دفع الاموال الشرعية للمقاومين والفصائل الفلسطينية. وهذا يؤكد حساسية الأمر لدى الامام عندما يفتي بجواز دفع اموال من هذا النوع. 

 

في مثل هذا النوع من الصراع والقتال والمقاومة وبعد انتصار الثورة أقدم الامام على قطع علاقات إيران مع إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي وأقام اول سفارة لفلسطين على ارض عربية او إسلامية. وأصبح الالتزام بالقدس وفلسطين وشعبها التزاما عقائديا وسياسيا ثابتا في نظام الجمهورية الإسلامية وشعبها ومؤسساتها، التزم به الامام حتى رحيله وواصل دربه بكل إخلاص وصدق ووفاء سماحة الإمام السيد الخامنئي. وما زالت ايران تعبر عن التزامها القوي بهذا الموقف وهذا ما اعلنه اليوم بكل جرأة وشجاعة ووضوح رئيس الجمهورية الإسلامية في ايران السيد احمدي نجاد قبل خطبة الجمعة بالرغم من كل الضغوط التي تتعرض لها الجمهورية الإسلامية نتيجة هذا الموقف وهذا الالتزام، يأتي إعلان الامام الخميني ليوم القدس العالمي في سياق حركة طويلة متواصلة من الالتزام الديني والسياسي لهذه القضية المقدسة وليس موقفا موسميا او طارئا يحاول الإمام من خلاله ان يجامل الشعب الفلسطيني او ان يجامل الأمة وإنما يأتي في هذا السياق التاريخي الطبيعي لحركة الإمام ونهج الإمام والتزام الإمام وثورته وكل أولئك الذين يواصلون نهجه ودربه وطريقه في إيران وكل أنحاء العالم.

 

أما يوم القدس، أراد الإمام هذا اليوم في الحد الأدنى ليكون مناسبة تذكير للأمة كلها بهذا المصاب الجلل الذي أصاب الأمة في القرن الماضي وان احتلال فلسطين وسقوط القدس في يد الصهاينة تعد من أعظم المصائب والآلام والمآسي التي لحقت بهذه الأمة وما زالت تتواصل تداعياتها ألاما ودموعا ودماء وضحايا وشهداء ومعتقلين وأسرى على مدى العقود والسنين، هو يوم نستذكر فيه أرضنا المقدسة وبيت المقدس بيت الله المقدس وقبلة المسلمين الأولى، ونستحضر فيه اول ما نستحضر عذابات شعب وآلام شعب وتضحيات شعب، اليوم مما يؤسف له ان معاناة الشعب الفلسطيني أصبحت خبرا عاديا في العالم العربي والإسلامي بل في كل العالم الذي يدعي انه عالم متحضر، اصبح خبرا ثانويا ومتأخرا. عندما تذكر الاخبار من الطبيعي والعادي ان يقتل في كل يوم عشرة او عشرون او ثلاثون فلسطينيا ان تسقط أعدادا كبيرة من الجرحى ان يزج بالعشرات في السجون.

 

احد عشر الف معتقل واسير فلسطيني ومعهم أسرى لبنانيون وأردنيون وسوريون وعرب، هذا خبر عادي يمر عليه الناس كأي خبر. ان يقتل الأطفال الفلسطينيون وتحطم عظامهم دبابات الصهاينة، هذا خبر عادي. ان يحتجز الاف الفلسطينيين لأسابيع عند هذا المعبر او ذاك ويموت بعضهم من المرض والألم والقهر هذا خبر عادي. اليوم يجب ان نستحضر هذه العذابات وهذه الآلام الام الأسر والتشرد والجوع والقتل والذبح ألام مستمرة ، هذا يوم القدس هو يوم تذكير بالشعب الأقرب الى القدس وما يعانيه هذا الشعب في مقابل النسيان والتجاهل الذي تعيشه امتنا. هذا اليوم نجتمع فيه لنعيد التأكيد على الحقائق التاريخية والسياسية التي نعرفها ونحن هنا لا نتحدث عن احداث حصلت قبل قرون وانما قبل عشرات السنين. وبعض الحاضرين وآبائنا يذكرونها جيدا ويحدثوننا عنها وعايشوها وعاصروها منذ بداية الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين. لو دخلنا الى قلب كل عربي ومسلم وإنسان حر وصاحب ضمير وسألناه لأقرّ بالحقيقة التي تقول ان فلسطين التاريخية من البحر الى النهر هي ارض يملكها الشعب الفلسطيني دون سواه، الحقيقة التي تقول ان دولة إسرائيل هي كيان غاصب لأرض الغير، الحقيقة التي تقول ان الصهاينة شذاذ آفاق جاؤوا من كل انحاء العالم وشكلوا عصابات، وبدعم من بريطانية المحتلة ومن كثير من دول العالم اجتاحوا ارض الفلسطينيين وعاثوا فيها فساد فقتلوا وذبحوا واحرقوا ونهبوا ودمروا وأقاموا دولتهم على الاحتلال والقتل والاغتصاب والإرهاب.

 

هذا لا يحتاج الى وثائق وبيانات وشهود، هذا يشهد عليه أجيال وأجيال ممن عاصروا هذه الأحداث المؤلمة. في مقابل هذه الحقيقة الكثيرون في امتنا لا يتهربون من تحمل المسؤولية بل يحاولون ان يتنكروا للحقيقة حتى يحتجوا لتنكرهم للمسؤولية، ولكن عندما تجلس معهم في الغرف المغلقة يقولون بكل وضوح "شو قادرين ان نعمل" هذه أصبحت هي الأساس الواقعي والنظري والمنطقي للاستسلام للتسوية والتفاوض والتنازلات التي تلي التنازلات. الكل يعرف الحقيقة والكل يعرف الحق ولكن الكل يهرب من تحمل المسؤولية بحجة العجز والضعف الوهمي.

 

انا لا أريد ان ادخل في عملية جلد للذات وإنما أريد ان أتحدث مباشرة عن المسؤولية، اليوم وأمام ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات ومصائب وأمام واقع ان القدس ما زالت تحت الاحتلال ما يقارب الستين عاما وان الظروف الصعبة والقاسية هي التي تحيط بالفلسطينيين من كل مكان مع الأخذ بعين الاعتبار ان المسجد الأقصى مهدد في كل يوم بفعل أعمال الحفر وما شاكل من الأعمال التي يقوم بها الصهاينة باحتجاجات واهية وضعيفة، اليوم يجب ان نتحدث عن المسؤولية، لن أقف اليوم لأقول ان على الأمة ان تشهر سلاحها وعلى الجيوش العربية ان تجتاح ارض فلسطين من كل الحدود والجبهات لتحرر هذه الأرض وهذا الشعب وترفع هذا الظلم التاريخي. لعل هذا اليوم بالنسبة لشعب فلسطين والينا هذا اقرب الى الحلم وانا اعرف حتى عندما كان يتم الحديث في مرحلة من المراحل عن استراتيجية عربية واحدة او عندما قيل للبنانيين انتظروا الاستراتيجية العربية الواحدة لتقاتلوا في إطارها ودائرتها انما كان يقال هذا لكي لا نقاتل لأنه لن تكون هناك استراتيجية عربية واحدة وموحدة في ظل الواقع الحالي من النظام الرسمي العربي. 

 

اللبنانيون والفلسطينيون اختاروا استراتيجية مختلفة الفلسطينيون قالوا للأمة حركات المقاومة وقياداتها وفصائلها، اذا كانت الأمة وحكوماتها وجيوشها لا تقاتل وحدودها لا تفتح فنحن نقاتل كشعب فلسطيني ونعتمد خيار المقاومة الفلسطينية الجدية الوطنية الحقيقية، ونحن شعب ضحينا ومستعدين للتضحية ولتقديم المزيد من الدماء والآلام، ولكن عليكم انتم ان تقفوا الى جانبنا وتدعمونا. هذا ما قاله الشعب الفلسطيني في انتفاضة الأقصى بعد فشل المفاوضات في كمب ديفد وبعد الانتصار المدوي للمقاومة في لبنان عام 2000. الفلسطينيون أعلنوا هذه الاستراتيجية وذهبوا فيها بعيدا وكانت العمليات الاستشهادية والمواجهات الشعبية والعسكرية وكل يذكر انه من خلال سنة 2000 إلى اليوم ماذا قدم هذا الشعب الفلسطيني، هذا التجربة عاشتها المقاومة  في لبنان وهذه الاستراتيجية اتبعتها المقاومة في لبنان. منذ عام 1982 عندما لم تنتظر المقاومة استراتيجية عربية للقتال والمواجهة وانما تشكلت مقاومة لبنانية بفصائل لبنانية متنوعة ومتعددة وقاتلت بجد وحظيت بدعم بعض الأخوة والأصدقاء الذين نشكرهم على دعمهم وان كان العالم يدينهم على دعمهم للمقاومة. المقاومة اللبنانية بمقاتلين لبنانيين وبخبرات لبنانية ودماء لبنانية وتضحيات لبنانية وارادة لبنانية تمكنت من تحرير الجزء الأكبر والأعظم من الأرض المحتلة. الشعب الفلسطيني من خلال هذه الاستراتيجية استطاع ان يحرر قطاع غزة.

 

ولكن اسمحوا لي ان أقول بصراحة لو تلقى هذا الشعب الفلسطيني الدعم المطلوب من الأمة لكان قادرا خلال السنوات السبع الماضية وخلال سنوات قليلة آتية من تحرير في الحد الأدنى أراضي العام 67. الانتفاضة، التي تخلى عنها العالم، بفعل التضحيات العظيمة التي قدمها الفلسطينيون استطاعت ان تهز الكيان وان تدفع قادة هذا الكيان الى الحديث للمرة الأولى عن معركة استقلال ومعركة وجود  دولة إسرائيل. إذا قدر للانتفاضة الفلسطينية الحالية ان تتواصل وان تستمر فأن استراتيجية جهادية فلسطينية وطنية من هذا النوع تلقى دعم الأمة، وليحتفظ الحكام بجيوشهم وأسلحتهم وطائراتهم لحماية أنظمتهم ولكن ليقدم الحكام لهذا الشعب الفلسطيني الدعم السياسي والإعلامي والمادي. اليوم هذه هي الاستراتيجية المطروحة لا احد يتحدث عن قوى او جيوش تريد ان تقاتل بالنيابة عن الشعب الفلسطيني الذي يملك اللياقة والجدارة والكفاءة اللازمة والقدرة من اجل تحرير أرضه ولكنه شعب بحاجة الى المساعدة والمساندة.

 

اليوم الأمة تستطيع ان تفعل الكثير لفلسطين ولشعبها في الحد الأدنى ان يكف الحكام عن محاصرة الفلسطينيين قبل ان نطالبهم برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. جزء من الحصار الذي يعانيه الشعب الفلسطيني تمارسه بعض الأنظمة العربية وهذا الحصار يجب ان يرفع والدعم يجب ان يقدم. وهل تعلمون ايها الإخوة والأخوات ان هناك آلاف المليارات من الدولارات ودائع عربية في البنوك الأمريكية وفي فلسطين شعب يموت من الجوع والحصار والجراح والبطالة، شعب جاهز ان يقدم دمه ليقوم بواجب الأمة كلها في تحرير بيت المقدس ولكن هذه الأمة تبخل بدولاراتها المكدسة في بنوك الولايات المتحدة. الأمة اليوم معنية ان تساعد الفلسطينيين على تجاوز أزمتهم الداخلية في الوقت الذي نناشد فيه إخواننا الفلسطينيين وخصوصا إخواننا في حركتي حماس وفتح، ضبط النفس والابتعاد عن أي شكل من أشكال المواجهة المسلحة والسعي الدؤوب وبلا يأس عن المعالجة السياسية لهذه ألازمة الخانقة والخطيرة، الحكومات القادرة على ان تقوم بدور ما عليها ان تفعل ذلك لا ان تفرح بمحاصرة قطاع غزة او الحكومة في قطاع غزة او ان يفرح البعض بالقول اننا نريد ان نفشل نموذجا او نسقط تجربة.

 

ان كل الخسائر التي تلحق اليوم بالشعب الفلسطيني وأي فصيل فلسطيني ومنطقة هي خسارة فلسطينية شاملة وخسارة للأمة ويجب ان تمتد اليد للمساندة والمساعدة، في هذا السبيل يجب ان نساعد الفلسطينيين ليتمسكوا بحق العودة وليرفضوا توطينهم في أي بلد وكذلك ليرفضوا تذويبهم في أي بلد كما يحصل من خلال تهجيرهم الى بلدان أمريكا اللاتينية او بعض البلدان الأوروبية او استراليا وما شاكل. وهذا يحمل المسؤولية الى الدول التي ترعى الفلسطينيين في الشتات وهنا في لبنان أي سلطة، كما كنا في الماضي، نطالب بإعادة النظر بطريقة العلاقة مع الفلسطينيين في لبنان والأوضاع التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان. واذا كان البعض يتحدث اليوم عن مخاطر جديدة لمخيم هنا ومخيم هناك أعود لأنصح وأقول اخر المعالجة هي المعالجة الأمنية والعسكرية اما المعالجة الأولى فهي المعالجة الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية واليد الممدودة والتعاطي الأخوي مع كل الفلسطينيين الموجودين على الأراضي اللبنانية. 

 

وفي السياق الفلسطيني، أنا أريد أن أحذّر من مخاطر الإجتماع الدولي الذي دعا إليه جورج بوش، الخطر هو أن يكون المخطط الأمريكي الإسرائيلي هو أن تحصل إسرائيل على التطبيع مقابل لا شيء، تطبيع علاقاتها مع بعض الدول العربية التي لم تقم حتى الآن علاقات مع إسرائيل، وأن لا يحقق هذا الإجتماع أي شيء للفلسطينيين، هذه هي الخشية الحقيقية وهذا القلق يشارك فيه الكثيرون خصوصا أمام حكومة عاجزة كحكومة أولمرت. أولمرت الذي يعجز عن إطلاق سراح أعداد معتد بها من الأسرى الفلسطينيين لتدعيم ما يسمّى بعملية السلام كيف يمكن أن يقدم تنازلات حقيقية وجوهرية في المسار الفلسطيني. 

 

ما يجب أنّ نلفت النظر إليه، وباسمكم أناشد الدول العربية التي تنوي المشاركة في هذا الإجتماع ، وبالتحديد أود أن أناشد قيادة المملكة العربية السعودية أن لا يعطوا لهذا لاإجتماع أي تغطية عربية. إذا كانت المحصلة هي التطبيع وفي المقابل ليس هناك أي نتائج جوهرية لمصلحة الشعب الفلسطيني وهنا أنا لا أتحدث لا على المستوى المبدئي ولا على المستوى الأيديولوجي لأنّ موقفي المبدئي والأيديولوجي مختلف وإنما أتحدث على المستوى السياسي الواقعي كما يقال. لا يجوز بالمنطق السياسي أن تقدم كل هذه المكاسب لحكومة أولمرت في الوقت الذي يجب أن تتنادى الحكومات العربية لتحويل حكومة أولمرت إلى محكمة دولية لمعاقبة هؤلاء الجزارين على ما ارتكبوه بحق الشعب الفلسطيني في كل يوم وما فعلوه في لبنان خلال عدوان حرب تموز. هل يكافأ أولمرت وحكومته والصهاينة مرتكبوا المجازر بالتطبيع معهم وتقديم المزيد م التنازلات لهم ومصافحتهم، هل هذا معقول!

 

أيضا لا يجوز أن ندس رأسنا في التراب، لاحظوا العرب يتحدثون عن السلام وإسرائيل تقرع طبول الحرب في المنطقة، عندما أقدم سلاح الجو الإسرائيلي على شن غارة في سوريا ألم بكن يحتمل أن تؤدي هذه الغارة إلى رد فعل سوري فتنشب الحرب؟ وأنتم تعرفون وقد كشفت وسائل الإعلام قبل أيام أنّ هناك ثلاثة فرق مؤللة ومدرعة إسرائيلية مرابطة في الجولان منذ قبل الغارة الإسرائيلية على سوريا، إذا هناك ثلاثة فرق مؤللة ومدرعة لماذا؟ لماذا هذه الفرق موجودة في الجولان، لأي احتمال تستعد؟ ولماذا أقدم العدو على هذه الغارة وهو مستعد للمواجهة ويهدد ويزبد ويرعد؟ 

 

في لبنان كل يوم خرق للسيادة اللبنانية وطائرات الإستطلاع الصهونية تخترق أجواءنا، ولكن منذ أسابيع ومناطقنا في الجنوب وحتى في بيروت وصولا إلى البقاع تشهد غارات وهمية كثيفة، هل تساءلتم لماذا؟ ماذا فعل فريق السلطة المتصدي للسلطة في لبنان، هل طالب حلفاءه الأمريكيين أنّ يضغطوا على إسرائيل لاحترام سيادة لبنان طالما أن السلطة في يد السياديين والإستقلاليين من أبناء ثورة الأرز؟ لماذا هذه الغارات الوهمية، هل هي حرب نفسية أم مناورات حربية تحضيرية؟ إسرائيل تتحدث عن السلام وتقرع طبول الحرب وتتجهز وتعد للحرب ونحن هنا نناقش في سلاح المقاومة وإرادة وموقف المقاومة وما شاكل. هذا ما يجب الإلتفات إليه كل أؤلئك الذاهبين إلى الإجتماع الدولي لِمَا يسمّى بالسلام في المنطقة، إسرائيل تريد أن تفرض هيمنتها وشروطها وسيطرتها على الفلسطينيين وعلى كل دول المنطقة. حتّى هذه الغارة التي استهدفت سوريا، برأيي أنها كانت تستهدف فيما تستهدف هز الموقف السوري قبل المؤتمر من أجل التأثير على الممانعة والمقاومة التي يبديها هذا النظام في تمسكه بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة، ولا يستبعد أحد أن تكون هناك نية إسرائيلية منسقة مع الأمريكيين لجر سوريا إلى الحرب ولجر المنطقة بأكملها إلى الحرب، لأنّ هذا هو مشروع بوش في المنطقة فليس مشروعه مشروع سلام وإنما مشروع حرب كما في العراق وكما في فلسطين وكما فعل في لبنان في ا لعام الماضي، هو يحاول أن يفعل على مستوى المنطقة.  

 

أنا مجددا في يوم القدس الذي يقول عنه الإمام أنّه يوم كل المستضعفين وليس في فلسطين فقط، أوجه باسمكم النداء إلى الشعب العراقي لأقول له إنّ دمكم ووحدتكم وتواصلكم وتغلبكم على الفتنة ومصالحتكم الوطنية هي الخيار الوحيد ومقاومتكم الجهادية ومقاومتكم السياسية وتعاونكم هو السبيل الوحيد لإنقاذ العراق ولإنقاذ المنطقة كلها. في حرب تموز قلت أنّ المقاومة أسقطت مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابته الغربية وعلى الشعب العراقي الأبي والوفي والمظلوم والمضحي أنّ يسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابته الشرقية من خلال إسقاطه لمشروع التقسيم الذي سيبدأ في العراق ولا نعرف أين سينتهي وأيّة ويلات وآلام سوف يحدثها لهذه المنطقة ولشعوب هذه المنطقة.

 

في يوم القدس العالمي أود أن أؤكد لكم في أجواء شهر رمضان المبارك أؤكد لكم أن المستقبل ليس مخيفاً كما يصور لنا، نعم هناك تحديات وأخطار وأعاصير. من معجزات القرآن الكريم الكبرى عندما حدّث القرآن على لسان رسول الله محمد (ص) قبل 1400 سنة أن بني إسرائيل سيفسدون في هذه الأرض المقدسة وسيعلون علواً كبيراً، قال رسول الله ذلك نقلاً عن الوحي وبالآيات القرآنية في الوقت الذي لم يكن هناك يهود في فلسطين إلا قلية قليلة ضعفية، في الوقت الذي كان فيه بنو إسرائيل مجموعة قبائل ممزقة مشتتة في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا واليمن وغيرها، وجاء القرآن ليتحدث عن حدث سوف يحصل بعد 1400 سنة ، وهذه من المغيبات والآيات العظيمة في كتاب الله عز وجّل، وأقام هؤلاء دولة لا سابقة لها في تاريخهم، لم يسبق في تاريخ بني إسرائيل  أن أقاموا دولة عالية في الأرض كما هو حال هذه الدولة، ولكن القرآن الكريم الذي حدثنا قبل 1400 سنة أن هذه الدولة العالية المفسدة المستكبرة القاتلة ستقوم في الأرض المقدسة، حدثنا أيضاً وبشكل قاطع وجازم بأن هذه الدولة لن تبقى وبأن عباد لنا أولي بأس شديد سيجوسون خلال الديار، وفي مرحلة لاحقة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا.

 

عندما أعلن الأمام الخميني يوماً عالمياً للقدس، كان الخميني ابن القرآن الذي كان يرى صدقاً وعد الله المفعول بأن بيت المقدس هذا سيعود إلى أصحابه وسيتطهر من دنس الاحتلال ورجس المحتلين إنشاء الله.

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة