السيد نصر الله: تضحياتكم في الموقع الصحيح، في الزمان الصحيح، في المعركة الصحيحة
التاريخ: 17-07-2010
نستعرض المقطع الأول من كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال بيوم الجريح الموافق لذكرى ولادة أبي الفضل العباس في الرابع من شهر شعبان: إنني في البداية أتوجه بتقديم العزاء والمواساة إلى سماحة الإمام الخامنئي والإخوة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية وشعب إيران العزيز والمظلوم بالشهداء الذين قضوا في الاعتداءات الإرهابية التي نفذتها أيدٍ ضالّة وإرهابية ومشغّلة من المخابرات الأمريكية والاستكبارية بلا شك
نستعرض المقطع الأول من كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال بيوم الجريح الموافق لذكرى ولادة أبي الفضل العباس في الرابع من شهر شعبان:
إنني في البداية أتوجه بتقديم العزاء والمواساة إلى سماحة الإمام الخامنئي والإخوة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية وشعب إيران العزيز والمظلوم بالشهداء الذين قضوا في الاعتداءات الإرهابية التي نفذتها أيدٍ ضالّة وإرهابية ومشغّلة من المخابرات الأمريكية والاستكبارية بلا شك.
في هذه الأيام أتوجه إليكم جميعا بالتبريك بالمناسبات العظيمة والجليلة التي نعيشها، شهر شعبان هو شهر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم والمدخل الروحي والنفسي والعاطفي والفكري والعقلي والقلبي إلى شهر الله وضيافة الله عز وجل، وهو شهر ولادات العظماء من الأئمة والقادة : ولادة حفيد رسول الله وحافظ دينه ومجدد رسالته بدمائه الزكية سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وولادة الإمام علي بن الحسين زين العابدين المجاهد والأسير والعابد والحافظ للأمانة، وولادة حامل راية الجهاد وعنوان الجراح والإيثار والشهادة في كربلاء العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وفي مقبل الأيام ذكرى الولادة العطرة للأمل والرجاء والوعد الإلهي بقيامة العدل ولادة بقية الله في الأرضين مولانا صاحب الزمان عليه السلام.
كما أبارك للإخوة والأخوات الجرحى والجريحات ولكم جميعا ولكل المستمعين والمشاهدين ذكرى انتصارات الدم والجهاد والصبر والمقاومة على سيف الصهاينة في حرب تموز، وذكرى عودة الأسرى في مثل هذا اليوم من سجون الاحتلال وعودة رفات الشهداء الأطهار فيما عُرِفَ بعملية الرضوان.
في هذه المناسبة وفي الوقت المتاح أود أن أتحدث بكلمة عن العباس صاحب الذكرى وبكلمة عنكم أنتم أصحاب يوم العيد.
بالنسبة للعباس بن علي عليهما السلام، بما يرتبط أيضا بالمناسبة حيث اتُخِذت ذكرى ولادته في الرابع من شعبان يوما وعيدا لكل من قدّم جراحا في سبيل الله وفي سبيل القضايا المقدسة وفي سبيل الأمّة، أريد أنّ أذكّر بموقفين للعباس للعِبْرَة وليس لاستعراض التاريخ: الموقف الأول قبل الجراح والموقف الثاني بعد الجراح (...). الموقف الأول قبل الجراح عندما أحيط بالحسين عليه السلام ومن معه في كربلاء وحوصروا وقُطِعَ عنهم الماء والمدد وأصبح واضحا أنّ الأمور تتجه بشكل قطعي إلى المواجهة الدامية التي سيكون أيضا نتيجتها القطعية هي شهادة الحسين ومن معه وسَبْيُ نسائه وأسر أطفاله. هناك عادات عشائرية كانت موجودة في ذلك الزمان، العباس وأخوته الثلاثة ينتمون من جهة الأم إلى نفس القبيلة التي ينتمي إليها شِمْر بن ذي الجوشن القائد الحقيقي والأساسي لجيش يزيد في معركة كربلاء، يعرض الشِمر أماناً على العباس وأخوته، والعباس أكبرهم سنا، أربعة شباب في زهرة العمر، يأتي قائد الجيش المحَاصِر الذي سيقوم بعد ساعات بإبادة المعسكر الآخر بعرض الأمان، ولم يكن في عرض الأمان مطلوب من العباس وأخوته أن يخرجوا من معركة الحسين إلى صف أعدائه، لم يكن مطلوبا منهم أن يشهروا السيوف على الحسين إنما أن يخرجوا من المعركة وأن يذهبوا حيث يشاءون، يعني ما يسمّى اليوم بالمصطلحات السياسية وخصوصا في لبنان بـ "الحياد". كان مطلوباً من العباس وأخوته الشباب فقط أن يكونوا على الحياد ليأمنوا وليبقى لهم شبابهم وزهرة حياتهم، ولكن ماذا كان موقف العباس عليه السلام، الموقف كان معروفاً، رفض هذا الأمان بل تبرّأ مِمَّن طرح عليه الأمان واحتج عليه ولعنه وقال له: لعنك الله ولعن أمانك، أتُؤمِنَنا وابن بنت رسول الله لا أمان له؟ في معركة الدفاع عن الحق، عن الرسالة، عن المقدسات لا مكان للحياد، هكذا كان الشرفاء والعظماء وأهل الحق طوال التاريخ.
الموقف الثاني بعد الجراح، العباس في المعركة يؤدي دوراً واضحاً ومحدداً، في بداية المعركة هو حامل الراية والقائد العسكري للجيش ـ ونقول الجيش تسامحا ويمكن أن نقول عنه تشكيل المقاومة المحدود الذي لم يتجاوز 71 رجلاً ـ ولكن بعد استشهاد كل هؤلاء المجاهدين تحوّل هذا القائد إلى مقاتل في الميدان، إلى جانب القتال طُلِب منه أن يؤدي مهمة لوجستية على درجة عالية من الأهمية وهي جلب الماء. وبالتأكيد جلب الماء ما كان ليغيّر مسار المعركة على مستوى نتيجتها الكبرى، وكان يمكن أن يحدث تطوراً كبيراً في مسار المعركة، هكذا فهم قادة الجيش المعادي الذين كانوا يدركون جيدا ماذا يعني أن يصل الماء إلى الحسين وإلى العباس وإلى النساء وإلى الأطفال وإلى الأيتام. العباس ذهب في المعركة وقاتل وحمل الماء وسلك طريق العودة، وكما هو معروف قُطِعَت يده اليمنى ولم يتوقف وبقي يحافظ على قربة الماء، يعني حافظ على أداء المهمة اللوجستية وبقي يقاتل بيده اليسرى، يعني هو جريح يقاتل ويؤدي مهمة الدعم.
قُطِعَت يده اليسرى، فقد إمكانية أن يكون مقاتلا يحمل السيف أو الرمح أو يضرب بالنبل، بقي له المهمة اللوجيستية، أي مهمة الدعم وإيصال الماء إلى الحسين وإلى حرم الحسين، كأنّي بالعباس في تلك الموقعة لا يحتضن القربة فقط بما بقي من يديه بل كان يحتضنها أيضا برقبته وبرأسه وبذقنه، كان كل حرص العباس في تلك اللحظات التي كان يعلم أنّ ما بقي له في هذه الدنيا هي مجرد دقائق أو ساعات على أحسن الفرضيات كان كل همه أن يصل الماء إلى الحسين وإلى حرم الحسين وأكمل المسير، يعني قُطعت يده اليمنى ولم يتوقف وواصل العمل وقطعت يده اليسرى ولم يتوقف وواصل العمل، سقط السهم في عينه انطفأت إحدى عينيه وبقيت له عين يرى فيها ولم يتوقف وواصل العمل وحتّى عندما انطفأت الثانية لم يتوقف وواصل العمل مراهنا على صحة الاتجاه الذي يسير به فرسه إلى أن سقط عن الفرس بعد أن تلقّى ضربة بعمود من حديد على رأسه، عندما سقط وانهارت إمكانية تحقيق المهمة نادى مودعا ومؤكداً صدق بيعته : السلام عليك يا أبا عبد الله.
من العباس عليه السلام نتعلم العزم والإرادة والمثابرة والتصميم على مواصلة العمل حتى ولو فقدنا القدرة على القيام ببعض هذا العمل، في العمل ليس مهماً أن تطلق النار أو تضرب بالسيف أو تركب على ظهر الفرس أو أنك في مقدَّم الجبهة أو في خلف الجبهة، المهم أنك تعمل ما تستطيع لأنّ الله لا يكلّف نفسا إلا وسعها وأن يكون العمل الذي تقوم به خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى، وهنا أحببت أن أقول هذه الكلمة لأؤكد للإخوة الجرحى الذين يفقدون إمكانية المساهمة في أعمال لها اعتبارات معنوية واعتبارات عملية مؤثرة جداً، ثمّ قد يفكرون أنّ القيام ببعض أعمال ذات طابع قتالي أو خدمات الدعم القتالي أو أي عمل في هذا السياق قد يعتبرون أنه من الناحية المعنوية أو من الناحية النفسية هذا غير لائق، هذا غير صحيح.
الأخ الجريح والأخت الجريحة بما بقي لديهما من طاقة، من لديه قدرة التبليغ فليبلّغ وبعضكم يفعل ذلك، ومن لديه أن يعمل بيديه فليعمل بيديه، من لديه قدرة أن يقرأ ويتكلم .. خلاصة الفكرة ما بقي لديكم من طاقة وإمكانية هي مودعة لديكم من قبل الله سبحانه وتعالى، بقدر هذه الطاقة المتبقية هناك مسؤوليات ملقاة عليكم ويمكنكم أن تقوموا بها وأن تؤدوها، ولكم أسوة بمن قطعت يده اليمنى وقطعت يده اليسرى وواصل الجهاد من موقع الدعم وليس من موقع القتال. هذه في مواقف العباس عليه السلام الذي هو قدوتنا وأسوتنا وعنواننا ورمزنا.
أنتم بحمد الله عز وجل وخلال كل سنوات هذه المقاومة قاتلتم وجاهدتم وضحيتم وجرحتم وصبرتم وما زلتم تواصلون المسير، معنوياتكم وروحياتكم وإرادتكم وصلابتكم لم تستطع كل الجراح وكل صعوبات العيش مع هذه الجراح أن تمسّها أو أن تنال منها، وفي الموقفين اللذين تحدثنا عنهما بحمد الله لم يتكونوا في يوم من الأيام محايدين، كنتم دائما أهل الحق ورجال الحق وفي موقع الحق وناصرين للحق.
أساساً كيف يمكن أن يعتدى على بلدنا وعلى مقدساتنا وعلى شعبنا وعلى كراماتنا ثمّ نقف محايدين، الكثيرون الذين يتحدثون اليوم عن الحياد هم مخادعون، هم يحاولون أن يلبسوا هذا الباطل وهذا الخذلان وهذا التخلي عن أداء الواجب وهذه الخدمة للعدو بغطاء وكلمات منمقة وحضارية اسمها الحياد، عندما اجتاحت القوات الصهيونية لبنان عام 1982 وقف كثيرون ليقولوا ما لنا نحن اللبنانيين وهذه الحرب فهذه حرب الآخرين على أرضنا، لو صدقنا نحن وأنتم وكل من قاوم هذه الأكذوبة وهذه المغالطة الكبرى، ما كان يجري على أرض لبنان ليس حرب الآخرين على أرضنا (بل) كانت حروب اللبنانيين مع بعضهم البعض بخلفيات ونوايا مشاريع داخلية ومحلية تتقاطع مع علاقات خارجية ومشاريع خارجية.
ولكن لو صدقنا هذه الأكذوبة وقلنا كما قال من ترك الحسين في كربلاء ما لنا والدخول بين السلاطين، هذه حروب الآخرين على أرضنا، فلنذهب إلى مساجدنا وإلى حوزاتنا وإلى جامعاتنا وإلى مدارسنا وإلى بيوتنا نأكل ونشرب ونعمل ونعبد ونصلي ونصوم وما يجري ليس من شأننا على الإطلاق.
لو فعلنا ذلك أين كان لبنان اليوم، أين سيادته أين أرضه أين مياهه أين كرامته أين أمنه أين استقراره، أين دولته، أين مؤسساته، أين قراره السيادي، وما كان مصير لبنان؟ ولأنكم لم تكونوا في يوم من الأيام ولن تكونوا في يوم من الأيام في موقع الحياد، دخلتم ساحة المعركة وقدمتم التضحيات، بعض أخوانكم قضى شهيداً وبعض أخوانكم وقع في الأسر وعانى سنوات طوال في سجون الإحتلال، وكثير منكم وأنتم أصبتم بالجراح، وكثيرون بذلوا جهوداً ولم يلحق بهم أذى وانتم وكل أخوانكم عوائل الشهداء أبناء الشهداء بنات الشهداء أخوانكم المجاهدون الجرحى والجريحات وشعبكم الوفي والأبي ما زلتم أوفياء لهذا الموقع ولهذه المسؤولية وهذا الواجب.
أنتم، أيها الأخوة والأخوات، كانت تضحياتكم في الموقع الصحيح، في الزمان الصحيح، في المعركة الصحيحة. أنتم لم تقاتلوا في يوم من الأيام ولم تُجرحوا دفاعاً عن زعيم ولا دفاعاً عن طائفة ولا دفاعا عن طائفة. دائماً كانت معركتكم هي معركة دفاع عن بلد وعن وطن وعن شعب وعن مقدسات، وعن قضية عادلة وعن أمة وهذا ما يؤخذ عليكم. للأسف الشديد في هذه الأيام من يتحدث عن أمة وقضية أمة ومقدسات أمة يُطعن عليه.
أنا أود أن أؤكد لكم، وليس المرة الأولى التي نقول هذا، بل دائما كنا نقول هذا، على وجه الأرض لا توجد الآن معركة من الناحية الأخلاقية، من الناحية الشرعية والدينية، من الناحية القانونية، من الناحية الإنسانية، أوضح وأعلى وأصفى من المعركة في مواجهة المشروع الصهيوني والإحتلال الإسرائيلي والعدو الإسرائيلي أبداً، هذه معركة لا غبار عليها لا من الموقع الفقهي والشرعي والديني ولا من الموقع القانوني ولا من الموقع الأخلاقي ولا من الموقع الإنساني. على وجه الأرض لن تجدوا معركة مقدسة وشريفة بمستوى هذه المعركة التي كنتم وما زلتم جزءاً منها، وما قدمتموه من تضحيات كان في هذه المعركة، وهذه المعركة هي أعلى مصداق للجهاد في سبيل الله. وكل ما قدم في هذا الطريق هو في سبيل الله وفي عين الله وعند الله سبحانه وتعالى. أقول هذا لأؤكد لكم بأن أجركم وجزاءكم وثوابكم ومقامكم ودرجتكم في الدنيا والآخرة هو عند الله وعلى الله سبحانه وتعالى.
في الدنيا أنتم ترون نتائج هذه التضحيات بحمد الله عز وجل هذه الجراح، هذه الدماء، هذه الأجساد، الطاهرة للشهداء، هذه الآلام، هذه العذابات لشعبنا ولأهلنا للأسرى للمحررين للعائلات للمهجرين لمن هدمت بيوتهم كل هذه التضحيات نحن نرى نتيجتها في هذه الدنيا الآن. نتيجتها أين تكمن؟ في هذا التحرير، في هذه الكرامة، في هذه العزة، في هذا الإحساس بالحرية.. بالاقتدار.. بالوجود.. بالشخصية.. بالكيان. ما أجمل أن لا يعيش الإنسان ذليلاً مهاناً مضطهداً ومستهاناً به من قبل أعدائه ومن قبل الآخرين. ما أجمل أن يعيش الإنسان، فرداً أو شعباً أو جماعة أو أمة، أن يعيش عزيزاً كريماً حراً مقتدراً واقفا على قدميه شامخاً برأسه.
هذه المنعة عندما يحسب لكم أعداؤكم اليوم كل حساب وألف حساب ما كانت لتكون لولا هذه التضحيات.
أما عند الله سبحانه وتعالى فأنتم تعلمون وهذا وعد القرآن والرسول وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل ما لدينا من فكر وتوجيه وإرشاد وأحاديث وروايات من عند الله لا يضيع. ما لكم عند الله لا يمكن أن يضيع، أجركم أجر المجاهدين مقام المجاهدين والجرحى، درجة المجاهدين والجرحى، من ارتحل عن هذه الدنيا وفي جسده هذه الجراح وكان مخلصا للهدف الذي جرح من أجله حشر مع الشهداء، كان له أجر الشهداء كان له طيب الشهداء.
أخواني أخواتي: في الدنيا قد يقصر الناس وقد نقصر نحن في أداء حقكم والقيام بواجبكم والاعتراف بفضلكم، ولكن ما كنتم تطمحون له انتم منذ البداية لم يكن شيئاً من هذا ولا شيئاً من حطام هذه الدنيا. دائماً كان تطلعكم وأملكم هو ما عند الله عز وجل، وليس ما عند الناس وما عند الله ستحصلون عليه قطعا.
أنا في يومكم، يوم جراحكم وإيمانكم ومقاومتكم وصمودكم، أشكر لكم كل هذا الثبات وكل هذا الصبر وكل هذا العزم وكل هذا الوفاء وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم ويثبتكم على هذا الطريق وعلى صراطه المستقيم ويحسن لكم العواقب، وأدعوكم إلى مواصلة العمل بما بقي لديكم من طاقة وقوة لأن حجم التحديات كبير جداً وهي بحاجة إلى كل طاقة وإلى كل قوة، وواجبي أن أتوجه بالشكر وأن أخص بالشكر الأمهات الكريمات لأنه عادة وأغلب الأخوة الذين أصيبوا بالجراح كانوا لا زالوا شباباً وبعضهم لم يكن متزوجا فألقي العبء بالدرجة الأولى على الأمهات وبالدرجة الثانية على الزوجات لاحقاً، أتوجه بالشكر الأخص الأخص والتقدير العالي إلى أخواتنا الكريمات اللاتي تزوجنَ من جرحى جراحهم صعبة.
هؤلاء الأخوات نحن ننظر إليهنّ بتقدير عالٍ، بقيمة إنسانية رفيعة جداً لأن كل أخت من هذه الأخوات نذرت حياتها شبابها عمرها من أجل خدمة هذا الجريح للتقرب بخدمته ورعايته والعناية به إلى الله سبحانه وتعالى وهذا من أعلى مصاديق الجهاد، لأن الجهاد والأجر والثواب مرتبط بحجم الجهد والمشقة التي يبذلها الإنسان والتي يتحملها الإنسان في سبيل غاية شريفة. كما من واجبي أن اشكر كل الأخوة الذين تعاقبوا على مسؤولية مؤسسة الجرحى والتي انتهى شكلها التنظيمي عندنا إلى وحدة شؤون الجرحى والأسرى. كل الأخوة والأخوات الذين تحملوا مسؤولية هذه المؤسسة وهذا التشكيل خلال كل السنوات الماضية وما زالوا العاملين والعاملات والمتطوعين والمتطوعات، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك جهودهم الكريمة والشريفة.
جراحكم أيها الأحبة على مدى ثلاثين عاماً هي التي تشهد الآن، وأمام كل الذين يرونكم على شاشة التلفزيون هي التي تشهد الآن على عزمنا وإرادتنا وصلابتنا وتمسكنا بالحق واستعدادنا لمواجهة كل المخاطر، وبهذا الإيمان وبهذا العزم وبهذه الإرادة وبهذا الاستعداد للتضحية وبهذه البصيرة وبهذا الوعي وبهذا الإحساس بالمسؤولية لن تقوى أي مؤامرة علينا وعليكم، ولن تستطيع أي عاصفة أن تقتلع مقاومةً وتياراً جذورها راسخة في الأرض وشامخة فروعها وأغصانها إلى السماء. ببركة هذه الروح التي تمثلونها أنتم ويمثلهم معكم كل إخوانكم وأخواتكم وكل الشرفاء وكل الصادقين الذين يؤمنون بما نؤمن به.
بارك الله لكم في يومكم يوم تضحياتكم يوم وسامكم الإلهي الشريف بارك الله بكم جميعاً، وفّقكم لمواصلة طريق الجهاد والعطاء والنصر وختم لنا ولكم بالعاقبة الحسنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
احدث الاخبار
الإمام عليّ عليه السلام مظهرُ العدالة والإصلاح
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية