المكانة والمكان في قدر مصر وإيران
التاريخ: 30-05-2011
في تعليقه على إمكانية تعطيل مسار إعادة العلاقات المصرية الإيرانية إلى طبيعتها عبر الضغوط الهائلة التي تمارسها الولايات المتحدة وربيبتها (إسرائيل) وبعض صغار توابعها على الحكومة المصرية الجديدة
في تعليقه على إمكانية تعطيل مسار إعادة العلاقات المصرية الإيرانية إلى طبيعتها عبر الضغوط الهائلة التي تمارسها الولايات المتحدة وربيبتها (إسرائيل) وبعض صغار توابعها على الحكومة المصرية الجديدة. قال لي محمد حسنين هيكل: " كن مطمئنا أن الضغوط الشعبية المصرية ستكون أقوى, وأن حقائق الموقع الجيوسياسي وما يجمع بين البلدين الكبيرين من مكانة ومكان ستفرضا نفسيهما بصورة عودة قدرية للعلاقات رغم انف الجميع, وهذه سنة كونية لن يستطيع أن يوقفها محترف إسقاط رغبات السياسة على حقائق التاريخ والجغرافية والهوية "
أما المشير طنطاوي فكان أكثر وضوحا مع محترفي الابتزاز المالي أو مقايضة المال بالمواقف كما قال لنا مقربون منه عندما رد على أمير ملحاح خائف على مستقبل دور بلاده في حال أسرعت مصر إلى تطبيع علاقتها مع طهران مخاطبا الأمير المرتعش بالقول: " أعتقد أن بلادكم لها علاقات طبيعية مع طهران وأن لإيران سفارة في بلادكم بالمقابل وأنه لا نية لديكم على حد علمنا لقطع علاقاتكم مع هذا البلد الجار, ولما كان هناك استثناء وحيد من زمن ما قبل الفتح في هذا السياق وهو أن ثلاث دول فقط لا تملك سفارة لها في طهران اليوم هي أمريكا وإسرائيل ومصر, ولما غدت مصر اليوم غير مصر الأمس وأنه لم يعد لديها ما يجمعها مع الدولتين المذكورتين آنفا في هذا السياق بعد 25 يناير و لما بات قرار مصر يؤخذ في القاهرة وفي القاهرة وحدها في الزمن الجديد, لذلك أرجوكم أن يتوقف الإلحاح في هذا المجال وكفى المستمعين تفصيل المقال"
وهكذا عاد الأمير المبجل بخفي حنين كما شرح لنا أولئك المقربون, بينما انطلقت بالمقابل قافلة شباب ميدان التحرير لتستقل "طائرة الدبلوماسية الشعبية" إلى طهران كما تشير الأنباء المتواترة من مصر للإسراع في إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين المسلمين حرصا على تثبيت المطلوب من القرارات ومنع احتمالات القرصنة أو الاختطاف للمتاح من الانجازات.
إنها علامة فارقة ومؤشر جديد على أن قواعد الدبلوماسية المصرية قد بدأت بالتحول بين الإخوة والأصدقاء, وهي تتقدم بخطوات نوعية كبيرة اليوم على وقع أنباء الفتح الكامل والنهائي لمعبر رفح الحدودي بين مصر وغزة هاشم, تماما كما تغيرت قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني بالأمس القريب بعد أن قرر اللاجئون الفلسطينيون منذ الخامس عشر من أيار الماضي الزحف السلمي المنتظم والمنظم والمتتالي إلى فلسطين مع كل مناسبة توصلهم بالوطن المغتصب والمختطف.
إنه زمن التحولات الشعبية الضاغطة على الحكام رغم اختلاط الأوراق هنا وهناك ورغم بعض محاولات التشويش على نتائج اليقظة العربية والإسلامية المتنامية وسط شعوب الأمة العربية والإسلامية.
ليست طهران هي الراكبة لموجة التحولات العربية محاولة توظيفها لما فيه مصلحة الأمن القومي الإيراني كما يتهمها البعض من جهال السياسة, بل هي واشنطن الخاسر الأكبر مما يدور على الأرض العربية والمرعوبة من تجذير الثورات العربية بما يجعلها تصب في مصلحة الثورة الإسلامية الإيرانية التي تريد مشرقا مستقلا وحرا جديدا على أنقاض أحلام كونداليزا رايس في شر ق أوسط جديد.
يقول العدو أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء, وأنه لا مكان لقوى الاستبداد والفساد وأجهزة القمع السلطوية في بلادنا بعد اليوم في ظل اتساع دائرة ربيع الثورات العربية, والعدو هنا صادق في قوله هذا إذا لم يعد في المشرق الجديد الذي بدأ يتشكل على دبلوماسية الشعوب وقواعد اشتباك جديدة, أي مكان لقوى الديكتاتورية والفساد والإبادة الجماعية التي لطالما ساندتها القوى العظمى ورعتها وحلبت ثروات شعوبها, وبالأخص تلك الدويلة المصطنعة والدخيلة والباغية التي زرعتها معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وسط بلادنا وفي قلب أرضنا الطاهرة دون وجه حق.
ويقول شباب الثورة بالمقابل بأن لا عودة إلى الوراء من اليوم فصاعدا في مجال صناعة وصياغة القرار الوطني وتقرير مصير الأمة بعيدا عن إملاءات العدو مهما حاول اختراق صفوف الثوار بالتلويح بالحرب مرة والخديعة والاحتيال – أي الحرب الناعمة – مرات ومرات, وشباب الثورة صادقون هذه المرة بالفعل بعد أن خبروا صنوف الحرب الوحشية القاسية منها والناعمة.
رحم الله أبا جهاد صاحب لواء حرب التحرير الشعبية والذي سموه شباب الثورة في حينها أول الرصاص أول الحجارة, وهو القائل بأن لا أحد يمكن أن يهزم الثائر المثابر والقابض على جرحه والزناد والذي يعرف متى وعلى من وفي أي اتجاه يطلق النار وكيف يقاتل في زمن الحرب كما في زمن السلم دون أن يفتح ثغرة قبالة عرينه و حتى يمنع الجنرال "ملل" من التلاعب في إرادته في زمن اختلاط الأوراق والتشويش الهادف والمقصود على الثورات أو ممارسة التضليل عليها ما يجعله في أتم الجهوزية لمواجهة العدو في زمن الحرب و7 حزيران المقبل ميزان جديد سيحمل معه المزيد.
وهكذا هي مصر الجديدة هي أيضا تبدو اليوم وكأنها مصممة على إعادة الحياة إلى الإستراتيجية الشعبية الفلسطينية السهلة على أهلها لكنها الممتنعة على عدوها, وهي تتقدم بخطوات ثابتة الخطى لا تكل ولا تمل باتجاه معسكر المقاومة والممانعة مهما كانت الأثمان والأكلاف في تكتيك مدروس بعناية يجعل العدو عاجزا عن المواجهة معها مهما كان مدججا بالسلاح أو مدعوما بقوى الظلام الدولي.
إنه زمن فلسطين إذن أيها الأحرار " فدوروا معها حيثما دارت" كما كان يردد الشهيد فتحي الشقاقي, وقد أثبتت الأحداث بأنه لن يخسر يوما مناضل سلك دربها, مات شهيدا أو بقي شاهدا على رواية قصة الحياة الأبدية فيها ألا وقد شهد معنا يوم تحرير كل العواصم العربية والإسلامية من طهران يوم 11 شباط 1979 إلى القاهرة يوم الحادي عشر من شباط 2011, ويا لها من "مصادفة" أبت إلا أن تقول بأن التاريخ يرفض مقولة الصدفة فيما يؤكد بأن قدر وميزان كل من القاهرة وطهران مكتوبان في سجل الزمان والمكان قبل وبعد كان يا ما كان !
كل الدلائل والعلامات "الشهودية" والعملانية تقول بأن العلاقة بين القاهرة وطهران ستعود بسرعة قياسية مهما صدر من بالي من تصريحات تسويفية.
احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية