الأربعون حديثاً، الحَديث العشرون: النيَّة
التاريخ: 03-07-2011
بِالسَّنَدِ المُتَّصِلِ إلى الشَّيخِ الثّقَةِ الجَليلِ مُحَمَّدِ بِنْ يَعْقُوبَ الكُلَيْني ـ قُدِّسَ سِرُّه ـ عَنْ عَلِيِّ بْنْ إبْراهِيم، عَنْ أبيهِ، عَن القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ المِنْقَرِيِّ، عَنْ سُفْيانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السَّلام في قَوْلِ اللهِ تَعالى: «لِيَبْلُوَكُمْ أيّكمُ أَحْسَنُ عَمَلاً»
بِالسَّنَدِ المُتَّصِلِ إلى الشَّيخِ الثّقَةِ الجَليلِ مُحَمَّدِ بِنْ يَعْقُوبَ الكُلَيْني ـ قُدِّسَ سِرُّه ـ عَنْ عَلِيِّ بْنْ إبْراهِيم، عَنْ أبيهِ، عَن القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ المِنْقَرِيِّ، عَنْ سُفْيانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السَّلام في قَوْلِ اللهِ تَعالى: «لِيَبْلُوَكُمْ أيّكمُ أَحْسَنُ عَمَلاً». قالَ: لَيْسَ يَعْني أكْثَرَكُمْ عَمَلاً وَلكِنْ أصْوَبَكُمْ عَمَلاً. وَإنَّما الإصابَةُ خَشْيَةُ اللهِ وَالنِّيَّةُ الصادِقَةُ وَالخَشْيَةُ. ثُمَّ قالَ: الإبْقاءُ عَلَى العَمَلِ حتّى يَخْلُصَ أشَدُّ مِنَ العَمَلِ وَالعَمَلُ الخالِصُ الَّذي لا تُريدُ أنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْهِ أحِدٌ إلاّ اللهُ تَعالى أَفْضَلُ مِنَ العَمَلِ. ألا وَإنَّ النِّيَّةَ هِيَ العَمَلُ ثُمَّ تَلا قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ كلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِه «يعّني عَلى نِيَّته»[1].
الشرح:
البلاء بمعنى الاختبار والتمحيص. كما في الصحاح: «بَلَوْتُهُ بَلْوى: جَرَّبْتُهُ وَاخْتَبَرْتُهُ، وبلاه الله بلاءً وأبلاه إِبلاء حَسَناً وابتًلاه أي اختبره».
و«أيّكم» مفعول ثاني «لِيَبْلُوكُمْ» بعد تضمين يبلو معنى العلم حسب كلام المجلسي، وهو ليس بصحيح. لأن أيّ الاستفهامية تعلّق الفعل عن العمل ـ فلا تعمل يبلو ولا تتعدى إلى مفعولين ـ. والصواب أن «أيّكم أَحْسَنُ عَمَلاً» جملة مبتدأ وخبر، وفي المعنى مفعول لفعل «يبلوكم» ـ المعلق عن العمل ـ. ولو جعلنا «أي» موصولة لكان لكلام المرحوم المجلسي وجهاً، ولكنها في الاستفهامية أظهر.
و «الصَواب» نقيض الخطأ كما يقول الجوهري. و«الخَشْيَةُ» الثانية غير موجودة في بعض النسخ كما يقول المجلسي. ولو كانت موجودة لأمكن فيها احتمالات، أظهرها أن الـ «و» بمعنى «مع». ونقل عن (أسرار الصلاة) للشهيد الثاني رحمه الله «النية الصادقة الحسنة» بدلاً عن «النية الصادقة والخشية». و«الإبقاء على العمل» مراعاته والمحافظة عليه كما قال الجوهري: «أبقيت على فلان إذا أرعيت عليه وحميته». «والشاكلة» بمعنى الطريقة والشكل والناحية. كما في القاموس والصحاح فعن القاموس «الشاكلة: الشكل والناحية والنية والطريقة».
ونحن سنوضح ما يحتاج إلى الشرح من الحديث الشريف ضمن فصول عديدة إن شاء الله.
فصل: في الإشارة إلى توجيه نسبة الابتلاء إلى الحق تعالى إن «لِيَبْلُوكُمْ» ـ في الحديث الشريف ـ إشارة إلى قوله تعالى ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾[2].
قال المحقق المجلسي ـ قدّس الله سرّه ـ تدلّ هذه الآية الشريفة على أن الموت أمر وجودي. والمراد منه إما الموت الطارئ على الحياة، أو العدم الأصلي. انتهى.
إن دلالة الآية الشريفة ـ على أن الموت أمر وجودي ـ تتوقف على تعلق الخلق والتكوين بالموت، بالذات، وأما إذا كان التعلق بالعرض فلا تصح تلك الدلالة، كما يصّرح بذلك المحققون. وعلى فرض دلالتها، فلا وجه لجعل الموت ـ في الآية الشريفة ـ عدماً أصلياً لأن اعتبار العدمي الأصلي، وجودياً من الجمع بين النقيضين. مع أنه في نفسه لا يصح تفسير الموت بالعدم الأصلي.
وملخص القول: إنّ مقتضى التحقيق هو أن الموت عبارة عن الانتقال عن النشأة الظاهريّة المُلكية ـ الدنيا ـ إلى النشأة الباطنية الملكوتية. أو أن الموت عبارة عن الحياة الثانية الملكوتية بعد الحياة الأولى المُلكية الدنيوية. وعلى كل تقدير يكون الموت أمراً وجودياً بل هو أتم من الوجود المُلكي، لأن الحياة المُلكية الدنيوية مشوبة بالمواد الطبيعية الميتة التي تكون حياتها عرضية وزائلة. في حين أن الحياة الذاتية الملكوتية التي تحصل هناك تبعث على استقلالية للنفوس، وتكون تلك الدار، دار حياة ومن لوازم الحياة. وأن الأبدان المثالية البرزخية قائمة بالنفوس قياماً صدورياً ـ مثل قيام المعلول بالعلة ـ كما هو مقرر في محلّه المناسب.
وبالجملة إن الحياة الملكوتية ـ التي يُعبّر عنها بالموت حتى لا يكون ثقيلاً على السمع ـ متعلق للجعل والتكوين وتحت قدرة الذات المقدس.
وقد تقدّم منّا معنى الاختبار والامتحان وكيفية نسبته إلى الحق المتعال جلّ جلاله عند شرح بعض الأحاديث، على نحو لا يستلزم الجهل على الذات المقدس، ومن دون حاجة إلى تكلّف وتأويل. ولا بد من الإشارة إليه بصورة مجملة، هي:
إن نفس الإنسان في بدء فطرتها وخلقتها تتمتع بالاستعداد المحض والقابلية الصرفة، وهي خالية عن كل فعلية من ناحية السعادة والشقاء، وبعد حصول الحركات الطبيعية الجوهرية، والأفعال الاختيارية تتحول الاستعدادات إلى الفعلية وتنجم التشخصات والتميزات.
فانفراد السعيد الشقي والغث عن السمين، يحصل في هذه الحياة المُلكية. والهدف من تكوّن الحياة المُلكية هو تمحيص النفوس والتفرقة بين السعيد منها والشقي. وعليه تتّضح الغاية المنشودة من وراء اختبار الناس.
وأما خلق الموت فهو أيضاً دخيل في هذا الفرز والتفريق بين السعيد والشقي، بل هو الجزء الأخير من العلّة، لأن المقياس في الفعليّات هي الصور ـ الملكوتية ـ الأخيرة التي ينتقل بها الإنسان من هذا العالم.
وخلاصة الكلام أن المقياس في التفرقة هو الصور الأخروية الملكوتية، وهي لا تحصل إلا بواسطة الحركات الجوهرية والأفعال الاختيارية الدنيوية المُلكية. فاتّضحت الغاية المنشودة من الامتحان والاختبار المترتب على خلق الموت والحياة من دون بقاء جهل في ذلك.
نعم تفصيل ذلك لأجل دحض كل الملاحظات، يرتبط ببيان العلم الذاتي لله قبل الإيجاد، وعلمه الفعلي لدى الإيجاد، وهو أكبر من نطاق هذا الكتاب. وقوله سبحانه (أيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) الذي ربط نتيجة الامتحان بأحسن الأعمال، يعود أيضاً إلى هذا المعنى المذكور. وعليه يفسّر الحديث الشريف، لأنه فسر الأحسن بالأصوب، والأصوب بخشية الله والنية الصادقة، وهي الصور الباطنية للنفس، والباعثة على التفرّق الحقيقي للأرواح، أو أنها من المظاهر للاختلافات الجوهرية الغيبية للنفس. بل بناءاً على تأثر القلب والباطن من الأعمال الظاهرية كما ذكرناه سابقاً، يحصل التفرّق عبر الأعمال أيضاً، فامتحان الأعمال، اختبار للذاتيات أيضاً.
وإذا فسّرنا الآية المباركة حسب ظاهرها، وقطعنا النظر عن تفسير الإمام عليه السلام، كان الاختبار أيضاً بهذا المعنى المذكور، لأن نفس الحضور في هذه النشأة الدنيوية وخلق الموت والحياة، باعثان على فرز الأعمال الحسنة عن العمال السيئة. أما سببية خلق الحياة في ذلك فمعلوم، لأنها سبب النهوض والحركة والعمل. أما خلق الموت، فمع العلم بعدم استقرار الحياة الدنيوية، وتيقن حصول الارتحال من هذه النشأة الفانية، تختلف الأعمال من إنسان لآخر، ويتم الفرز بين صالحها وطالحها.
فصل: في بيان الخشية والنية الصادقة تبعثان على صواب الأعمال
اعلم أن هذا الحديث الشريف أناط صواب وحسن العمل بأمرين شريفين وجعل المقياس في كمال وتمامية: لأعمال، هذين الأصلين: أحدهما الخوف والخشية من الحق المتعالي. وثانيهما النية الصادقة والإرادة الخالصة. وعلينا أن نشرح الصلة القائمة بين هذين الأمرين مع كمال العمل وصوابه.
فنقول: ـ الأمر الأول ـ أن الخوف والفزع من الحق المتعالي يوجب خشية النفس وتقواها، وهي بدورها تبعث على قبول آثار الأعمال أكثر.
وتفصيل هذا الإجمال هو أننا ذكرنا سابقاً لدي شرح بعض الأحاديث المتقدمة أن لكل الأعمال الحسنة أو السيئة تأثيراً في النفس. فإذا كانت تلك الأعمال من سنخ العبادات والمناسك كان التأثير هو خضوع القوى الطبيعية للقوى العقلية، وقاهرية ملكوتية النفس على المُلك، وانقياد الناحية الطبيعية للإنسان لناحيته الروحانية حتى يبلغ الأمر إلى الجذبة الروحية والوصول إلى المقصود الأصلي. وكل عمل يبعث على مثل هذا التأثير أكثر، وينجّز هذه الخدمة أحسن، لكان أصوب، ولترتب عليه المقصود الأصلي بشكل أفضل. وكل شيء له دور في هذا التأثير، فهو متكفل لصواب العمل. وغالباً ما يكون هذا هو المقياس لأفضلية الأعمال. ويمكن أن يكون الحديث المعروف «أفْضَلُ الأعْمالِ أحمَزُها»[3] مندرجاً تحت هذا المقياس أيضاً.
وبعد تبيّن هذه المقدمة، لا بد أن نعرف بأن التقوى تزكّي النفس وتطهّرها من الدنس والقذارات. وطبعاً إذا كانت صفحة النفس ناصعة، وطاهرة من حجب المعاصي وكدرها، كانت الأعمال الحسنة مؤثرة أكثر، وإصابتها للهدف المبتغى أدق، وتَحقُّق السّر الكبير للعبادات الذي هو ترويض الجانب المادي للإنسان، وقهر ملكوته على مُلكه ونفوذ الإرادة الفاعلة للنفس بصورة أفضل.
فالخشية من الحق سبحانه، التي لها التأثير التام في تقوى النفوس هي من العوامل الكبيرة لإصلاح النفوس، وذات دور في إصابة العمال وحسنها وكمالها. لأن التقوى مضافاً إلى أنها من العوامل الكبيرة في إصلاح النفس، تكون ذات قدرة فعّالة في تأثير الأعمال القلبية والقالبية ـ الظاهرية ـ للإنسان، وتكون سبباً لقبولها أيضاً. كما يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ﴾[4].
والعامل الثاني المهمّ في إصابة الأعمال ـ لأهدافها ـ وكمالها، والذي يكون بمثابة القوة الفاعلة (كما أن الخشية، والتقوى الحاصلة منها بمثابة شرط التأثير، وفي الواقع فهما يبعثان على تطهير للقابل، ورفع للمانع) هي النية الصادقة والإرادة الخالصة حيث يكون كمال العبادات ونقصها وصحّتها وفسادها كلياً تابعاً لها. وكلما كانت العبادات أصفى من الشرك وشوب النية، كلما كانت أكمل. وليس في العبادات شيءٌ ذو أهمية مثل النية وخلوصها، لأن نسبة النيّات إلى الأعمال كنسبة الأرواح إلى الأبدان والنفوس إلى الأجساد. كما أن أجسام ـ صور ـ العبادات، توجد من خلال مقام المُلك للنفس وجسدها، وتحصل النية وروح العبادة من باطن النفس ـ أعماقها ـ ومقام القلب. ولا تقبل عبادة البتة عند الحق المتعالي من دون نية خالصة. إلاّ أنها إذا لم تكن خالصة من الرياء والشرك الظاهري المُلكي ـ وهو الرياء المذكور لدي الفقهاء رضوان الله تعالى عليهم ـ كانت باطلة وغير مجزية ظاهراً ـ في منطق الفقه ـ. وإن لم تكن خالصة من الشرك الباطني، فهي وإن كانت صحيحة ومجزية حسب ظاهر الشرع والحكم الفقهي، ولكنها ليست بصحيحة حسب باطن الشرع والواقع وفلسفة العبادة، وغير مقبولة لدي الذات المقدس. فلا ملازمة بين صحّة العبادة وقبولها، كما أشير إلى ذلك كثيراً في الأخبار المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام. والتعريف الجامع للشرك في العبادة، الشامل لكل مراتبه هو: إدخال رضى غير الحق في العبادة. سواء كان ـ رضا غير الحق ـ رضى نفسه أو غيره. إلاّ أنه إذا كان إدخالاً لرضا غير نفسه من الناس في العبادة، لكان شركاً ظاهرياً ورياءً فقهياً. وإن كان رضا نفسه كان شركاً خفياً وباطنياً، والعبادة باطلة، ولا تعدّ بشيء لدى أهل المعرفة، ولا تكون مقبولة لدى الحق سبحانه.
مثلاً من يؤدي لسعة رزقه صلاة الليل، أو أن يتصدّق لدفع البليّة، أو يقدّم الزكاة لتنمية أمواله ويأتي بهذه العبادات من أجل الحق تعالى، ولكنه يسأل ربه أن يهب له تلك الأمور ببركة تلك العبادات، هذه العبادات وإن كانت صحيحة ومجزية، وتترتب عليها تلك الآثار أيضاً إذا اشتملت هذه العبادات على أجزائها وشرائطها. ولكنها لا تكون عبادة للحق المتعالي وغير محتوية للنية الصادقة والإرادة الخالصة. بل أنها عبادة لتعمير الدنيا ولنيل الرغبات النفسية الدنيوية، فلا يكون عمله مصاباً. كما أن العبادات إذا كانت نتيجة الخوف من نار جهنم، والشوق إلى الجنة، لما كانت خالصة للحق سبحانه، ولما ضمنت النية الصادقة، بل نستطيع أن نقول إن مثل هذه العبادات خالصة للشيطان والنفس، لأن الإنسان الذي يقوم بمثل هذه العبادات ـ لأهداف دنيوية أو الفزع من جهنم ـ لم يُدخل رضى الحق سبحانه في عبادته البتة، حتى يتحقق الشرك، وإنما عَبَدَ الصنم الكبير فقط (إن أم الأصنام هي صنم النفس).
إن الله سبحانه يقبل أمثال هذه العبادات نتيجة عجزها ونتيجة رحمته الواسعة، بدرجة واحدة، بمعنى أن هناك آثار تترتب على هذه العبادات، ومكافآت في مقابلها، فلو أن الإنسان عمل بتلك الشرائط الظاهرية، ومع توجه القلب وحضوره ومع شرائط قبول الأعمال، ترتبت الآثار كافة عليها وأنجزت تلك المكافآت الموعودة.
هذا هو حال عبادة العبيد والأُجراء. وأما عبادة الأحرار الذين يعبدون الله لحبهم الحق المتعالي ولبحثهم عن الذات المقدسة، ولا يعبدونه من أجل الخوف من نار جهنم أو الشوق إلى الجنة، فهذه العبادة في أول مقام الأولياء والأحرار. ولهم مقامات ومعارج أخرى لا يمكن ذكرها. فما دامت النفس تلتفت إلى العبادة والعابد والمعبود، لم يتحقق الخلوص. يجب أن يخلو القلب من الغير ولا ينفذ فيه أحد غير الحق حتى يكون خالصاً. كما ورد في الحديث الشريف المنقول عن الكافي بسنده إلى سفيان بن عيينة (راوي الحديث العشرين) قال:
سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِلاّ مَنْ أَتى اللهَ بِقَلْبٍ سَليم». قال: القَلْبُ السَّليمُ الَّذي يَلْقَى رَبَّهُ وَلَيْسَ فِيهِ أحَدٌ سِواهُ قال: «وَكُلُّ قَلْبٍ فيهِ شِرْكٌ أوْ شَكٌّ فَهُوَ ساقِطٌ وَإِنَّما أرادَ بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيا لِتَفْرَغَ قُلٌوبُهُمْ لِلآخِرَةِ»[5].
ومن المعلوم أن القلوب التي استقبلت غير الحق وتعرّضت لهزّات الشك والشرك سواء كان الشرك جلياً أم خفياً فهي ساقطة في محضر القدس الربوبي. وإن من الشرك الخفي الاعتماد على الأسباب والركون إلى غير الحق.
وقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أَنّ الشّرِكَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ وَقَالَ: مِنْهُ تَحْوِيلُ الخَاتَمِ لَيَذْكُرَ الحَاجَةَ وَشِبْهِ هذَا[6]. ودخول غير الحق المتعالي إلى القلب يعدّ من الشرك الخفي. وإخلاص النية هو إخراج غير الحق سبحانه من مقام الذات المقدس ـ القلب ـ.
وكما أن للشرك مراتب، ويكون للشك مراتب أيضاً، وأن منها الشك الجلي، ومنها الشك الخفي. وتحصل هذه المراتب نتيجة ضعف اليقين ونقصان في الإيمان. إن مطلق الاعتماد على غير الحق سبحانه والالتفات إلى المخلوق يكون من جراء ضعف اليقين والإيمان، كما أن التزلزل في الأمور نتيجة لذلك أيضاً. ومرتبة إخفاء الشك، حالة من التلون في القلب وعدم التمكين في التوحيد. فالتوحيد الحقيقي، هو إسقاط الإضافات والتعيّنات والكثرات، حتى كثرات الأسماء والصفات، والتمكين فيه يكون بالخلاص من الشك. وإن القلب السليم، هو القلب الفارغ من مطلق الشرك والشك. وفي هذا الحديث الشريف القائل «وإِنَّما أرادَ بالزهد...» إشارة إلى أن الغاية من الزهد في الدنيا هو انصراف القلب شيئاً فشيئاً عن الدنيا وتنفره عنها، وتوجهه إلى المقصود الأصلي والمطلوب الواقعي ـ الحق المتعالي ـ.
ويبدو من صدر الحديث ـ المروي عن سفيان بن عيينة ـ أن المقصود من الآخرة النهاية القصوى لدائرة الوجود، ونهاية الرجوع. وهي الآخرة بالقول المطلق. فعليه تكون الدنيا كل دائرة الظهور، والزهد فيها يستلزم خلوص القلب من غير الحق تعالى. فكل من في قلبه غير الحق عز وجل، ينتبه إلى غيره سبحانه ـ من دون فرق بين أن يكون هذا الغير من الأمور المُلكية المادية أو الأمور المعنوية ومن دون فرق بين أن تكون الصورة أخروية أو من الكمالات أو المدارج الشامخة، وملخص القول التوجّه إلى غير الحق المتعالي ـ يعدّ من عمل أهل الدنيا ولا يكون زاهداً فيها ويكون محروماً من الآخرة الحقيقية، وجنّة اللقاء التي هي أعلى مراتب الجنة، وإن كانت لهم مراتب أخرى من الكمالات المعنوية والجنان الرفيعة. كما أن أهل الدنيا ذو مقامات مختلفة بالنسبة إلى الأحوال الدنيوية، ولكن تلك المقامات بعيدة كثيراً عن أهل الله.
فصل: في تعريف الإخلاص
إعلم أنهم ذكروا تعاريف مختلفة للإخلاص ونحن نذكر بعضها وهو المتداول لدى أهل السلوك والعرفان، بصورة مختصرة.
قال العارف الحكيم السالك خواجه عبد الله الأنصاري قدس سره: «الإخلاص تصفية العمل من كلّ شوب» وهذا أعم من أن يشوب العمل برضى نفسه، أو رضى غيره من المخلوقات الأخرى.
ونقل عن الشيخ البهائي أن أرباب القلوب ـ العرفاء ـ ذكروا تعاريف عديدة للإخلاص:
«قيل: هو تنزيه العمل أن يكون لغير الله فيه نصيب» وهذا أيضاً قريب إلى التعريف المذكور.
«وقيل: هو أن لا يريد عامله عليه عوضاً في الدارين». ونقل عن صاحب غرائب البيان: أن المخلصين هم الذين يعبدون الله، ولا يرون أنفسهم ولا العالم ولا أهله في العبودية، ولا يتجاوزون حدود العبودية في مشاهدة الربوبية. وعندما تتساقط من العبد حظوظه بدءاً من التراب وانتهاءً بالعرش فقد سلك الدين، وهو طريق العبودية الخالصة من رؤية الحوادث ـ غير الله ـ نتيجة شهود الروح لجمال الرب المتعالي. وهذا هو الدين الذي اصطفاه الحق المتعالي لنفسه، وأخلصه من غير الحق قائلاً ﴿أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾[7] والدين الخالص هو نور القِدَم، بعد اضمحلال الحدوث في فيّاض نور عظمته ووحدانيته. فكأنّ الله قد دعا عباده على سبيل التنبيه والإشارة نحو تخليص سرّه في الغير لدى توجههم إليه. ونقل عن الشيخ المحقق محي الدين العربي أنه قال:
«أَلا لِلّهِ الدّينُ الخالِصُ عَنْ شَوْبِ الغَيْرِيَّةِ وَالأنانيّة، لأنَّكَ لِفَنائِكَ فيه بالكلّية فَلا ذاتَ لَكَ وَلا صِفَةَ ولا فِعْلَ ولا دينَ وَإِلاّ لَما خَلُصَ الدّينُ بالحقيقةَ فَلا يَكُونُ لِلّهِ». فما دامت العبودية والغيرية والأنانية باقية والعابد والمعبود والعبادة والإخلاص والدين حاضراً، يكون ـ العمل ـ مشوباً بالغيرية والأنانية وهذا شرك لدى أرباب القلوب. إن عبادة أرباب الإخلاص هي رسم تجلّيات المحبوب، ولا يوجد في قلوبهم سوى الحق المتعالي الواحد. ومع أن أفق الإمكان قد اتصل بالوجوب، وإن التدلّي الذاتي، والدنو المطلق الحقيقي قد حصل لهم، وإن رسم الغيرية قد ارتفع بالكلية عنهم، فهم يقومون بكافة وظائف العبودية. ولا تكون عبادتهم بالروّية والتفكر، بل تكون عبادتهم بالتجلّي. كما أشير إلى هذا المعنى في صلاة ليلة معراج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
فصل: في بيان الإخلاص بعد العمل
اعلم أن ما ورد في الحديث الشريف «الإِبْقَاءُ عَلَى العَمَلِ حَتَّى يَخْلُصَ، أَشَدَّ مِنَ العَمَلِ» حثّ على لزوم المحافظة والمواظبة على الأعمال، التي تصدر من الإنسان، حين إنجازها وبعد تحققها، إذ قد يأتي الإنسان بالعمل من دون عيب ونقص وخالٍ من الرياء والعُجب وغيره، ولكنه بعد العمل وبواسطة ذكره للآخرين يعاب بالرياء. كما ورد في الحديث الشريف المنقول عن الكافي:
«عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السَّلام أنَّهُ قَالَ: الإبْقاءُ عَلَى العَمَلِ أشَدُّ مِنَ العَمَلِ. قالَ: وَمَا الإبْقاءُ عَلَى العَمَلِ؟ قالَ: يَصِلُ الرَّجُلُ بِصِلَةٍ وَيُنْفِقُ نَفَقَةً لِلّهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ فَكُتِبَ لَهُ سِرّاً ثُمَّ يَذْكُرُها فَتُمْحى فَتُكْتَبُ لَهُ عِلانَيةً ثُمَّ يَذْكُرُها فَتُكْتَبُ لَهُ رِياءً»[8].
إن الإنسان حتى نهاية حياته لا يأمن أبداً من شرّ الشيطان والنفس، وعليه أن لا يظن بأنه عندما أتى بعمل لوجه الله، من دون ملاحظة رضى المخلوق، أصبح في مأمن من شرّ النفس الخبيثة. وإنه إذا لم يراقب العلم ولم يواظب عليه، فمن الممكن أن تجبره نفسه إلى إظهاره أمام الآخرين. وقد يتمّ الإظهار بالإيماء والتلويح، فمثلاً إذا أراد أن يكشف عن صلاة الليل التي أتى بها للناس، التجأ إلى أساليب اللفّ والدوران، فيتحدّث عن حسن جوّ السَحَرِ أو ردائته وعن مناجاة الناس أواذانهم في السحر، وضيّع عمله من جرّاء المكائد الخفيّة للنفس، وألغاه من الاعتبار.
يجب أن يكون الإنسان مثل الطبيب الرحيم، والمرافق الرؤوف يراقب نفسه، ولا يسمح لفلتان زمامها مِنْ يده، لأنها في لحظة من الغفلة تنفلت من يده وتقوده إلى الذل والهلاك. وعلى أي حال نستعيذ بالله من شرّ الشيطان والنفس الإمّارة. {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}[9].
ولا بد من معرفة أن تخليص النية من جميع مراتب الشرك والرياء وغيرها ومراقبتها والمحافظة عليها من الأمور الصعبة والمهمة جداً، بل إن بعض مراتبها لا يتيسر إلا للخلّص من أولياء الله تعالى. لأن النية عبارة عن الإرادة الباعثة نحو العمل، وهي تتبع الغايات الأخيرة الدافعة نحو العمل، كما أن هذه الغايات تتبع الملكات النفسانية التي تشكل باطن ذات الإنسان وشاكلته. فمن له حبّ الجاه والرياسة، وغدا هذا الحب ملكة نفسانية وشاكلة روحه، كان منتهى أمله البلوغ إلى سدّة الزعامة، وكانت أفعاله الصادرة منه تابعة لتلك الغاية، وكان دافعه ومحرّكه هو مبتغاه النفسي المذكور، وصدرت عنه أعماله للوصول إلى ذلك المطلوب. فما دام هذا الحبّ في قلبه، لا يمكن أن يصير عمله خالصاً. ومن صار حبّ النفس والأنانية ملكة له، وشاكلة نفسه، كانت غاية مقصده ونهاية مطلوبه الوصول إلى ما يلائم نفسه وكان الدافع والمحرك له في هذه الأعمال، نفس هذه الغاية، سواء كانت الأعمال للوصول إلى مطلوب دنيوى أو أخروي من قبيل الحور والقصور والجنّات ونِعَم ذلك العالم. بل ما دامت الأنانية، والذاتية موجودة، كان إقدامه أو سلوكه لتحصيل المعارف ـ الربوبية ـ والكمالات الروحية، لنفسه ونفسانياته من حبّ للنفس لا من حبّ لله. ومن المعلوم أنهما لا يجتمعان، بل إذا أحبّ الله كان، من أجل نفسه وليس من أجل الله وكانت غاية المقصود ونهاية المطلوب نفسه ونفسانياته.
فاتضح أن تخليص النية من مطلق الشرك، عمل صعب جداً، ولا يقدر عليه كل أحد. وإن كمال الأعمال ونقصها تابع لكمال النية ونقصها، لأن النيّة هي الصورة الفعلية، والناحية الملكوتية للعمل. كما أشرنا إليه سابقاً.
وفي الحديث الشريف تلميح إلى هذا الموضوع، عندما يقول «وَالنِّيَّةُ أَفْضَلُ مِنَ العَمَلِ ألا وَإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ العَمَلُ» واحتمل بعض أن هذا المعنى مبالغة، ولكنه ليس بشيء من المبالغة، بل مبني على الحقيقة، لأن النية هي الصورة الكاملة للعمل، والفصل المحصِّل له، وصحة العمل وفساده وكماله ونقصه، مرتبطة بالنية.
كما أن عمل شخص واحد لاختلاف نيته قد يكون تعظيماً للغير، وقد يكون توهيناً له، وقد يصير تاماً بها، وقد يصير ناقصاً لفقدانها، وقد يكون من سنخ الملكوت الأعلى وله صورة بهية جميلة، وقد يكون من سنخ الملكوت السفلي وله صورة موحشة مخيفة.
إن ظاهر صلاة علي بن أبي طالب عليه السلام، وظاهر صلاة المنافق متضاهيان في الأجزاء والشرائط والشكل الظاهري، ولكن هذا يعرج بعمله إلى الله، ولصلاته صورة ملكوتية أعلى، وذاك يغور في أعماق جهنم، ولصلاته صورة ملكوتية سفليّة.
وعند تقديم أهل بيت العصمة عليهم السلام، للفقير أقراصاً من خبز الشعير لوجه الله، تنزل من عند الله سبحانه آيات كريمة في الثناء عليهم، ويحسب الإنسان الجاهل أن تحمّل الجوع ليومين أو ثلاثة أيام ودفع الطعام إلى الفقير أمراً مهماً، رغم أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تصدر من كل شخص، من دون صعوبة. في حين أن أهمية هذا العمل تكمن في القصد الخالص والنية الصادقة. إن روح العمل، القوية واللطيفة والتي تبعث من القلب السليم الصافي، هي مصدر هذه الأهمية القصوى.
إنه لا فرق بين المظهر الخارجي للنبي صلّى الله عليه وآله وسلم وكافة الناس، ولهذا عندما كان يدخل عليه ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ شخص من خارج المدينة، وكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ جالساً مع مجموعة من المسلمين، يسأل ـ الوافد ـ أيكم النبي؟ إن الذي يفضّل النبي صلّى الله عليه وآله وسلم على غيره، هو روحه الكبيرة، القوية، اللطيفة لا جسمه المبارك وبدنه الشريف. وقد قالوا في العلوم العقلية أن شيئية الشيء بصورته لا بمادته. بل إن الحدّ التام هو التعريف بالفصل فقط، أما التعريف بالجنس والفصل فهو من الحد الناقص، لأنّ الاختلاط بالغرائب والأجانب، والتعريف بالمنافي، يسيء إلى حقيقة الشيء وتعريفه وتماميته. والمادة والجنس تعتبران من الغرائب والأجانب بالنسبة إلى حقيقة الشيء التي هي عبارة عن الصورة والفعلية والفصل. فإذن تمام حقيقة الأعمال هي صور الأعمال وناحيتها الملكوتية التي هي النية.
ويُستفاد من هذا البيان أن الإمام الصادق عليه السلام قد بيّن في هذا الحديث الشريف ـ الحديث العشرون ـ :
أولاً: صور الأعمال وموادّها، وقال إن الجزء الصوري أفضل من الجزء المادي، وأن النية أفضل من العمل، كما نقول إن الروح أفضل من الجسم وليس لازم ذلك ـ مقتضى أفعل التفضيل ـ إن العمل من دون نيّة يكون صحيحاً، وإن الجسم من دون الروح يكون جسماً، بل المعنى أن بعد تعلق النية بالعمل، والروح بالجسم يتحقق عمل واحد، وجسم واحد، وأن كل واحد من الجزء الصوري الملكوتي في هذين المزيجين الخليطين: أحدهما من النية والعمل، والآخر من الروح والجسم،
يكون أفضل من الجزء المادي المُلكي. وهذا هو معنى الحديث المشهور «نِيَّةُ المُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ» [10].
وثانياً: إن العمل يكون فانياً في النية، والمُلك في الملكوت، والمظهر في الظاهر وقال عليه السلام «ألا وإنّ النيّة هي العمل» ولا يوجد شيء آخر عدا النية، وأن جميع الأعمال فانية في النية، ولا استقلالية لها. ثم استشهد بقوله تعالى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) وإن الأعمال تابعة لشاكلة النفس، وشاكلة النفس وإن كانت الهيئة الباطنية للروح، والملكات المخمرة فيها، لكن النية هي الشاكلة الظاهرية للنفس.
ونستطيع أن نقول بأن الملكات هي الشاكلة الأولية للنفس، والنيات هي الشاكلة الثانوية لها، والأعمال تتبعها، كما قال الصادق عليه السلام.
ومن هنا يتبين بأن طريق تخليص الأعمال من جميع مراتب الشرك والرياء وغيرها ينحصر في إصلاح النفس وملكاتها، ويكون ذلك مَعيناً لكل الإصلاحات، ومصدراً لجميع المعارج والكمالات.
فإذا أخرج الإنسان حب الدنيا عَبْرَ الترويض العلمي أو العملي من قلبه، كانت غايته المنشودة شيئاً آخر غير الدنيا، وخلصت أعماله من الشرك الأعظم الذي هو جلب أنظار أهل الدنيا وكسب موقع لديهم، وطهرت نيته، وتساوى عنده العمل في الجلوة أو الخلوة في السر أو العلن.
وإذا أخرج الإنسان من قلبه حب النفس بالرياضة النفسية، فبالمقدار الذي يفرغ القلب من حب النفس، يمتلأ حباً لله، وتخلص أعماله من الشرك الخفي أيضاً. وما دام حب النفس في القلب، وما دام الإنسان يعيش في البيت المظلم للنفس، لا يكون مسافراً إلى الله تعالى، بل يعدّ من المخلّدين في الأرض. فإن الخطوة الأولى نحو الله، تتمثل في ترك حب النفس، والوطأ بقدمه على الأنانية والذاتية. وهذا هو المقياس في السفر إلى الله.. قال بعض أن هذا هو أحد معاني الآية الكريمة (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله) [11] أي من يخرج من بيت نفسه ويهاجر إلى الحق في الرحلة المعنوية ثم يدركه الفناء التام كان أجره على الله تعالى.
ومن المعلوم أن مثل هذا المسافر لا يستحق أجراً ومكافأة إلاّ مشاهدة الذات المقدس، والوصول إلى الفناء في حضرته، كما يقال على ألسنتهم بيت شعر:
لا يتطرق إلى قلوبنا أحد أبداً إلا الحبيب.
فَقَدِّم العالم إلى العدوّ فإننا اقتصرنا على الحبيب.
ــــــــــــــ
[1] أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الإخلاص، ح 4.
[2] سورة تبارك، آيات: 1 و2.
[3] نهاية ابن الأثير، المجلد 1 ص 440.
[4] سورة المائدة، آية: 27.
[5] أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الإخلاص، ح 5.
[6] وسائل الشيعة، المجلد 3، أبواب أحكام الملابس، باب 61، ص 409، وقد أفتى صاحب الوسائل بعدم الجواز إلاّ في عدد الركعات. لكنّ سوق الرواية يشهد على الكراهية (منه عفى الله عنه).
[7] سورة الزمر، آية: 3.
[8] أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الرياء، ح 16.
[9] سورة يوسف، آية: 53.
[10] أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، ح 2.
[11] سورة النساء، آية: 100.

احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية