Skip to main content

الاعتداء الصهيوني الدموي على أسطول المساعدات إلى غزة يوقع عشرات الشهداء والجرحى

التاريخ: 01-06-2010

الاعتداء الصهيوني الدموي على أسطول المساعدات إلى غزة يوقع عشرات الشهداء والجرحى

إنها الطريق إلى فلسطين، التي لا زالت بطاقة عبورها الأكثر كلفة زمن العنجهية الصهيوني

إنها الطريق إلى فلسطين، التي لا زالت بطاقة عبورها الأكثر كلفة زمن العنجهية الصهيوني.

 

إنها طريق فلسطين، التي أغرقتها آلة القتل الصهيوني مجدداً بدماء بريئة، غير آبهة لأي اعتبارات إنسانية أو حتى سياسية ودبلوماسية.

 

فقبل أن تشرق شمس غزة على فجر جديد مع أسطول الحرية الذي لامس شواطئها، باغتت قوات الاحتلال الصهيوني النشطاء العزل بعشرات القطع البحرية المحمَّلة بمئات الجنود، ترافقها مروحيات قتالية، ليهاجموا سفن الأسطول التي كانت عند مشارف المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة ساحل غزة.

 

وقال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين كانوا شهودا على الاعتداء الصهيوني على الأسطول  «تحت جنح الظلام نزلت فرق الكومندوس الإسرائيلية من مروحية إلى سفينة الشحن التركية (مافي مرمرة) وبدأت تطلق النار منذ أن وطأت أقدامها السفينة».

 

 وقالت حركة غزة الحرة التي نظمت (أسطول الحرية) في بيان بثته على موقعها الالكتروني بعد مهاجمة مافي مرمرة السفينة التركية التي تقود الأسطول. «أطلقوا النار مباشرة على حشد من المدنيين كانوا نائمين».

 

وحسب الرواية الصهيونية انقضَّ الجنود على السفن لاعتقال ركابها وجرّ الأسطول إلى ميناء اسدود. لكن السالكين طريق الحرية إلى غزة أبوا إلاَّ الدفاع عن خياراتهم بكل الوسائل.

 

وبحسب المصادر الصهيونية قام الناشطون باعتقال أحد الجنود وتجريده من سلاحه، وبعد عراك مع الجنود كانت الحصيلة عشرات الإصابات بين قتيل وجريح من ركاب السفن، إضافة إلى إصابة خمسة جنود إسرائيليين.

 

الجنود الصهاينة أكملوا عملية القرصنة، إلاَّ أن سفينة مرمرة التركية، أكبر سفن الأسطول بقيت عصية عليهم لساعات.

 

وبعدها بدأت سفن أسطول الحرية بالوصول إلى فلسطين المحتلة، ولكن، إلى حيث أعدَّت لها قوات الاحتلال سجوناً ومستشفياتٍ النقالة.

 

 لكن رياح البحر لم تخدم هذه المرة أشرعة السياسة الإسرائيلية، وبدل أن ينهي الكومندوس الإسرائيلي قصة الأسطول، بدأت رحلته من جديد وسرَّعت خطواته إلى حيث لم يكن يرغب أي من القيادات الإسرائيلية.

 

 وكانت وتيرة التهديدات الإسرائيلية تصاعدت باعتراض سفن أسطول الحرية والاستيلاء عليها، والمحمّلة بأكثر من عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية، إضافة إلى التهديد باعتقال أكثر من سبعمائة وخمسين متضامناً على متن سفن الأسطول.

 

وأعلن المتحدث باسم الجيش الصهيوني الجنرال في بنياهو الاثنين أنه يجهل «من أعطى الأمر بإطلاق النار» خلال الهجوم على أسطول الحرية، وأضاف أن «البحرية تتصرف بناء على أوامر وتعليمات واضحة جدا بإطلاق النار وتم تحذير الجنود بعدم الرضوخ للاستفزازات».

 

وأوضح أن «البحرية كانت وضعت قبل ذلك سيناريوهات للتحضير لهذه العملية، لكن الحياة تكون أحيانا أكثر تعقيدا من النماذج لقد تهيأنا لمهمة من صلاحية الشرطة لمواجهة أعمال عنف لكننا واجهنا عنفا ذا طابع إرهابي».

 

إسرائيل تجند كل طاقاتها للملمة الخسائر

 

العدو الإسرائيلي حاول جاهداً للملمة الخسائر التي منيت بها سمعتها من جراء ارتكابها مجزرة بحق أسطول الحرية وقد جندت كل طاقاتها السياسية والدبلوماسية لتبرير ما حصل والانتقال إلى مرحلة الهجوم.

 

هي خسائر بالجملة التي جناها كيان الاحتلال من وراء اعتدائه الدموي على أسطول الحرية الذي كان يُقل المساعداتِ الإنسانية لقطاع غزة المحاصر.

 

المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية الإسرائيلية دخلت في حالة استنفار تحت عنوان لململة القضية وتقليص الخسائر السياسية والدبلوماسية للحد الأدنى.

 

وانبرى المتحدثون الإسرائيليون في محاولة الانتقال من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم تحت عنوان أن أفراد أسطول الحرية هم من افتعلوا الاشتباك في إطار مؤامرة تديرها منظمات متطرفة لإسقاط إسرائيل في كمين محكم يهدف إلى الإضرار بسمعتها وتهيئة الظروف لفك الحصار عن قطاع غزة.

 

وقال ايهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي: «الطاقم الوزاري المصغر وأنا ورئيس الحكومة أصدرنا الأوامر وصادقنا على تنفيذ العملية ونحن نأسف للإصابات لكن المسؤولية ملقاة بالكامل على منظمي الحملة، وقد أجريتُ اتصالات بوزيري الدفاع والخارجية التركيين لتهدئة الأمور وأدعوا زعماءَ الدول العربية والسلطة الفلسطينية لعدم السماح لأحداث اليوم بتضييع التقدم السياسي الذي تحقق من خلال المفاوضات غير المباشرة. لكن الهم الأكبر لدى المسؤولين الصهاينة كان الخشية من تداعيات خطيرة على العلاقات الإسرائيلية التركية».

 

أما نحمان شاي المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي: «الوضع مع تركيا في حالة كارثية. فتركيا دولة كبرى في المنطقة وتربطنا بها علاقاتٌ إستراتيجية لكنها ذاهبةٌ للارتباط تدريجيا بسوريا وإيران لتشكيل محور معاد لإسرائيل يرتبط به حزب الله وحماس. ونحن نفقد تركيا وهذا من شأنه أن يشكل نقطة تحول يجب أن تُقلقَنا بشدة».

 

صحيفة هآرتس رأت أن الخسائر الإسرائيلية من وراء العملية هي خسائر غير مسبوقة، فيما اعتبرت أوساط متابعة أن إسرائيل خسرت المعركة الإعلامية.

 

ويقول آفي بازنر المسؤول السابق في وزارة الخارجية الصهيونية: «لو كنت مكان نتنياهو لسعيت إلى تقديم موعد اللقاء مع اوباما، نحن بحاجة لدعم الولايات المتحدة لنواصل الحصار على غزة لأننا نسمع أصواتا في أوروبا تطالب برفع الحصار عن غزة كنتيجة أولية لما حصل اليوم».

 

ودعا مسؤولون صهاينة إلى الإسراع في إنهاء العملية على المستويات السياسية والإعلامية كافة لكي لا تتحول إلى قضية كبيرة تتسبب بخسائر لإسرائيل على المدى البعيد.

 

وقد شهد كيان العدو الإسرائيلي حالة طوارئ شملت المستوى السياسي والأمني، حيث تابع وزير الحرب ايهود باراك الأحداث مع رئيس أركان الاحتلال غابي اشكنازي ومختلف قيادات الجيش الإسرائيلي ورؤساء الأجهزة الأمنية، حيث قام باراك بالاتصال مع وزير الدفاع التركي لوضعه في صورة الرواية الإسرائيلية لما حدث أثناء عملية الاقتحام، والتي تزعم خطف سلاح احد الجنود الإسرائيليين أثناء الاقتحام من قبل المتضامنين، وإطلاق النار ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي الذي أوقع عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المتضامنين.

 

وأضافت المصادر الإسرائيلية أن قيادة الشرطة الإسرائيلية استدعت كافة عناصر الشرطة وقامت بإلغاء الإجازات ودعوة جميع عناصر الشرطة إلى الالتحاق بمراكز عملهم، حيث تم نشر قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي في مختلف مناطق إسرائيل خاصة في وادي عارة، كذلك في العديد من المدن التي يوجد بها تماس بين الفلسطينيين والمستوطنين الصهاينة، وقد تم نشر قوات كبيرة الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى الذي تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع المصلين من الوصول إليه.

 

وأشارت هذه المصادر أن وزير الخارجية الإسرائيلي افغدور ليبرمان عقد في مكتبه اجتماعاً لكافة مساعديه وطاقم الوزارة، حيث تابع كافة الأحداث وأعطى التعليمات إلى سفراء كيان العدو الإسرائيلي في العالم، حيث سيعقد مؤتمراً صحفياً رسمياً لإعلان موقف الحكومة الرسمي لما يحدث.

 

وفيما لم يعرف ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قرر قطع جولته الخارجية والعودة إلى كيان العدو فوراً لمتابعة التطورات الناجمة عن هجوم قوات جيش الاحتلال على قافلة السفن التي كانت تتجه إلى غزة.

 

وكانت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة قد دعت نتنياهو قبل ذلك إلى العودة إلى إسرائيل، حتى إذا كان ذلك يعني إلغاء اجتماعه المقرر في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما.

 

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يتابع الأمور من كندا، وذلك بعد أن تم وضعه في كافة التفاصيل حيث يجري اتصال مباشر معه لوضعه في كافة التطورات والتداعيات التي تحدث نتيجة اقتحام السفن، خاصة أن الحديث يدور عن أزمة عميقة تظهر الآن مع تركيا، وهذا ما دفع المراسل السياسي للشؤون الدولية في القناة الثانية الإسرائيلية بالطلب بتزويد المراسلين والإعلام الإسرائيلي بتفاصيل الأحداث خاصة عدد القتلى والجرحى، لأنهم يقفون الآن عاجزين أمام الإعلام العالمي الذي يغطي الأحداث ويذكر التفاصيل في الوقت لا يملك الإعلام الإسرائيلي أي تفاصيل يستند عليها لمواجهة النتائج السلبية لما يحدث.

 

 

 

 

 

احدث الاخبار

الاكثر قراءة