الأحجام والأدوار تصنعها الدماء لا الدولار
التاريخ: 21-06-2011
رغم اضطراب الربيع العربي في أكثر من محطة, ورغم محاولات (إسرائيل) في "لدغ" الشارع العربي في أكثر من مكان قي ما تظنه البطن الرخوة من جسم الصحوة العربية الكبرى, ورغم القرصنة الأمريكية المفضوحة لانجازات الشعب العربي في أكثر من موقع فلقد استطاعت كل من مصر ولبنان أن "تقرص" تل أبيب في الصميم من جسمها المتصدع
رغم اضطراب الربيع العربي في أكثر من محطة, ورغم محاولات (إسرائيل) في "لدغ" الشارع العربي في أكثر من مكان قي ما تظنه البطن الرخوة من جسم الصحوة العربية الكبرى, ورغم القرصنة الأمريكية المفضوحة لانجازات الشعب العربي في أكثر من موقع فلقد استطاعت كل من مصر ولبنان أن "تقرص" تل أبيب في الصميم من جسمها المتصدع. ورغم القرصنة الأمريكية المفضوحة لانجازات الشعب العربي في أكثر من موقع فلقد استطاعت كل من مصر ولبنان إن "تقرص" تل أبيب في الصميم من جسمها المتصدع.
هكذا فسر المراقبون عملية اقتناص العميل (الإسرائيلي) في القاهرة ايلان غرفل على يد المجلس العسكري ووصفوها بمثابة الصاعقة التي ضربت على رأس الأفعى الإسرائيلية المخابراتية لتجعله يترنح منذ توليه مهام سلفه المتبجح داغان.
تماما كما كان لوقع خطوة تشكيل حكومة نجيب ميقاتي المفاجئة في لبنان أثر الصدمة على تحالف مثلث جيفري – بندر – الحريري ما اضطره لفقدان توازنه واللجوء إلى العنف الداخلي محاولا الرد بجر البلاد لحرب مذهبية لطالما ظلت مستحيلة في قاموس المتنبهين في محور المقاومة والممانعة اللبنانية.
من هنا جاء تعليق صحيفة يدعوت احرنوت اللاذع تجاه هذا الحدث اللبناني بمثابة الوصف الدقيق للخسارة الكبرى التي لحقت بالجهود الأمريكية – الإسرائيلية ضد قوى المقاومة في لبنان عندما قالت وبالحرف الواحد: "الكلاب تعوي وقافلة حزب الله تسير".
إن عملية اعتقال جاسوس الموساد ايلان غرفل لا تعد نسفا لكل الجهود الأمريكية والإسرائيلية لمنع عودة مصر إلى حضنها العربي والإسلامي فحسب بل إنها جاءت لتؤكد للإسرائيليين كما للأمريكيين من جديد بأن عقيدة المجلس العسكري المصري ورغم تشكيك المشككين لا تزال هي هي عقيدة الجيش العربي المصري كما هي عقيدة كل الشعب المصري رغم فلول الثورة المضادة الداخليين منهم والخارجيين: بأن العدو الرئيس والأساس والوحيد لمصر هو الكيان الصهيوني ولا غير.
ومن يحاول حرف البوصلة باتجاه الأشقاء أو الأصدقاء لن يحصد سوى السراب.
هذا بينما شكلت عملية انبثاق حكومة ميقاتي رغم الحصار والتحديات الكبرى التي لاحقت محور المقاومة خلال الأشهر الماضية ليس فقط بمثابة "ضربة معلم" من جانب فريق الأكثرية الجديدة وتأكيداً لنجاح سياسة ثنائي الوعد الصادق عون – نصر الله بل وقدرتهما هذه المرة على " قطع تذكرة ذهاب بلا عودة للحريرية السياسية عن حكم السراي " كما عبر جنرال التغيير والإصلاح في احتفال جماهيري في كسروان.
لكن ذلك ليس هو كل مشهد الربيع العربي البتة.
نعم لأن ثمة من لا يزال يراهن على إمكانية التسلل إلى الجسم العربي المنتفض على مثلث التبعية والاستبداد والفساد, من خلال هجوم أمريكي إسرائيلي مضاد يحاول توظيف الساحة السورية ضد محور المقاومة والممانعة عبر استخدام طريقة " ما يفل الحديد إلا الحديد " وذلك عبر التجييش المستمر لنشاط الحراك السوري المعارض باتجاه فرض عزلة إقليمية ودولية على الرئيس بشار الأسد في محاولة الأساس فيها هو كسر ظهر المقاومة في المنطقة قبل أي شيء آخر.
لكن هؤلاء البؤساء والأشقياء الأجانب المضطربين والمتخبطين ومن يراهن عليهم من تابعيهم الصغار نسيوا أو تناسوا بأن اللعب بالنار السورية بإمكانه أن يحرق المنطقة كلها وتاليا أن يعجل في وضع النهاية المحتومة لدويلة الكيان الصهيوني المصطنع الأمر الذي سيغير من وجه المنطقة ويعيد صياغة جغرافيتها السياسية على غير مراد رواد الثورة المضادة.
حتى الاستعانة بالموقف التركي ومحاولة توظيف "أخلاقيته" و"إنسانيته" أو ركوب حصانه بمثابة "القوة الناعمة" المواكبة للتجييش الأمني والعسكري الميداني أو حتى اللعب على الوتر المذهبي ضد إيران سيكون في الحالتين سيف ذو حدين.
فتركيا غير قادرة على تغيير المزاج السوري العروبي والثوري التاريخي لمجرد أن مظاهرات مناهضة للنظام السوري تستمر بالخروج من بعض المدن أو الأرياف السورية ولو استمرت لأشهر طويلة.
ولا إجماع العرب المزعوم حول ضرورة إبعاد إيران عن ربيع الثورات العربية أو فصلها عن التلاحم مع سوريا بقادر أن يغير من حقيقة أن ما حصل ويحصل في الشارع العربي إنما هو بالأساس فعل مناهض للاستعمار والصهيونية بقدر ما هو مناهض للاستبداد والفساد يسيران بخطين متلاحمين.
وبالتالي فإن تركيا لن تستطيع أن تستحصل دورا فاعلا في المعادلة العربية لمجرد أنها اتخذت موقفا أخلاقيا وديعا تجاه الثورات العربية, ولا من تبدل أو انقلب من العرب على أشقائه أو جيرانه يستطيع أن يستعيد زمام المبادرة في الساحة العربية لمجرد أنه وقف أو يقف في الظاهر ضد هذا الحاكم العربي المستبد أو ذاك.
فالأدوار والأحجام والنفوذ في أفئدة وقلوب الناس وكذلك في ميادين تحريرها وتحررها إنما تقاس وتعد بمقدار المسافة الفاصلة من فلسطين ودقة توجيه بوصلة اللاعبين نحو القدس وصلابة موقف الصمود بوجه الضغوط والتحديات التي تلقيها معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية من دول الهيمنة وعتاة الحروب الاستعمارية من بقايا عهد الاستعمار والتبعية على اللاعبين الإقليميين.
ومن ثم فليكن معلوما بأنه لا أحد يستطيع استرجاع دوره بالرغبات, ولا أحد يستطيع استئجار دور غيره بالبترو دولار مهما صرف منها, ولا أحد يستطيع استحصال دور منافس لمجرد إبراز عواطف نبيلة هنا أو هناك.
فالسياسة أقسى من كل ذلك بكثير.
إن ما صنع من خرائط نفوذ أو أدوار إنما جبل بدماء الاستشهاديين والثبات على المواقف بعرق الجبين والدفاع عن الحق بعين اليقين, ومثل كل ذلك لا يباع ويشترى في سوق النخاسين.
يقول شاؤول مفاز: " في الحرب المقبلة سيكون للصواريخ التي ستتساقط على المدن الإسرائيلية تأثير الشلل وأن الجبهة الداخلية ستكون بمثابة الجبهة الأمامية "
ويضيف: "عندما تعرف إسرائيل كيف تكون مستعدة بشكل مناسب لهزة ستعرف عندها كيف تكون مستعدة للحرب في الجبهة الداخلية" !
وإذا ما أضفنا قلق داغان وتهيبه من سيناريوهات حرب يمكن أن تندلع في أية لحظة خطأ في التقدير ما قد يرفع درجة التوتر إلى خارج السيطرة الإسرائيلية.
واضطرار العدو للقيام بأضخم مناورة للكيان منذ زرعه على أرض بلادنا الغالية فلسطين بما يسميه نقطة تحول 5 في هذه اللحظة التاريخية وهي المناورة التي يفترض أنها تحاول محاكاة نزول ألف صاروخ يوميا على مدن الاحتلال وأنها ستشمل فلسطين المحتلة كل فلسطين.
عندها وعندها فقط نستطيع أن نفهم هول المنازلة الكبرى التي يهرب منها قادة العدو ويحاولون تأجيلها كلما اقتربت ساعتها من خلال الهروب إلى الأمام والتسلل إلى داخل جبهتنا الداخلية تحت يافطة "دعم ومساندة" ربيع الثورات العربية , لذا لزم الانتباه والتنبيه.
احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية