Skip to main content

حروب الأدمغة والأنياب الأمريكية الناعمة

التاريخ: 02-07-2011

حروب الأدمغة والأنياب الأمريكية الناعمة

تتمكن المقاومة اللبنانية من إحباط مخطط اختراق أجهزتها الجهادية من قبل أكبر وأخطر جهاز استخبارات عالمي يعمل لصالح العدو الصهيوني وهو السي آي اي بسرعة قياسية ملفتة هو الحدث الأهم في مواجهة الحرب المفتوحة منذ توقف العمليات الحربية بينها وبين الدولة العبرية!

تتمكن المقاومة اللبنانية من إحباط مخطط اختراق أجهزتها الجهادية من قبل أكبر وأخطر جهاز استخبارات عالمي يعمل لصالح العدو الصهيوني وهو السي آي اي بسرعة قياسية ملفتة هو الحدث الأهم في مواجهة الحرب المفتوحة منذ توقف العمليات الحربية بينها وبين الدولة العبرية!.

 

وأن يمتلك قائد هذه المقاومة الجرأة والشجاعة للإعلان عن ذلك على الملأ العام ومصارحة جمهوره عن حيثيات محاولات منفردة ومحددة استطاع فيها هذا الجهاز العالمي من النجاح في اختراق بعض عناصره وتمكن أجهزة مكافحة التجسس لديه من وأدها في مهدها دون أن تتمكن من إحداث شرخ مهم أو ترك جراحات كبيرة في الجسم الجهادي أو بيئة المقاومة الشعبية, فهي نقطة نوعية إضافية تحسب لهذا القائد الاستثنائي ولحيوية الجسم الجهادي ولجمهور المقاومة اللبناني أيضا!.

 

إنها مرحلة جديدة من مراحل الحرب الناعمة المفتوحة أيضا على مستوى المنطقة كلها ألا وهي حرب الأدمغة كما سماها قائد المقاومة الإسلامية اللبنانية, قد بدأت بالفعل منذ مدة على ما يبدو والتي ينبغي على الجميع التهيؤ لها من الآن فصاعدا بكل ما يمتلك من وسائل وأدوات وأساليب الحرب والحرب المضادة على هذا الصعيد الخطير والدقيق.

 

للحدث دلالاته الأبعد من مجرد حصول ومن ثم اكتشاف حالات اختراق مخابراتية كما هي حالات ما سبقها من اكتشاف شبكات تجسس كان يعلن عنها في الآونة الأخيرة على صعيد الجسم الاجتماعي اللبناني العام.

 

المسألة أخطر وأهم وأدق من ذلك بكثير برأي كل من يدقق في السياق الذي حصلت فيه هذه المحاولات, فإذا سجلنا بأن العدو الصهيوني ومنذ سقوطه العسكري والأمني الكارثي في حرب الثلاث وثلاثين يوما, ليس فقط لم يتمكن حتى الآن من استعادة وضعه الطبيعي حسب التقارير المتسربة سواء من داخل أجهزته العسكرية أو أجهزة استخباراته, بل وبقائه لمدة نحو خمس سنوات عاجزا عن استعادة هيبته فضلا عن الرد على تلك الهزيمة النكراء, عندها فقط نستطيع أن نقدر مدى أهمية وخطورة الخطوة التي أقدمت عليها السي آي اي الحليفة وتاليا الخطوة المضادة التي نجح فيها حزب المقاومة من إحباط المخطط الأكبر.

 

ماذا يعني أن تلجأ سفارة مثل سفارة أمريكا بما تمثل من دولة كبرى تدعي بأنها تروج للسلام والاستقرار والأمن الإقليمي والدولي إلى مثل هذه الأعمال التي تسمى في علم الاستخبارات ب "الأعمال القذرة" لصالح رد الاعتبار لكيان لطالما كان مدعيا بأنه الأقوى لكنه يبدي عجزه وتداعيه في الوقت نفسه وفشله الذريع في معرفة قدرات خصمه وعدوه وشكل خططه المستقبلية في المواجهة أو المنازلة المقبلة ؟.

 

إنها الدلالة الأهم والأخطر على تلاشي قدرات العدو التاريخي وتهافتها على مختلف المستويات, وإلا ما معنى أن يضطر هذا العدو الذي استطاع اختراق الجسم اللبناني الاجتماعي في مئات عمليات التجنيد المعلنة وغير المعلنة طوال السنوات الماضية, إلى سفارات دول كبرى يفترض أنها تتجنب الوقوع في مثل هذه الأوحال قدر الإمكان والاكتفاء بطرق جمع المعلومات التقليدية المعروفة إلا في حالات الخطر الشديد والاستثنائي ؟!

 

صحيح أن ما حصل في الحالتين أو الثلاث التي أعلن عنها الأمين العام لحزب الله اللبناني من تجنيد لعناصر جهادية في الحزب أمر مؤلم وموجع ومحزن للقيادة كما لكوادرها كما لجمهور المقاومة ولا نريد هنا التقليل من الخسارة المعنوية التي سددتها الأجهزة المعادية ضدنا من خلال عمليتها الاختراقية هذه وهو ما استطاعت الجهات المعنية إبقائه محدودا وتجاوزه بأقل الخسائر المادية الممكنة, لكن الصحيح أيضا وهو الأهم والأخطر برأي كل عارف ومطلع على الحرب الاستخاراتية المفتوحة في إطار الحرب الناعمة الأوسع, هو تلك الدلالة القاطعة من أن العدو الصهيوني يعيش أصعب حالة ترقب وهلع مما يحضر له في المستقبل, وأنه مستقتل وحريص كل الحرص على كسر جدار السرية والكتمان المحيطة بمخططات وأجندة المقاومة في حال اندلاع أي حرب مستقبلا.

 

إنها حرب الأدمغة التي اندلعت على مصاريعها بالفعل كما أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني والتي يعتقد المراقبون بأنها مؤشر على دخول المنطقة في نوع جديد من الصراعات ستشمل كل ساحات الوطن العربي والإسلامي ستكون فيها أمريكا عدو مستهدف تماما كما هو العدو الصهيوني, وقد يضاف إلى أمريكا في الاستهداف قوى غربية وربما عربية عملت أو ستعمل لصالح الأمريكيين والصهاينة.

 

إن جزءا من هذه المعركة هو دائر الآن أصلا في الساحات العربية والإسلامية, فمن يعرف ما يجري على الساحة الإيرانية الداخلية من محاولات اختراق حثيثة, أو ما يجري على قدم وساق من محاولات مصادرة أو قرصنة لثورتي تونس ومصر أو عمليات استنزاف الثوار في كل من ليبيا واليمن أو عملية الصدمة في التعامل مع ثورة البحرين أو محاولات اجتياح الحراك السوري وتوظيفه لصالح لي أو كسر ذراع المقاومة اللبنانية والعربية والإسلامية, يعرف تماما بأن حرب الأدمغة هذه قد بدأت أصلا منذ انبثاق ما يسمى بربيع الثورات العربية.

 

ومن يعرف ما يحضر في الخريف المقبل من مخطط خطير لتصفية قضية فلسطين على المستويين الدولي والعربي الرسمي المترافق والمتوافق المزاج في هذه الأيام ضد كل ما هو مقاومة فلسطينية حقيقية يعرف كم هو مهم وخطير ودقيق ما تم إحباطه على مستوى الجسم الجهادي لحزب الله اللبناني, وكم هي دقيقة بقدر ما هي مهمة نوعية الاصطفافات الجديدة التي تنتظر الساحات العربية والإسلامية بعد أن كشرت أمريكا والقوى الغربية الأخرى عن أنيابها "الناعمة" لصالح العدو الصهيوني الذي بانت عورته وبدأ يتداعى على مستوى التجهيز والإعداد للحروب كما على مستوى الردع والاستعداد لمخططات أو أجندات المقاومة العربية والإسلامية.

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة