ثورة هزت العالم: ثلاثة وثلاثون عاماً من الانجازات(1)
التاريخ: 12-02-2012
ثورة هزت العالم: ثلاثة وثلاثون عاماً من الانجازات ديمقراطية رائدة داخلياً واستقلالية ودعم للشعوب المستضعفة خارجياً طهران ـ مختار برتو هزتالثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) العالم بأسرهفي أواخر القرن العشرين، وبعثت الأمل في قلوب مسلمي ومستضعفي العالم
ثورة هزت العالم: ثلاثة وثلاثون عاماً من الانجازات
ديمقراطية رائدة داخلياً واستقلالية ودعم للشعوب المستضعفة خارجياً
طهران ـ مختار برتو
هزتالثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) العالم بأسرهفي أواخر القرن العشرين، وبعثت الأمل في قلوب مسلمي ومستضعفي العالم.واستطاعت هذه الثورة العظيمة خلال ثلاثة عقود تحقيق انجازات كثيرة داخلإيران وخارجها بالرغم من محاولات العزل المستمرة . ومع انه ليس من السهولةبمكان إحصاء هذه الانجازات إلا أنه يمكن إلقاء نظرة خاطفة عليها من خلالحلقات عدة تنشرها "الانتقاد"، وهنا الحلقة الأولى عن انجازات الثورةالسياسية داخلياً وخارجياً:
ولاية الفقيه أساس الحكم
يقومالحكم الإسلامي في إيران على أساس ولاية الفقيه. إن الهدف الأساس للأديانالسماوية تنمية وتكامل الإنسان على أساس التوحيد، عن طريق مكافحة الكفروالشرك والإلحاد. لقد عرضت القوى الاستكبارية في العالم فكرة "فصل الدين عنالسياسة" من أجل نهب ثروات الأمم، ومن خلال هذا الأسلوب تمكنت هذه القوىمن السيطرة على النواحي الفكرية، والثقافية، والدينية والوطنية للشعوبوالمجتمعات الإسلامية، وبالتالي سيطرت على الثروات الطبيعية لهذه الأممونهبتها، فحل العجز واليأس على هذه الشعوب والمجتمعات .
لقد أنتجانتصار الثورة الإسلامية في إيران القضاء على هذه الأفكار، وأصبحت النهضةالإسلامية ظاهرة عالمية منسجمة، فالإمام الخميني (قدس سره) لم يكتف بالعمل ضدالحكومات الغاصبة والمعارضة للإسلام إنما سعى إلى تأسيس الحكومة الإلهيةعلى أساس المعايير الإسلامية، حيث عرض عملياً مبدأ ولاية الفقيه وتسلمبنفسه إدارة أمور المجتمع الإسلامي ونفذ مبدأ القيادة السياسية ـ الدينيةوتمكن من إصلاح واجهة العالم الإسلامي المتضررة وأضفى تأثيراً كبيراً علىدول العالم الإسلامي ودول العالم الثالث.
إسقاط الملكية الإيرانية بعد 2500 عام
إنإحدى المفاخر الموهومة للملوك الإيرانيين هي النظام الملكي البائد، حيثكانت الأسرة البهلوية تعتبر نفسها وريثة لتلك الملكية. وقد بذلت هذه الأسرةجل جهدها من أجل القضاء على الثقافة الإسلامية في إيران، كما بذلت الكثيرمن الجهد ومن أموال الشعب الإيراني وثرواته لتحل الثقافة الملكية محل الثقافة الإسلامية، لذلك أقامت الكثير من المهرجانات والمراسم الاحتفاليةومنها احتفالات مرور 2500 عام من تاريخ الملكية بأبشع أنواع الفسادوالفحشاء، وغيرت التاريخ الهجري إلى تاريخ ملكي، وبدلت الأسماء والقوانينالدينية إلى أسماء وقوانين غير دينية وكل ذلك من أجل القضاء على المجتمعالإسلامي في ايران.
المشاركة السياسية تعزز الوعي الجماهيري
انإجراء الانتخابات العامة في إيران خصوصاً بعد مضي أشهر على الثورة، يعدانجازاً تأسيسياً مهماً لأن إجراءها في تلك الظروف وفي ظل المؤامراتالعالمية في حينه وإمكانية وصول الانتهازيين وأعداء الثورة إلى السلطةوحصول هؤلاء على مقاعد برلمانية لم يمنع من إجراء الانتخابات ولم تستخدمهذه الظروف الطارئة للتنكيل بهؤلاء الذين كانت تدعمهم الدول الاستعمارية.
لقدكان الإمام الخميني (قدس سره) يهدي الجماهير ويبث فيها الوعي والثقة وفوضالسيادة إلى الشعب الذي اختار نظام الجمهورية الإسلامية، وجرى الاستفتاء على الدستور ومن ثم أجريت انتخابات مجلس الخبراء فانتخابات رئاسةالجمهورية، ثم انتخابات مجلس الشورى الإسلامي. كل هذه الانتخابات جرت في العام الأول للثورة، وكان هذا أمراً غير متوقع، وما كان ليتم هذا الانجازلولا الحضور الجماهيري وذلك الوعي في مرحلة متقدمة من عمر الثورة.
لقدأشار الإمام الخميني (قدس سره) إلى هذا الانجاز العظيم وقال: "إن القضيةالواضحة التي أصبحت مصدر أمل لي في الأيام الأخيرة لحياتي هي هذا الوعيواليقظة لدى الجيل الشاب ونهضة المثقفين التي نراها تنمو باطراد".
الاستقلال والحرية
أحدالأسباب الرئيسة لتخلف المسلمين في العالم وتعاستهم هو ارتهان وعمالةحكوماتهم لقوى الاستكبار العالمي، والسبيل الوحيد لتجاوز هذه التعاسة هونيل الاستقلال الحقيقي. وكما أن الحرية مهمة على الصعيد الفردي، هي مهمةأيضا على صعيد المجتمعات والدول، وإلقاء نظرة سريعة على الخارطة السياسيةالدولية تظهر أن بعض الدول تحكم وأن دولاً أخرى محكومة بشكل مباشر عبرالاحتلال أو عبر التبعية السياسية والاقتصادية والعلمية و....
وفيإيران ما قبل الثورة، كان هذا الوضع سائداَ ، فالغرب وخاصة الولاياتالمتحدة الأمريكية نهب المصادر الاقتصادية لإيران بشتى السبل، وجعل البلادمستعمرة له، والشعب الإيراني لم يكن معتمداً على نفسه، إلا أن هذا الشعبقرر وبعزم وشجاعة تقرير مصيره بنفسه، وكسر القيود والأغلال وتحصيلالاستقلال سياسياً واقتصادياً وعلمياً وثقافياً وحتى فكرياً .
لا شرقية ولا غربية
يعد مبدأ "لا شرقية ولا غربية" في السياسةالخارجية الإيرانية، أحد المبادئ الأساس غير القابل للتعديل أو التغيير وهوما نص عليه دستور للجمهورية الإسلامية الإيرانية. قبل قيام الثورةالإسلامية كان العالم ينقسم إلى معسكرين شرقي وغربي، وكان الشاه أحدالعملاء الأساسيين للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ كان منوطاً بهتنفيذ السياسات العدوانية الغربية، خصوصاً سياسة واشنطن، وكانت بقية الدول
الإسلامية ودول العالم الثالث لا خيار لها إلا أن تكون تحت مظلة إحدىالمعسكرين. الثورة الإسلامية في حينه وقفت بمواجهة الجميع كالجبل الصامدعندما طرحت شعارها "لا شرقية ولا غربية" وقاومت الأعداء وحافظت ودافعت عناستقلالها. وقال الإمام الخميني الراحل بهذا الخصوص: "نحن لسنا تحت طائلةأمريكا ولا تحت طائلة الاتحاد السوفيتي ولا تحت طائلة أي قوة أخرى ... لقدطالبتم أنتم بالجمهورية الإسلامية. إن الذي طالبتم به كان لا شرقية ولاغربية وهذا هو فحافظوا عليه".
لقدارتكبت الولايات المتحدة الأميركية جرائم كثيرة وكبيرة بحق الشعب الإيرانيقبل وبعد الثورة الإسلامية إلى درجة أن الإمام الخميني (قدس سره) وصف أمريكابالشيطان الأكبر، لذلك فإن مواجهة هذا الغول الاستعماري كانت دوماً وأبداًإحدى المبادئ الأساس للسياسة الإيرانية الخارجية ولنضال الشعب الإيراني،فخلال الخمسين عاماً الماضية لم تصب وتهتز المكانة الدولية لأمريكا مثلماأصابتها وهزتها الثورة الإسلامية وذلك من خلال:
ـ سقوط النظام الملكي في إيران (الذي كان يعرف بالمدافع والمحافظ على المصالح الأمريكية في المنطقة ويعمل من أجلها).
ـ إخراج عشرات الألوف من المستشارين الأمريكيين من إيران.
ـ خروج إيران من "حلف النيتو" الذي أسس للحفاظ على المصالح الأمريكية.
ـاحتلال وكر الجاسوسية الأمريكي وإلقاء القبض على الدبلوماسيين الأمريكيينفيه، وعشرات النماذج الأخرى التي ألحقت الذل والمهانة بالأمريكيين .
ـ إعلان عدم شرعية الكيان الصهيوني.
ـ رفض مفاوضات التسوية في الشرق الاوسط.
ـ التصدي للكيان الصهيوني الغاصب واعلان النضال حتى سقوط هذا الكيان المدعوم من الغرب والولايات المتحدة.
هذهالمبادئ باتت راسخة في السياسة الخارجية الإيرانية، حتى أن الرياضيينالإيرانيين امتنعوا أكثر من مرة عن مواجهة الرياضيين الصهاينة في الساحاتالرياضية المختلفة.
إن المواجهة العلنية بين الولايات المتحدة والثورةالإسلامية الإيرانية كانت نتيجة للضربات المتواصلة التي لحقت بالمكانةالدولية للولايات المتحدة.
دعم حركات التحرر والصحوة الإسلامية
الاستقلاليةوعدم الانحياز ودعم الحركات التحررية خصوصاً القضية الفلسطينية، كانت منالانجازات الكبيرة للسياسة الإيرانية، واليوم يتجسد ذلك عبر مواقف طهران
الداعمة لحركة الصحوة الإسلامية للشعوب المسلمة الثائرة في منطقة الشرق الأوسط، والتي بدأت تتوسع رقعتها باتجاه الدول الغربية، وهذه الصحوة ليست إلا امتداداً للثورة الإسلامية في إيران، وقد قال قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخامنئي(دام ظله): "إن حركة الصحوة الإسلامية لا تنتهيوستغير تاريخ الأمة الإسلامية".
لقدكان للثورة الإسلامية تأثيرات مهمة في العالم الإسلامي واستطاعت بعث الإسلام وتنشيطه من جديد. وقد اعتبر الإمام الخامنئي تنشيط الإسلام في العالم أحد أهم منجزات الثورة وقال: "بالرغم من أنه مضى أكثر من مئة وخمسين عاماً على التخطيط الحديث ضد الإسلام في أرجاء العالم، وهو ما نراه اليومفي إفريقيا وآسيا وحتى في قلب أوروبا، فقد نشط الإسلام في كل مكان".
إن الأبعاد المختلفة لهذا التنشيط واضحة من خلال ظهور الحركات الإسلامية فيأقصى مناطق شرق آسيا وصولاً إلى أمريكا، ونرى مئات الآلاف يرفعون شعار "الله اكبر" أمام البيت الأبيض الأمريكي. ومن بين الحركات الإسلامية التيظهرت عقب انتصار الثورة ، المقاومة الإسلامية في لبنان التي حققت أولانتصار تاريخي على الكيان الغاصب ومن ثم الانتفاضتان الأولى والثانية،وصولاً إلى سائر الحركات الإسلامية في مختلف أصقاع الأرض.
لقد كانلنداءات الإمام الخميني (قدس سره) خصوصاً في المناسبات الدينية الرئيسة كموسمالحج، أثر كبير في بث روح القوة والعنفوان لدى المسلمين، وحثتهم على الدفاععن المقدسات الإسلامية. لقد كانت لمواقف الإمام الخميني الثابتة آثاركبيرة وتداعيات مهمة بدءاً من إعلان آخر جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس فأحيا به قضية القدس، كما كان توقعه سقوط الاتحاد السوفيتي دليلاً علىصوابية الرؤية وفهماً دقيقاً للواقع والمتغيرات، كما كانت لفتوى الإمام بحقالمرتد سلمان رشدي اثر بالغ في رفع شأن الإسلام والتأكيد على أن أية اهانةللإسلام سيتم التصدي لها إضافة إلى تكريس توجه النساء المسلمات نحو الحجابوالتصدي لكل محاولات التغرب.
الإمامالخميني (قدس سره) أشار إلى هذه الظاهرة في أول نداء له بعد سقوط الملكيةفي إيران، وخاطب الشعب الإيراني بالقول : "إني أهنئ الشعب الإيراني بهذاالانتصار، انتم أبناء الشعب الإيراني وبقبضتكم وجهدكم وإيمانكم قضيتم علىالملكية الظالمة التي استمرت ألفين وخمسمائة عام ولم تهتموا بالدعم الذي كانت تكتسبه هذه الملكية".كانللثورة الإسلامية في إيران انجازات كبيرة في مجالي السياسة الداخليةوالخارجية، فإيران تعد من الدول الرائدة في مجال الديمقراطية وإجراءالانتخابات الحرة ، كما أنها طبقت السيادة الشعبية على أفضل وجه ممكن بينمااعتمدت سياستها الخارجية على الاستقلال والعزة والكرامة ودعم الشعوبالمستضعفة في أنحاء العالم
احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية