منهجية الإمام الخميني في الوصل والفصل السياسيين
التاريخ: 12-09-2008
منهجية الإمام الخميني في الوصل والفصل السياسيين قد تكون تحديد وجهة الصراع وتمييز العدو الحقيقي عن غيره من أهم سمات وملامح الذكاء القيادي الذي يكشف عن مؤهلات القادة الكبار والمصلحين العظام، وفي حياة السيد الإمام الخميني -رحمه الله- تبدو هذه القضية واضحة إلى حد متميز ومتفرد يكشف عن وعي ثاقب وبصيرة نافذة تمتع بهما الإمام في ما يرتبط بتحديد أولوياته الإستراتيجية، ولاسيما في ما يتعلق بأهم قضية على الإطلاق في رسم السياسة الإستراتيجية، والمتمثلة في تحديد الأعداء وحشد الطاقات ضدهم، وتمييز الأصدقاء وجمعهم على كلمة سواء، وهي قضية أحسب أننا سندرك أهميتها من خلال استعراضنا للنقاط التالية: 1- أهمية المعرفة الإستراتيجية في تحديد توجهات الصراعات الدولية: قال تعالى: {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا} [النساء 45]
منهجية الإمام الخميني في الوصل والفصل السياسيين
قد تكون تحديد وجهة الصراع وتمييز العدو الحقيقي عن غيره من أهم سمات وملامح الذكاء القيادي الذي يكشف عن مؤهلات القادة الكبار والمصلحين العظام، وفي حياة السيد الإمام الخميني -رحمه الله- تبدو هذه القضية واضحة إلى حد متميز ومتفرد يكشف عن وعي ثاقب وبصيرة نافذة تمتع بهما الإمام في ما يرتبط بتحديد أولوياته الإستراتيجية، ولاسيما في ما يتعلق بأهم قضية على الإطلاق في رسم السياسة الإستراتيجية، والمتمثلة في تحديد الأعداء وحشد الطاقات ضدهم، وتمييز الأصدقاء وجمعهم على كلمة سواء، وهي قضية أحسب أننا سندرك أهميتها من خلال استعراضنا للنقاط التالية:
1- أهمية المعرفة الإستراتيجية في تحديد توجهات الصراعات الدولية: قال تعالى: {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا} [النساء 45].
لعلّ أهم عناصر النجاح والفوز والانتصار في أيّة معركة أو مواجهة يخوضها الإنسان في مواجهة الآخرين هو قدرته على معرفة عدوه وتشخيصه وتمييزه عن الصديق، لأن الخلط الذي يمكن للإنسان أن يمارسه في هذا المجال يؤدي إلى الوقوع في خسائر فادحة قد لا يمكن تعويضها، وهو الأمر الذي أراد النص القرآني الكريم المتقدم أن يشير إلى أهميته عبر تذكير المؤمنين بأن الأعرف والأقدر على تشخيص أعدائهم هو الله تعالى، لكونه الخالق والمدبر والمطلع على شؤون الوجود كله، ولذلك قال سبحانه: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ w أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك 13-14].
ولا شك أن القدرة على التشخيص الدقيق للأعداء ومعرفتهم بذواتهم وصفاتهم، تعدّ أهم أجزاء «المعرفة الإستراتيجية» وهي المعرفة التي توصل الإنسان إلى النصر في كل معركة يدخلها مع عدوه، وتقوم على معرفة كاملة بطرفي المعركة، والمتمثلين في الذات والعدو، ولأن الشيطان هو عدو الإنسان الأول فقد قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر 6]، وهذا التحديد الإلهي لهذا العدو إنما ينطلق من كون الشيطان قد اتخذ الإنسان عدواً منذ اللحظة الأولى لخلقه وتكوينه، كما حكى تعالى ذلك بقوله: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا w قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً w قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا} [الإسراء 61-63].
ولأن الحق تبارك وتعالى لا يمكن أن يخادع الإنسان أو يغرر به في تعريفه بعدوه وتحذيره منه، كان البيان القرآني واضحاً وصريحاً ومباشراً في تحذير الإنسان حتى من أقرب المقرّبين إليه، ممن يمكن أن يتحولوا إلى أعداء له يضرّونه من حيث لا يشعر، فقال عزّ اسمه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ .. } [التغابن 14].
ولأن معرفة العدو والتي يفترض أن تسبق بمعرفة الذات هي أسّ وأساس المعرفة الإستراتيجية التي تقطع بالإنسان نصف الشوط باتجاه النصر والفوز، فقد قال قديماً «سون تزي» صاحب كتاب «فن الحرب» في هذا الشأن: (من يعرف عدوه ويعرف نفسه يضمن النصر في مائة معركة، ومن يعرف نفسه ولا يعرف عدوه ينتصر مرة وينهزم مرة، أما من لا يعرف نفسه ولا يعرف عدوه فلن يعرف طعم النصر على الإطلاق) [سون تزي: فن الحرب، ترجمة: هشام موسى المالكي، ج1، ص 177 ].
واليوم يجري «الشيطان الأكبر» الأمريكي محاولة لتحوير وتحريف توجهات الصراع بين الفرقاء في العالم، فيعمل على تحويل المعركة من صراع بين الأغنياء الجشعين في الشمال والفقراء المعدمين في الجنوب، إلى صراعات أخرى في مختلف الاتجاهات، (وقد لا حظ بيريز دي كويلار بوصفه رئيساً للجنة العالمية للتنمية والثقافة بأن هناك تطابقاً بين خريطة الصراعات الثقافية وخريطة اللامساواة الاجتماعية والتخلف. وتوضح الأرقام التي نشرها مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أنه في ربع القرن الممتد من 1965 إلى 1990 ازداد نصيب 20? الأكثر ثراء من دخل العالم من 69? إلى 83?، وفي عام 1965 كان متوسط دخل الفرد بين 20? الأكثر ثراء يزيد 31 مرة على متوسطه لدى 20? الأكثر فقراً، وفي 1990 ازداد هذا الفارق إلى 60 مرة، وفي عام 1997 أصبح 20? من سكان العالم أغنى 74 مرة من أفقر فقراء العالم) [محمد سعدي: حول صراع الحضارات، ص 77-78].
2- الوجهة الحقيقية للصراعات الدولية في القرن الحادي والعشرين: قال الله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ w وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ w وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}[القصص 4-6].
ظل البشر يتصارعون بدوافع مختلفة، الأكثر منها كان يرتبط بتضارب المصالح والنفوذ، والقليل منها كان ينشأ بحكم تناقض الرؤى والأيديولوجيات، ومهما كانت الدوافع فالذي كان يبرز هو قيام الصراع واحتدامه بين البشر منذ لحظة الخلق الأولى للإنسان وتمكينه في الأرض، كما يشير تعالى إلى ذلك بقوله: {قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}[الأعراف 24].
ولا شك أننا في مطلع القرن الحادي والعشرين قد أقحمنا في صراعات متنوعة ومتضاربة تتخذ في كل لحظة منحى معين، ثم تعود لتكشف عن عوامل خفية تتحكم في هذه الصراعات وتستهدف تسييرها وتوجيهها ضمن مسار آخر، فما هي الوجهة الأساسية والحقيقية للصراعات الدولية والعالمية في عالمنا المعاصر؟ وهل ستكون في الأكثر صراعات بين الشرق والغرب كما تريد أن توحي نظرية صراع الحضارات الأمريكية؟ وبالتالي يمكن أن تكون بين الدين والعلمانية؟ أو حتى بين الإرهاب والتطرف من جهة وبين التسامح والانفتاح من جهة أخرى؟ أو هي بعبارة أخرى بين البرابرة والمتحضرين؟ أم أنها ستكون في الحقيقة بين الشمال والجنوب كما هو واقع الأمر؟ ووفق ذلك ستكون بين الفقراء والأغنياء، أو بين المستضعفين والمستكبرين. وهو المنحى الذي تستدعيه نظرية المحافظة على توزيع الثروة ضمن معادلة 20/80 التي أسس لها كيسنجر اليهودي.
وفي هذا السياق فإن التوجهات السياسية التي تريد أن تجعل من الأديان سبباً للصراعات هي مراوغات لحرف حقيقة الصراع بين بني الإنسان، لأن (الاختلافات الثقافية والدينية لن تكون هي منبع النزاعات. بل إن تنازع وتضارب المصالح التي يتم الدفاع عنها من طرف مختلف الدول هي التي تنتج نزاعات مسلحة وحروب اقتصادية وبتعبير غراهام فولر: «إن الصدام الحضاري لن يكون حول المسيح أو كونفوشيوس أو الرسول (ص) بل على سوء توزيع الثروة والقوة والتأثير) [محمد سعدي: حول صراع الحضارات، ص 74].
وتوجه الصراعات العالمية والدولية هذه الوجهة النفعية هو ما تقتضيه طبيعة المنطق السلطوي الفرعوني، الذي أشار إليه النص القرآني الذي افتتحنا به الحديث، وإذا ما كانت القوى السلطوية المهيمنة في عالمنا اليوم تحاول خداع الرأي العام بإدعاء أن الصراع بينها وبين الآخرين يدور حول قضايا عقائدية أو ثقافية فهو ما كان يفعله فرعون وجهازه الإعلامي بالأمس حينما كان يزعم محاربة موسى (ع) خوفاً على الأمة من الفساد، كما بيّن تعالى ذلك بقوله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}[غافر 26].
وعلى هذا الأساس فإن الصراع السياسي العالمي ليس بين الغرب والشرق كمنظومتين ثقافيتين، وإنما هو بين الشمال الغني المترف والجنوب الفقير البائس، وفي هذا الصدد (يقول هنري تانك في هذا الإطار: »إن الدين هو بمثابة وقود وليس بمحرك للصراعات التي هي في غالبيتها سياسية، قومية أو بكل بساطة هوياتية» ومن هنا فإن الأديان والثقافات مجرد وسائل توظف لإدارة الصراع والتعبير عنه والتعبئة له وتأجيجه في بعض الأحيان، لذلك فإن الاختلافات الثقافية كثيراً ما تقوم بدور التغطية عن الأسباب الحقيقية للصراعات) [محمد سعدي، ص 75].
3- الإمام الخميني وتحديد وجهة الصراعات الدولية المعاصرة: قال الله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص 5-6].
لا يمكن المجادلة أبداً في وضوح رؤية الإمام الخميني -قدس الله نفسه الزكية- تجاه محوري الصراع ووجهتيه في عصرنا الراهن، وقد أوردت النص القرآني المتقدم لكي أقول وبكل وضوح وإصرار: إن الإمام الخميني لم تختلط عليه الأوراق -كما اختلطت على الكثيرين سواء من القادة الدينيين أم السياسيين- تجاه مسألة تمييز الأعداء من الأصدقاء، وتحديد الخانة التي على الإنسان أن يقف فيها في مواجهة المتغيرات التي تعصف بعالمنا، وسياسة المحاور التي باتت تتحكم في إدارة المعادلة السياسية وفق معطيات القوة والثروة، إذ اختط الإمام الراحل لنفسه وللجماهير من ورائه ثنائية متميزة تقوم على أساس التفريق بشكل جوهري واستراتيجي بين المستضعفين والمستكبرين بوصفهما قطبي رحى معادلة الصراع السياسي في عالمنا المعاصر، وقد استعاد واستذكر الإمام الخميني هذه الرؤية كما هو واضح من النص القرآني الذي أعاد موضعة الصراع بين البشر وفق ثنائية الاستكبار والاستضعاف، ولم يحد الإمام الخميني عن هذا المنهج، بل كان معلماً بارزاً من معالم حركته السياسية والإصلاحية، ولنصغ إلى بعض كلماته المباشرة التي قالها عن محوري الصراع ووجهتيه:
أولاً: حديث الإمام عن الاستكبار والمستكبرين: وهو حديث يطفح بكل معاني التحدي والمواجهة، ولا يخلو أبداً من تحديد المستكبرين بوصفهم الجهة التي تتحمل مسؤولية كل عناء وشقاء يعيشهما الإنسان بغض النظر عن دينه وجنسه وموقعه، ولذا كان يقول: (إن كل المشاكل التي تعاني منها الشعوب هي بسبب القوى الكبرى)، ويقول: (إن تكليفنا هو الوقوف بوجه القوى الكبرى، ونحن نملك القدرة على ذلك)، ولا يتناسى مهمة توحيد كل القوى المستضعفة في العالم في مواجهة كل قوى الاستكبار والظلم والطغيان فيتحدث قائلاً: (الهدف واحد، وهو القضاء على القوى الكبرى)، ويقرن ذلك برفض منطق الوصاية والهيمنة الذي أرسته قوى الاستكبار العالمي في علاقتها بالآخرين، فيخاطبهم بالقول: (لتعلم القوى الكبرى أن اليوم ليس كالأمس الذي كانت فيه الشعوب كالحكومات تنسحب عن المواجهة نتيجة كلمة زجر بسيطة)، ويضيف قائلاً: (نحن لا نخاف الدول الكبرى، رغم خلو أيدينا من كل تلك الأسلحة القاتلة، فإيماننا يعصمنا من الخوف).
ثانياً: حديث الإمام عن الاستضعاف والمستضعفين: وهو الحديث الذي كان يتملك على الإمام -قدّس سرّه- كل مشاعره وأحاسيسه، مما يدفعه للعمل على استنهاض المستضعفين وتحفيزهم للحركة في كل مناسبة مذكراً إياهم بالوعد الإلهي لهم بالاستخلاف في الأرض، فيقول: (يا مستضعفي العالم .. انهضوا واتحدوا، واطردوا الظالمين فإن الأرض لله، وورثتها هم المستضعفون)، ويحدد الإمام الراحل المسلمين بوصفهم رأس الحربة في مواجهة قوى الاستكبار العالمي فيستنهضم قبل غيرهم بالقول: (يا مسلمي العالم .. وأيّها المستضعفون الرازحون تحت سلطة الظالمين .. انهضوا واتحدوا ودافعوا عن الإسلام وعن ثرواتكم، ولا تخشوا ضجيج المستكبرين)، ويوازي الإمام بين الإسلام كعقيدة ودين وبين الدفاع عن مصالح المستضعفين فيقول: (لقد جاء الإسلام من أجل المستضعفين وأولاهم الأهمية الأولى)، وانطلاقاً من ذلك يرفض الإمام الخميني المساس بهذه الأولوية فيقول: (لا أبقانا الله لذلك اليوم، الذي تتخلى فيه سياستنا وسياسة مسئولي بلدنا عن الدفاع عن المحرومين وتلتزم حماية أصحاب رؤوس الأموال).
الخلاصة الأخيرة: أرى أنه من خلال هذه المقالة أعدنا تثبيت المواقع التي طالما أكّد عليها الإمام الراحل في مهمة الصراع بين قوى الخير وقوى الشر في عالمنا المعاصر، وهو التأكيد الذي لم ينجر صاحبه -ولا لحظة واحدة- لدوافع الصراعات الجانبية فيندفع في فتح معارك جزئية مع أعداء مؤقتين يعملون على شغل الإنسان المصلح عن معركته الحقيقية مع الرؤوس الكبيرة، وهي مسألة غاية في الدقة والأهمية، لاسيما بلحاظ ما نشهده من أخطاء إستراتيجية وكبرى يندفع لارتكابها والوقوع فيها العديد من القادة الدينيين والسياسيين، وكذا العديد من الجماعات الدينية والحزبية والفئوية والطائفية، ممن ينجح الأغبياء أو الخبثاء لاستجرارهم لمعارك صغيرة تضعف جبهة المستضعفين ممن ينبغي أن يصطفوا كلهم في جبهة واحدة على اختلاف مشاربهم وأديانهم وتوجهاتهم ومواقعهم في مواجهة قوى الاستكبار العالمي التي تعيق عالمنا من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه عن تحقيق نهضة إنسانية جديدة يشترك في الانتفاع بكل ثمارها ومصالحها كل البشر، وهي النهضة الحقيقية التي اعتبر الإمام الخميني يوم تحقيقها يوم عيد وبركة على شعوب العالم أجمعها فقال: (إنه ليوم مبارك ذلك اليوم الذي تزول فيه سلطة الدول الكبرى عن شعبنا المظلوم وسائر الشعوب المستضعفة، وتصبح فيه كل الشعوب قادرة على تقرير مصيرها بنفسها) [مصدر كل أقوال الإمام الخميني: الكلمات القصار: مؤسسة نشر وتنظيم آثار الإمام الخميني، دار الوسيلة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1995م.
احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية