Skip to main content

والد الدكتور فتحي الشقاقي.. أبٌ أرسى في نجله معاني الإباء لينشر بذورها في الوطن

التاريخ: 08-03-2011

والد الدكتور فتحي الشقاقي.. أبٌ أرسى في نجله معاني الإباء لينشر بذورها في الوطن

عظيمةٌ هي الذكريات التي تربط الفلسطينيين بشهدائهم

عظيمةٌ هي الذكريات التي تربط الفلسطينيين بشهدائهم.. عظيمةٌ هي الحياة التي يعيشونها لاسيما وأنها مجبولةٌ على مقاومة المحتلين الصهاينة، وعظيمٌ هو الوطن الذي يحدو الآباء إلى دفع أبنائهم نحو طريق العزة والكرامة.. طريق الجهاد والتضحية.

 

ما سبق ليس حديثاً إنشائياً أو كلماتٍ بقصد تمجيد الشعب الفلسطيني، بل هو الواقع المعاش الذي تتلمسه بصورةٍ واضحة، فلا يكاد يخلو بيتٌ في هذا الوطن المسلوب إلا وقدَّم على طريق الاستقلال والحرية والكرامة خيرة أبنائه وبناته شهداءً أو جرحى أو أسرى.

 

حديثنا اليوم في هذه السطور الوجيزة، عن رجلٍ عظيم وأبٍ فاضل أرسى في أسرته معاني الإقدام والاستماتة في الدفاع عن الوطن، لينبت من بين أبنائه نجله الأكبر.. ذلك الشاب الفتى الذي استطاع أن يؤسس حركةً زاوجت في معادلةٍ مميزة بين الإسلام والجهاد وفلسطين.

 

بالطبع إننا نقصد الحاج إبراهيم والد الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي وافته المنية يوم السبت الماضي عن عمر ناهز (83 عاماً) قضاها عابداً، صابراً ومحتسباً.

 

وإذ نستذكر هذا الرجل نود الإشارة إلى مقتطفات هامة تحدَّث فيها لمراسل وكالة أنباء فارس عن نجله الشهيد الدكتور فتحي، من أبرزها: أن ابنه قال له ذات مرة: "لن أتراجع عن مسيرتي حتى لو قضيت في سجون العدو 50 عاماً"، موضحاً أن هذه "الكلمات كان لها وقعٌ كبيرٌ في نفسي"، كما قال.

 

ولفت الحاج إبراهيم النظر إلى أن ضباطاً في المخابرات الصهيونية جاؤوا لبيته في إحدى المرات، وقدموا بين يديه عرضاً مغرياً لنجله الدكتور، وهو تخصيص مرتب شهري له بقدر ألفي دولار في مقابل تخليه عن رؤاه وأفكاره الجهادية التي ينشر بذورها بين ثنايا المجتمع الفلسطيني، مشيراً إلى أنه رد عليهم بالقول: "ابني لن يوافق، لا مجال لهذا، ولا تُتعبوا أنفسكم".

 

ويتذكر الحاج أبو فتحي جيداً يوم أن جاء له نجله فتحي وذلك بعد مرور سنتين على وفاة والدته عارضاً عليه الزواج، حيث يقول: "كان وقتها في السابعة عشر من العمر، حيث طلب مني أن أتزوج.. كنت أعتقد أنه يمازحني، وبعد أيام وإذا به يُحضِّر لي مبلغاً مالياً متواضعاً كان قد ادخره من مصروفه الشخصي، وإذا به يقول لي: خذه يا والدي كمساعدة للزواج".

 

كما ويتذكر الوالد افتتاح الدكتور فتحي بعد تخرجه من كلية الطب، عيادةً خاصة في منزل الأسرة برفح لفترةٍ من الزمن، منوهاً إلى أنه "كان يعالج الناس فيها بلا مقابل".

 

جدير بالذكر أن الدكتور الشقاقي ولد في مخيم رفح للاجئين عام 1951م، حيث فقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره .. درس في جامعة بيرزيت بالضفة المحتلة، وتخرج من قسم الرياضيات وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس، وبعد عمله بعامين قرر أن يحقق أمنيته ويدرس الطب حيث التحق بجامعة الزقازيق، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران تأثر بها، وكان أبرز الفلسطينيين الذين دعوا إلى تبنيها كنموذج، حيث ألف كتاباً أسماه: "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل" ليعتقل بسبب تأليفه في عام 1979م.

 

كما اعتقل في فلسطين أكثر من مرة عام 1983م و1986م ثم أبعد في أغسطس 1988م إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدورٍ رئيس فيها.

 

ومنذ ذاك الوقت كان يتنقل في بعض العواصم العربية والإسلامية، ليتم اغتياله بتاريخ 26/10/1995م على يد جهاز "الموساد" في جزيرة مالطا وذلك بعد اتهامه بالمسؤولية عن تنفيذ عملية بيت ليد بتاريخ 22/1/1995م والتي أسفرت عن مقتل 24 عسكرياً صهيونياً وسقوط أكثر من 110 جرحى.

 

تجدر الإشارة إلى أن الشقاقي كان يحمل جواز سفر ليبي باسم إبراهيم الشاويش.

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة