الإمام الخميني رائد الاستقلال والاكتفاء الذاتي
التاريخ: 26-12-2007
الإمام الخميني رائد الاستقلال والاكتفاء الذاتي بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
الإمام الخميني رائد الاستقلال والاكتفاء الذاتي
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين..
في الذكرى التاسعة عشر لرحيل الإمام الخميني قدس سره الشريف، حيث تتجدد الذكرى بكل ما يحمله اسم روح الله من رساليةٍ وأهدافٍ وإنجازات عشناها ونعيشه وسنظل بإذن الله معها ما دامت تعيش أمانينا وتطلعاتنا إلى الحرية والأمل والغايات الشريفة.. وهنا لا يسعني إلا أن أتقدم بالتعازي لكم جميعاً.. وأسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى حفظ ودائعه، وحضور تسليم راية النصر إلى إمام الزمان أرواحنا فداه..
ها نحن على مشارف عقدين من الرحيل المؤلم، ولا زلنا نحتفل بهذه الذكرى.. ولا زالت تغمرنا حرارة العشق لروح الله، ولأهدافه ولتطلعاته.. إلى أن تماهينا فيه.. لنجد أنفسنا ونحن نتحدث ونتكلم ونتعاطى مع الحدث وعندما نصوغ مواقفنا وخطابنا فيها وكأننا روح الله.
وهنا تتداعى الذكريات لتتداعى فيها الأسئلة، حيث الآخر يقف ما بين الوجوم وببين المماحكة الفكرية ليصوغ سؤالاً بحجم المناسبة قائلاً:
لماذا كل هذه الحماسة وكل هذا الحديث في كل عام عن الإمام الخميني كلما عاودت ذكراه؟!.. هل بهدف إثارة انتباه الآخرين الذين لم يشدهم الإمام الخميني من خلال صياغة حضورٍ جديدٍ كلما صاغت المتسجدات جديداً، لنقول بأن للخميني يداً في صناعته؟! أم العمل على إضاءة الطريق لقراءة ذلك الحضور الذي عمل الإعلام المعادي) وما أضخم وسائله وأعظم نفوذه) على تغييبه، وسدَّ كلا الطرق والمنافذ أمام الآخرين كي لا يتعرفوا عليه كما هو صانعٌ.. كما هو مشروعه.. كما هي أهدافه؟!!..
سؤال كبير جداً، وخطيرٌ أيضاً، دفع إليه قراءة الآخر للمناسبة، حيث ما بين سطوره يفصح عن مراميه عندما أقرأه في ردة فعله، وفي تعاطيه ببرود مثيرٍ مع مناسبة بحجم الاحتفاء بصانعٍ كروح الله..
حضورٌ صانع الملاحم
قراءة ذلك الحضور والآفاق التي يتحرك فيها يدخل في إطار صانع الملاحم المعاصرة، حيث هي الأكثر تأثيراً في مصير الأمم والشعوب لحضوره وحضور وعيه ودينامكية أدائه في صناعة التحولات الكبرى في صناعة مفاهيم وقيم جديدة في إدارة المعارضة وإقامة الدولة والسلم والحرب.. وعلى رأس تلك الصناعات الكبرى صناعته التي أسماها في وصيته المباركة بـ(الوديعة الإلهية)) ( فاليوم يتعين على شعب إيران خاصة، و كل المسلمين عامةً بذل كامل الوسع لحفظ هذه الأمانة الإلهية((، وهو النظام الإسلامي)) التي أُعلنت رسمياً في إيران، وحققت في فترة وجيزة نتائج عظيمة، كما أن عليهم السعي في طريق إيجاد موجبات بقائها وإزالة العواق والعقبات عن طريقها((، ذلك أن ))ثورة شعب إيران الإسلامية تمتاز عن كل الثورات في النشأة وفي كيفية النضال((، حيث تعيش بخصوصية شيعية علوية حسينية صادقية، تحدث عنها في مقدمة وصيته بعبارات )) نحن نفخر بأننا أتباع مذهب أسَّسه رسول الله بأمرٍ من الله تعالى، فيما كُلِّف أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ – هذا العبد المحرر من جميع الأغلال- بتحرير البشرية كافة من كافة القيود والعبوديات.. نحن نفخر بأن الأئمة المعصومين هم أئمتنا، بدءاً من علي بن أبي طالبٍ وختماً بمنقذ البشرية الإمام المهدي صاحب الزمان(عليهم آلاف التحيات والسلام) وهو بقدرة الله القادر حيٌّ يراقب الأمور.. نحن نفخر بأن منا باقر العلوم، وهو أعظم شخصية تارخيية ما عرف منزلتها ولا يستطيع معرفتها إلا الله تعالى ورسوله صلى الله وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام.. نحن نفخر بأن مذهبنا جعفريٌّ وأن فقهنا – ذلك البحر الذي لا حدَّ له _ أثر من آثاره-.. نحن نفخر بجميع الأئمة المعصومين(عليهم السلام) ونلتزم باتِّباعهم)).
حيث يدخل الإمام في كل مفردات أمتنا المعاصرة، كـ: اللاشرقية واللاغربية، الألطاف الإلهية، والمدد الغيبي، وإسرائيل غدة سرطانية، الموت لأمريكا، أمريكا الشيطان الأكبر، بل تجاوزنا ذلك لنعيش مناسبات لا يتوقف احتفال النظام السياسي في إيران، وإنما يتجاوزه إلى الأمة كلها، كيوم القدس العالمي، وأسبوع الوحدة.
ومن هنا فنحن نستذكر في كل ذلك وعياً وإرادةً وسلوكاً وأداءً وثقافةً وخطاباً صانعاً لتاريخ كاملٍ حيث فيها كل مفردات الصناعة والبناء من ملامح ووعي وثقافة وسلوكٍ وأداءٍ، ودولة رسم كل أجندتها وأهدافها الفكرية والثقافية والسياسية، ورعى نشأة كل خطوطها الفكرية والسياسية، ليجعلنا نعيشه ونعيش وعيه وثقافته وتطلعاته بما هو أكبر من منطق الدولة السياسي وحدودها الجغرافية، فيما الدولة تعيش بخطابه وأدبياته، ولا زالت تؤثر على كل المستويات بنفس التطلع الذي كان ينشده الإمام الخميني ويسعى إليه، بل إن أشد الملفات بعد رحيله بما يشارف على العقدين سخونة هي تلك الملفات المتعلقة بذلك البناء، حيث الخمينيون يعيشون معالجتها بروحٍ وقراءة خمينيتين، وبالتحديد تلك المفردات التي صاغها الإمام الخميني كثقافة وكمشروع وكأهداف.
من هنا لا نستطيع أن نتجاهل ذلك الحضور خوفاً من ذلك السؤال، وإنما علينا أن نقرأ مفردة الإمام الخميني وأداءه الذي صنع واقعاً منفلتاً أمام عقالات الاحتيال السياسي والعصي الغليظة التي تلوح بها خصوم الأمس واليوم(أمريكا وحلفائها)، على كافة الصعد وبكل الإمكانيات المتاحة، وهي إمكانيات لا حد لها؛ لأنه لا قيمة أخلاقية تحكمهم في خصومتهم.
عادة الاحتفاء ببعض الشخصيات أن تتناولهم في الذكرى الأولى والثانية والثالثة، ثم تبدأ بإعادة صياغة الخطاب من جديد، لتمليه على السنوات اللاحقة كمادة للاحتفاء عدا النبي(ص) والأئمة المعصومين الذين صاغوا كل حياة المسلمين كأمة، إلا أنه استلهم منهم حضوره وفلسفته لتكون ذكراه إيحاءً من أولئك الصانعين العظام ليجعلها تختلف عن الاحتفاءات الأخرى، فأنت تستنفد كل ما لديك لتقوله في هذه المناسبة، لتسأل نفسك ماذا سأقول في السنة القادمة؟!.. لتأتي السنة القادمة لتجد نفسك أمام جديد تقراه في حياة الإمام الخميني في سلوكه في عطاءاته.. فإذا به آفاق رحبة تتسع لفكرك ولعقلك ما عاشت ودائعه بنفس الحرارة التي كنت تعيشها في حياته.. فإذا بتلك الودائع هي تطلعات أمة بكاملها، وأهداف أمة بكاملها، ولا توجد أمة حية تفرط في مكتسباتها، وهذه الذكرى هي العود إلى صانع الذكرى بتلك الودائع ليكون الحديث من جديد عن عطاءات تلك الودائع.
إنها أمة روح الله
هذا الموضوع هو ذاته مادة هذه المقالة، وأتمنى أن تكون حيث يرجى منها، لأنني أريد منها الحديث عن الإمام الخميني الذي صنع هذه الأمة بخصوصيتها هذه التي أتعبت كل الخيارات الأمريكية ومن يعمل معها أو يعمل كعملها في السيطرة على ظاهرة اسمها الخمينية، ولا زال يصنع الواقع الجديد لأمته حكومة وشعباً، وسائر الشعوب الإسلامية من خلال حضور خطابه ومفرداته في كل أداء المسؤولين الإيرانيين القياديين.
مادة هذا المقال: هو الإمام الخميني رائد الاستقلال والاكتفاء الذاتي في القرنين الأخيرين لهذه الأمة، بالرغم من أن مشوارها لكي تكون في مصاف الأمم المتقدمة ليس بالقصير، إلا أنه لكي تظل أمة محترمة وذات قيمة فلا بد من أن تتعامل مع هذا الخيار كقدر..
رأينا استقلاليين لا يمكن تجاهلهم كغاندي وجمال عبدالناصر؛ إلا أن نقص تجربتهم جعل الاستقلال ناقصاً، وحضوره بزمن حضورهم، لتتلاشى أهدافه بغيابهم، لأنهم لم يصنعوه لأمتهم كثقافة وتاريخ، وإنما كسياسية وخيار يمكن لغيرهم أن يكون غيره، أو أنه لم يصل لأمتهم كذلك، فانتهى حيث انتهوا.
وهذا ما يجعل بعض المشاهد المتتالية في السلبية محبطة، تهدُّ عزائم قيادات أمم مجتمعين عندما يتحركون على أساس الفاعلية على ضوء النتائج المباشرة لأي عملٍ، كظاهرة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة أبي عمار(ياسر عرفات)، ومعمر القذافي، وهذا يعود إلى منطق الاستلهام ومرجعية الحراك الذي يقوم على أساسه كل أداء.
عودة التاريخ.. والذي يحفل بمرجعيات حراكٍ لا يعرفون سوى النصر أو الشهادة.. فإلى أين سيرجع الإمام الخميني؟ وأيها سيشكل منشأ استلهامٍ له ولأهدافه وقيمه ورساليته؟!..
لو لم تتعرف على تلك المرجعيات، وحصرت تعرفك على روح الله.. وعلى أهدافه وقيمه، وهوية صناعتها فإن بوصلتك لن تخيب قراءتها عندما تجدها تتجه إلى صوب رسول الله(ص) والأئمة المعصومين، الذين أثروا معنى التعاطي الروحي والأبوي مع أمة تبحث عن ذاتها في أنسقة تتقاذفها هنا وهناك.
هذه الثقافة تولدت من مفهوم عقائديٍ مرتبطٍ بالله، كثيراً ما ألح الإمام الخميني عليه، وأكده كثيراً في خطاباته، وهو الإمداد الغيبي، والألطاف الإلهية بهذه الأمة وبهذا الشعب المظلوم والمرابط.
وقد استلهم الشعب وقادته كل هذه المعاني، ولم ترَ تراجعاً أو ضعفاً أو وهناً إلا بقدر ما ضعف هذا الإحساس لدى المتصدين.
من هنا فإنه تستوقفني عبارات خمينية اشتهرت لتكون مثلاً ومثالاً، من ذلك قولته العظيمة: شهر محرم.. شهر انتصار الدم على السيف، وقولته: كل ما لدينا من عاشوراء.. وقال: ثورتنا هذه شرارة من شرارات عاشوراء.. وقال: كل ما لدينا من دعاء صاحب الزمان.. وعندما قيل له إن أمريكا أعلنت الحصار ضدنا، قال: سنصوم، وعندما قيل له إن صدام اكتسح وقتل ودمر قال: الخير فيما وقع.
والملفت أن هذه العبارات لم تنطلق من تصورٍ متعجلٍ أو تعاطٍ غيبيٍ محضٍ لظاهرة تفاعل الشعب معها في استجابته المنقطعة النظير لنداء لزعيمه التاريخي، وإنما قرأها حيث هي في وعي شعبه.. وقرأها الشعب فيه حيث هو من يبحث عنه في قاموس عزته وأنفته وكرامته، ذلك لأن تلك المفاهيم والعقائد التي آمن بها هو وآمنت وأمَّنت عليها أمته هي مفاهيم وعقائد صانعة بذاتها، ولا تحتاج إلا لقيادة تحمل تلك المفاهيم لتعيش بها وتترجمها وعياً وثقافةً وسلوكاً.
ومن أشهر العبارات التي حفظها الصغير والكبير، والتي صنعت تاريخاً مليئاً بالنصر والإنجازات الضخمة: الخير فيما وقع..
قالها عند دخول جحافل النظام البعثي الصدام الأراضي الإيرانية.. حيث بحار الدماء والدمار الشامل الذي أصاب كل المناطق الحدودية تقريباً!.. كيف يقول الإمام هذه العبارة، وقد صنع من كل ذلك الملاحم والانتصارات المتلاحقة في وقت نسيت أمتنا معنى النصر أو طعمه؟!..
تحدث الشهيد مطهري عن ذلك في أنه يعود إلى وعي الإمام لأمته، ومعرفته بها في أنها قادرة على صنع الملاحم والتحولات الكبرى في تاريخها، إلى الحد الذي لم يدركه سواه، وذلك يوم كان الإمام في فرنسا، وقد قام الشاه بسفك الدماء بلا هوادة، والخشية من أن يتململ الشعب يتعب من هذه التضحيات، قال: أنا أعرف بالشعب الإيراني منكم، وهذا ما اتضح بكل عظمة في وصيته)) إنني أدعي وبجرأة أن شعب إيران بجماهيره المليونية في العصر الحاضر هو أفضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، وشعب الكوفة والعراق على عهد أمير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليه))..
بعد كل تلك التضحيات، انتصر الشعب الإيراني ليستقبل الإمام الخميني خمسة ملايين إيراني في مطار مهراباد، ليرافقوه إلى جنة الزهراء، حيث اجتماع بناة الثورة تحت الأرض، والموعودون بالنصر فوقعها ((كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي)).. أولئك شهداء الثورة الإسلامية، ليقف الإمام الخميني عندهم، ويتعهد ببناء آمالهم وطموحاتهم التي وعدهم بها من هناك.
فإذن عبارة: ((الخير فيما وقع)) قامت على أساس معرفة حقيقية بهذا الشعب وبهويته وبقدرته على التضحيات، وتحمل الآلام من أجل أهدافه وتطلعاته، التي يريد أن يعيشها كما يشتهي.
وهذا ما حصل.. حيث ثمان سنوات عجاف، ارتكب فيها النظام البعثي أبشع الجرائم وأكثرها خسة ودونية، وفي ظل حصارٍ ودعم دولي وعربي لا محدود، فيما الشعب الإيراني لا زال إلى آخر لحظة من لحظات الحرب متماسكاً معطاءً في سبيل عزته، وفي سبيل وحدته وتقرير مصيره، ومنضوياً تحت لواء زعيمه.. وإن تعب البعض منهم، فإنه لم يعمل على الإساءة إلى قيادة زعيمه، لأن غيره لا زال في الميدان يقدم التضحيات.. ولذلك شاهد العالم ملحمة تشييع ذلك الزعيم، بما أذهل كل المحللين والمتابعين، وأكثر من ذلك قدرته على التعايش مع زعامة جديدة ليس لها ذات الكاريزما ولا التاريخ ولا الصناعة، ولكن لأنها صناعة خمينية وإرادة خمينية، وأمنية خمينية عاشها حيث تناثرت عبارات تلك الأماني لتحقق لهم تلك العبارات ما كان ينشدها روح الله، وما كانت أمته تنشده لينقلها إليه.
فبقدر ما كان يؤكد الإمام الخميني على موقف ((اللا شرقية والا غربية)) فإنه يؤكد على أن ذلك الخيار لا يكون إلا بالسعي الجاد إلى الاستقلال والاكتفاء الذاتي في بناء الوطن وما يجعله في حمى ذاته، حيث يقول: ((وأنتم المسلمون المتمسكون بالقيم الإسلامية ترون كيف أن الانفصال والانقطاع عن الشرق والغرب بدأ يظهر بركاته، فقد نشطت العقول المفكرة المحلية، وهي تتقدم باتجاه الاكتفاء الذاتي، وما كان يصوره الخبراء الخونة الغربيون والشرقيون لشعبنا بأنه مستحيل، تحقق اليوم بشكل ملحوظ بأيدي وعقول أبناء الشعب، وسيتحقق على المدى البعيد بشكل تام بمشيئة الله تعالى)).
ويخص ذلك بتوصية خاصة بقوله: ووصيتي للجميع هي أن تسيروا ذاكرين الله تعالى نحو معرفة الذات والاكتفاء الذاتي، والاستقلال بكافة أبعاده، ولا شك أن يد الله معكم ما دمتم في خدمته متمسكين بروح التعاون من أ<ل رقي ورفعة الدولة الإسلامية.
ليختم وصيته بقوله: إنني ومع ما أراه في الشعب العزيز من يقظةٍ ووعيٍ والتزام وتضحية، وروح مقاومة وإصرار، وصلابة في طريق الحق، ولدي أمل أن تنتقل هذه القيم الإنسانية إلى أعقاب هذا الشعب، وتربو جيلاً بعد جيل بفض الله تعالى.
ويقول في آخر كلامه : وآمل من أبناء الشعب أن يقبلوا عذري عن القصور والتقصيرات، وأن يواصلوا بقوةٍ وإرادة راسخة التقدم إلى الأمام، وليعلموا أن رحيل خادمٍ لن يحدث ثغرة في سد الشعب المنيع، فهناك خدمة أسمى وأرفع حاضرون للخدمة، و الله حافظ هذا الشعب ومظلومي العالم.
مدة عشر سنوات بمنسوب الحرارة لهذا الأداء والإصرار والإرادة مع الدعوة دائماً إلى الإبداع والاختراع أوجد لدى الشعب حساً قوياً وعتياً أمام أي إعصار في إحساسه بذاته وبناء قدراته بالاعتماد على ما يختزنه من طاقات عرفها لديه من خلال روح الله استطاع أن يواجه بها كل التحديات من أجل تقدمه ورقيه.. ولهذا أتخم الشعب كل حقوله بجيوشٍ جرارة من العاملين تحت شعار الخدمة والتضحية والإبداع من أجل وديعة روح الله، ليفسر كلامه بأنه رحيل خادم لن يحدث ثغرة في سد الشعب المنيع.
بعد قرابة عقدين من رحيل الإمام الخميني، حيث لم يبقَ سوى عامٍ واحدٍ لرحيل الإمام لرحيله ويكمل عقدين كاملين وإذا التقدم والاكتفاء الذاتي يسير بخط سريعة وثابتة على كافة الصعد، وخصوصاً تلك الصعد الأكثر جدلاً وتصوراً بأنها من مختصات الأمم المتحضرة والدول الكبرى.. حيث القدرات النووية، وتخصيب اليورانيوم، وصناعة الطائرات المقاتلة والمدنية، والدبابات إلى تقنية الاستنساخ والتطور المذهل في المستوى الطبي.
أي دولة وأي أمة لا تستطيع أن تعيش في ظل حصار قاصم للظهر ثلاثين عاماً، تكبر في ظله وتتحدى كل الوسائل الحقيرة المفروضة عليها لكي تتوقف أو تستسلم..
إنها أمة روح الله.. فأي مجال جربوها فيه وكسروا إرادتها عزيمتها؟!
احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية