محكمة الحرب الصهيونية الأمريكية
التاريخ: 05-07-2011
ستكون بلا شك أو ترديد بمثابة الإشارات الأولى الجدية لانطلاق "الحرب الثانية" التي ستهزم فيها إسرائيل شر هزيمة والتي ستخرج منها هذه المرة مكسورة الأجنحة مدحورة لن تقوم لها قائمة بعدها
ستكون بلا شك أو ترديد بمثابة الإشارات الأولى الجدية لانطلاق "الحرب الثانية" التي ستهزم فيها إسرائيل شر هزيمة والتي ستخرج منها هذه المرة مكسورة الأجنحة مدحورة لن تقوم لها قائمة بعدها.
هذا إذا ما فكر أحد أي أحد في تنفيذ ما بات يعرف بالقرار الإتهامي الصادر عن "المحكمة الخاصة بلبنان" بحق مجاهدين من حزب الله لا ذنب لهم سوى أنهم ساهموا مع قائدهم الشهيد عماد مغنية في تهشيم صورة "إسرائيل القوية التي لا تقهر" وأذاقوها طعم الذل والهزيمة المرة لأول مرة في حياتها المزورة.
هذا هو الموقف على الأرض فيما يخص بحزب المقاومة وقائد المقاومة وجمهور المقاومة في لبنان وهو كذلك في كل الوطن العربي والإسلامي تجاه ما يصفوه بـ "مسرحية" قرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لم يكن الموقف سهلا أن يخرج قادة "إسرائيل العظمى" في صورة المنهزم المندحر أمام بضعة آلاف من المقاتلين في حرب أرادوها نهاية لأسطورة المقاومة العربية والإسلامية فإذا بهم يخرجون من أرض المعركة وهم يجرون دباباتهم بما يشبه "خردة الحديد" من وادي الحجير في جبل عاملة ويلملمون نياشين جنرالات طياريهم التي تناثرت على كل أرض لبنان بفعل صمود فتية آمنوا بربهم فزادهم الله إيمانا.
وهكذا نشأت فكرة توجيه الاتهام إلى هؤلاء القادة والسادة من حزب الله وهكذا صدر القرار الإتهامي للمرة الأولى على صفحات جريدة الفيغارو في التاسع عشر من آب من العام 2006 أي بعد خمسة أيام فقط من تذوق قادة الكيان الغاصب لطعم تلك الهزيمة النكراء والتي اعتبرت بمثابة الحرب الأولى لهم كما وصفها قادة العدو بالتوقيت العربي الإسلامي البتة.
أما لماذا يلجأون الآن مرة أخرى إلى هذه الأداة الصدأة والمزورة التي اسمها المحكمة الدولية مع علمهم الكامل بأن لا أحد في لبنان أو غير لبنان بقادر على التجاوب مع تنفيذ أي من قراراتها أو حتى الاعتناء بها؟
فهم يعرفون جيدا بأن ما يسمى بالمحكمة الدولية لدى قوى المقاومة والممانعة من غزة إلى طهران مرورا ببيروت ودمشق ليست سوى منظومة مزورة وباطلة من أساسها لن يكترث بقراراتها أحد فضلا عن أن يتعامل معها أحد ناهيك عن قدرة أحد أي أحد على تطبيق أي من بنودها.
يقول الدارسون لنفسية قادة العدو الصهيوني بأنه الشعور باستمرارية مرارة الهزيمة لا غير, والعجز التام أمام تعاظم قدرات المقاومة وصمود أجنحتها الطائرة في كل من سوريا وإيران هو الذي يدفعهم إلى إشهار هذه الإدارة مرة أخرى.
خاصة وأنهم بدأوا يشعرون بأن الدنيا باتت غير الدنيا التي عرفوها منذ تأسيس الكيان الغاصب, فلا هم قادرون على خلع يد المقاومين عن فعل التهديد الوجودي الذي يتعرضون له عن طريق الحرب الموعودة التي لمجرد ذكرها يرتعبون, ولا هم قادرون على التعايش السلمي مع زمن باتت فيه اليد العليا لهؤلاء "الفتية" من المقاتلين الذين يزحفون إلى مواقع النفوذ والاقتدار وهم يتهيأون ليوم النزال الأكبر خطوة خطوة بكل ما يملكون من صبر وأنابة وآخرها نجاحهم في تشكيل حكومة وطنية لبنانية مائة في المائة وغير مخترقة من أي من أصحاب الرهانات على التحالف الغربي وهي المرة الأولى التي تحصل في لبنان المعاصر.
وعليه فإنه لم يبق لهم سوى اللجوء إلى أدوات الفتنة القديمة الجديدة, ظنا منهم أن "طعم" المحكمة سيكون قادرا هذه المرة على الإيقاع بالخصم في فخ الفتنة وتفتيت الصفوف ونشر الفوضى في جبهته لمجرد عنوان "المحكمة الدولية " ناسين أو متناسين بأن شعب لبنان قد خبر وسائل خداعهم وتضليلهم في العراق وغير العراق وأنه "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".
إذ لا أحد من سنة أو شيعة مسلمون أو مسيحيون لبنانيون سيبيعون وطنهم من أجل محكمة إسرائيلية أمريكية جل "قضاتها ومحاموها" إن لم يكن كلهم ضباط مخابرات غربية غارقون في فساد مالي وأخلاقي وقيمي لا يطهرون منه حتى لو شربوا من ماء زمزم كما كشف الأمين العام لحزب الله وسيد المقاومة في شرحه الأخير لحيثيات صدور القرار الإتهامي العدواني.
ليست القصة إذن قصة البحث عن العدالة أو الحقيقة في ملف اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري أو زعمائه الآخرين الذين ذهبوا جميعا ضحية مؤامرة دولية حيكت خيوطها في تل أبيب وواشنطن سماها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بلعبة الأمم وهو الأدرى بما اكتنفته تلك الفترة الزمنية من مؤامرات.
بل إن القصة وما فيها إنما جاءت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من "الحريرية السياسية" التي قطع لها الجنرال المقاوم العماد ميشال عون "تذكرة سفر ذهاب بلا عودة" كما قال أو "تذكرة سفر إلى داخل السجون" كما عاد مستدركا القول معلنا نيته بدء عهد الإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد المستشري في نظام الحكم اللبناني.
ولأنه لا يختلف اثنان في لبنان على استحالة تنفيذ أي من قرارات تلك المحكمة الصورية حتى لو جند جيوش العالم كلها, وأن دون ذلك حرب وجودية تنتظر الكيان الصهيوني هو أول من يرتعب منها فإن هذه الخطوة يقرأها المراقبون من خارج لبنان على أنها خطوة إضافية على طريق مصادرة ما بات يعرف بربيع الثورات العربية عن طريق إطلاق الثورات المضادة هنا أو هناك.
وما يخص مسرح المواجهة الداخلية مع المقاومة في لبنان فإن الخطوة المذكورة إنما تأتي بمثابة الطلقة الأخيرة في جعبتهم والتي كان لابد لهم أن يستنفدوها ظنا منهم بأنها الكفيلة بإسقاط حكومة ميقاتي الوطنية وتاليا وقف حركة تراجع نفوذهم ونفوذ حلفائهم الغربيين!
غير أن كل عارف بالوضع اللبناني الجديد يعلم جيدا بأن هذا الهدف بات مجرد سراب أكدت قطعيته صحوة عربية إسلامية تعم المنطقة غدا النيل منها أمرا بعيد المنال إن لم يكن مستحيلا بعد أن تجاوزت الأمة أهم مراحل اختباراتها على طريق جسر العبور من زمن الهزائم والانكسارات إلى عصر النهضة والانتصارات ولبنان ليس استثناءا إن لم يكن البيئة الأكثر موائمة لتحقق أهداف المقاومة والممانعة العربية والإسلامية.
احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية