طوني عيسى: العدو الإسرائيلي سيشاهد الغالبون وسيفاجئ حتما

التاريخ: 08-08-2011

نقله دوره إلى عالم مختلف، عالم أبرز أمامه معنى العطاء والتضحية والوفاء وجعله يعشق الجنوب اللبناني أيما عشق، إنه دور المقاوم والمناضل في مسلسل "الغالبون"، الذي يعرض حاليا وحصريا على شاشة تلفزيون المنار، والذي يعد أكبر إنتاج درامي على الساحة اللبنانية، وأحد أكبر الانتاجات على الساحة الفنية العربية

نقله دوره إلى عالم مختلف، عالم أبرز أمامه معنى العطاء والتضحية والوفاء وجعله يعشق الجنوب اللبناني أيما عشق، إنه دور المقاوم والمناضل في مسلسل "الغالبون"، الذي يعرض حاليا وحصريا على شاشة تلفزيون المنار، والذي يعد أكبر إنتاج درامي على الساحة اللبنانية، وأحد أكبر الانتاجات على الساحة الفنية العربية. كيف لا، وعندما يكون المكان جنوب لبنان، وعندما يكون الفاعل شعب لبنان ومقاومته وجيشه، كيف لا وعندما يكون المخرج مبدعاً كباسل الخطيب، والممثلون 150 من نخبة الفنانين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، كيف لا تنحني الهامات احتراماً، وتشرئب النفوس عنفواناً، وتغلي الدماء جنوباً، وتقشعر الأبدان اعتزازاً وفخراً، والتحفة الفنية تكون... "الغالبون". أحد أبطال المسلسل طوني عيسى الممثل الشاب المميز، شارك في العديد من المسلسلات الدرامية وأمتعنا بجمالية أدائه الفني وأسلوبه الراقي في التعبير والتمثيل. ماذا قدم له مسلسل "الغالبون"، وهل يخشى أن يفقده هذا الدور أدوار أخرى لأنه انحاز إلى المقاومة، ولماذا يرى أن العدو الإسرائيلي سيفاجئ لدى مشاهدته هذا المسلسل، هنا حوار سريع ومكثف مع الممثل اللبناني طوني عيسى ، مع "علي" بطل مسلسل "الغاالبون" :

طوني عيسى: عشت عليا المقاوم بكل جوارحي

1- ما الذي دفعك إلى القبول بالمشاركة بمسلسل "الغالبون"؟.

بغض النظر عن حبي وتعلقي بالتمثيل، الذي هو بمثابة حلمي، فبعد قراءتي لنص الغالبون وجدت نفسي جزءا من هذا العمل الروائي الرائع وذات الطابع المقاوم والمناضل. وعرضت من تلقاء ذاتي على ذاتي هذا الدور دون الاستئذان من أحد ( طبعا كانت مزحة)، ولكن ما لبثت المزحة أن أصبحت أمرا جديا. وتحول الحلم إلى حقيقة... باختصار الشركة لم تكن تنتظر قبولي بالعمل إنما أنا الذي كنت أنتظر ذلك بفارغ الصبر.

2- كيف تصف لنا دورك في المسلسل، وإلى أي مدى كان له تأثير عليك؟.

من أضعف الإيمان أن يتجرأ شاب لبناني مقاوم ومناضل ومحب لأرضه وأهله أن يلعب هكذا دور. قد يضيف غلى حبه حبا ونضاله نضالا وإلى شغفه شغفا، "علي" هو من منظاري بطل لبناني مقاوم وليس منحازا إلى طائفة أو مذهب أو منطقة.. دور قائم على الرجولة والحيوية والاندفاع ومشاكس. يكره إسرائيل والعدو الإسرائيلي، الذي يعمل جهده بشتى الوسائل للاستيلاء على ترابنا ومياهنا وأرضنا. هو نموذج عن الشاب اللبناني الصلب الذي لا يخاف من شيء إلا من ربه سبحانه وتعالى. على مدى ستة أشهر عشت عليا بكل جوارحي، وانطبع في ذاكرتي ولن تمحيه السنين، أنه راسخ إلى الأبد، لقد تعرفت على الشعب المعطاء والهادئ والصبور وتعلقت بالجنوب أكثر وأكثر.

3- ألا تخاف أن تصنف طائفيا وتحسب على خط سياسي معين نتيجة مشاركتك في هذا العمل مما قد يتسبب بخسرانك لأعمال درامية في المستقبل؟.

أكرر لك، هذا العمل لا علاقة له بالخطوط السياسية ولا الطائفية، ويجب على الممثل أن يلعب جميع أدوراه وهو الوحيد في الكون الذي لا ينتمي لأحد ولا يتطرف لحساب أحد. يؤدي دوره حتى النهاية، وأعتقد أن شركات الإنتاج والكتّاب قد يختلفون معي بالإيمان، لأن "الغالبون" هو قصة واقعية وعليه أن نتقبل الواقع كما هو دون لف أو دوران. ظروف كثيرة مرت على لبنان وحقبات عديدة أليمة عصفت بكيانه، فلذلك أن تسبب لي هذا العمل بخسران أعمال درامية أخرى في المستقبل فذلك يعود لضعف وصغر العقل لدى الأشخاص المعنيين بالإنتاج الدرامي. أنا شخصيا ليس لدي مشكلة مع أحد، وإن كان أحد لديه مشكلة معي فليراجع حساباته جيدا.

أمهات كثيرات انتحبن وبكين، لم يسمع أحد أنينها ، فدعونا نعزيهن ولو لمرة واحدة في تاريخنا ونؤدي لهن تحية إكبار وإجلال وكذلك لكل الأبطال الذي صمدوا وبقوا على أرض الوطن الحبيب ودافعوا عنه.

4- هل تأمل أن يترك هذا العمل بصمة فنية قي مسيرتك المهنية؟.

طبعا، المخرج باسل الخطيب قد تأني كثيرا في تصوير المشاهد ودراسة النص وأعطاني حقي حتى النهاية، لذلك أضع هذا العمل وهذا الدور في أول القائمة من حياتي الدرامية. وأنا أكيد أن رد الفعل العربية والمحلية ستكون جدا قوية إثر مشاهدة هذا العمل الدرامي الملحمي وسيترك بصمة قوية في تاريخي الفني.

5- كيف تصف لنا الأجواء الخاصة أثناء التصوير وكيف كانت علاقات الممثلين في ما بينهم خلال تصوير هذا العمل؟.

كانت الأجواء ممتازة في جميع النواحي، وتلفزيون المنار والشركات المنتجة قامت بواجياتها على أكمل وجه. وكانت المعاملة جدا محترمة ومحترفة. ولم يكن هناك أي خلل فني أو إنتاجي يرافق العمل. الجميع عمل بحب وأعطى من قلبه وكل ما لديهم من عزم ونشاط. وكانت العلاقة السورية – اللبنانية أكثر من رائعة، فالشعب السوري أيضا لديه من المكونات ليدخل القلب دون استئذان. أما العلاقة بين الممثلين فكانت جميلة وممتعة وكانت الأيام تمر بسلاسة وطرافة وحبنا للعمل هو الذي سينجحه ويوصله إلى أعلى المراتب.

طوني عيسى: العدو الإسرائيلي سيشاهد الغالبون ويفاجئ حتما

6- في ظل الإخفاقات المحلية والعربية هل تتوقع أن يستقطب هذا العمل عددا كبيرا من المشاهدين؟.

برأي، وفق الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية، وبعض البلدان ستستقبل هذا العمل بشكل كبير وستتقاطع معه خصوصا بلدان، مثل سوريا ومصر، لأن هذا العمل يطل على حقبة تاريخية أليمة مروا فيها وكانوا أكثر الأشخاص المعنيين بالموضوع، وخاصة الشعب الفلسطيني. أجمالا، أعتقد أن غالبية الناس سوف يشاهدونه، إذا لم يوضع عليه الحظر، وسيثير ضجة إعلامية كبيرة. وأنا متأكد بأن الكيان الصهيوني سوف يعلق عليه، وأرى أنهم سوف يفاجئون وسيبقى ماثلا أمامهم هيجان شعب ومحاربته لهم بكل قوة .. الكيان الإسرائيلي سوف يتابع "مسلسل الغالبون" من كبيرهم إلى صغيرهم وسوف يتفاجئون حتماً.

7- برأيك إلى ما يعود افتقار الساحة الفنية العربية إلى الأعمال الدرامية التي تروي للأجيال سيرة أبطال التحرير والاستقلال في مجتمعاتهم؟.

أعتقد بأن ذلك يعود إلى اختلاف الآراء ومعادلة المعايير لدى الشعوب، إذ نلاحظ أن ما هو مجمع عليه عند فئة ما لا تجمع عليه فئة أخرى من المجتمع نفسه. فهناك أناس ضد وأناس مع، وقسم لا يتعاطف مع سيرة حياة هذا البطل أو ذاك. فالمشكلة داخلية ولها ارتباط مع الخارج الأجنبي. اعتقد أن الدراما هي شيء مختلف تروي ما يقتنع به صاحب العمل. فمثلا مسلسل مثل "الغالبون" إذا لم تتعاطف معه الدول العربية وشعوبها وتشعر مع ما تعرض له الشعب اللبناني في الحقبة التاريخية التي يرويها المسلسل فأقول إنه حتما يوجد خلل ما كبير. من هنا أعتقد أن العمل سوف يجد الصدى الكبير واللازم الذي يستحقه.

8- هل تود توجيه كلمة نختم بها هذه المقابلة؟

في الختام، أشكر كل القيمين على هذا العمل الدرامي وأخص بالشكر موقع المنار لإجرائه هذه المقابلة، وأهلي الذين دعموني عمليا بشكل كبير. وأخص بالشكر الأستاذ المخرج باسل الخطيب الذي كان بمثابة يدي اليمنى والداعم الأول وكذلك أتوجه بالشكر لقناة المنار ولكل الممثلين الذين شاركوا بهذا العمل ولهم احترام كبير وحب أكبر من القلب.