Skip to main content

الحج في توجيهات الإمام الخميني (قدس سره)

التاريخ: 10-12-2007

الحج في توجيهات الإمام الخميني (قدس سره)

 الحج في توجيهات الإمام الخميني (قدس سره) بسم الله الرحمن الرحيم دعا الإمام الخميني(قده) إلى فهمِ أبعادِ الحج الإبراهيمي للاستفادة منها، فقال(قده) «إنّ على المسلمين الذين يحملونَ رسالةَ الله تعالى أن يستفيدوا من المحتوى السياسي والاجتماعي للحج إضافةً إلى محتواه العبادي، ولا يكتفوا بالمظهرِ الخارجي»

 الحج في توجيهات الإمام الخميني (قدس سره)

بسم الله الرحمن الرحيم

دعا الإمام الخميني(قده) إلى فهمِ أبعادِ الحج الإبراهيمي للاستفادة منها، فقال(قده) «إنّ على المسلمين الذين يحملونَ رسالةَ الله تعالى أن يستفيدوا من المحتوى السياسي والاجتماعي للحج إضافةً إلى محتواه العبادي، ولا يكتفوا بالمظهرِ الخارجي».

1- البُعدُ المعنوي

وركَّزَ الإمام(قده) في توجيهاتِهِ على البعدِ المعنوي قائلاً«إنَّ البعدَ السياسي والاجتماعي للحج لا يتحقّقُ إلا بعدَ أن يتحققَ البعدُ المعنوي» .

وفي هذا ألفتَ الإمامُ إلى ضرورةِ التنبُّهِ إلى أنّ الحجَّ هو سفرٌ إلى الله تعالى ووفادةٌ إليه. فقال(قده): «إن سفرَكُم الذي يبدأٌ من حين التهيؤ هو وفادةٌ إلى الله، سفرٌ إلى الله... في الميقاتِ الذي تذهبون إليه تلبّون فيه نداءَ الله، وتقولون لبّيكَ اللهم لبّيك، يعني أنتَ تدعونا ونحن نجيبُ الدعوةَ، معاذَ الله أن تقوموا بعملٍ لا يرضاهُ الله تبارك وتعالى . . . هذا السفرُ سفرٌ إلى الله، وليس سفراً إلى الدنيا، فلا تلوِّثوه بها».

ودعا الإمامُ(قده) إلى ضرورةِ الإخلاصِ في هذه الفريضةِ المباركة قائلاً: «إن أهمَّ الأمورِ في جميعِ العباداتِ هو الإخلاصُ في العمل... ولينتبهِ الحجاجُ المحترمون وليواظبوا على عدمِ إشراكِ غيرِ الله في أعمالِهم، إن الجهاتِ المعنويةَ للحجِّ كثيرةٌ، والمهمُ أن يعرفَ الحاجُ إلى أين يذهب؟ ودعوةَ مَنْ يلبي؟ وأنّه ضيفُ مَنْ؟ وما هي آدابُ هذه الضيافة ... وليعلمَ أن الغرورَ والنظرةَ الذاتية لا يجتمعان مع حبِّ الله وطلبِِه، ويتناقضان مع الهجرةِ إلى الله، وبالتالي تكونان سبباً لنقصِ معنوياتِ الحج، وإذا ما تحقّقت هذه الجهةُ المعنويةُ والعرفانيةُ للإنسانِ، وإذا ما تحقّقت لبيكَ صادقةً، مقرونةً بنداءِ الحق تعالى، حينها ينتظرُ الإنسانُ في جميعِ الميادين السياسيةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ، وحتى العسكرية، ومثلُ هذا الإنسان لن يعرفَ الهزيمة».

وذكر الإمامُ الخميني (قده) إن هذا البعدَ المعنويَّ للحجِّ يتوقفُ على أدائِهِ صحيحاً على طِبقِ الشريعةِ المقدسة ِفقال: «إن المراتبَ المعنويةَ للحجِ هي رأسُمال الحياة الخالدة وتقرّب الإنسانَ من أفقِ التوحيدِ والتنـزيه، وسوف لن نحصلَ على النتيجةِ ما لم ننفّذ أحكامَ وقوانينَ الحج العباديةِ بشكلٍ صحيحٍ ولائقٍ وشعرةٍ بشعرة».

2- البعدُ الاجتماعي

وتحدَّث الإمامُ الراحل(قده) عن البعدِ الاجتماعيِّ للحجِّ قائلاً: «إن إحدى الفلسفاتِ الاجتماعيةِ لهذا التجمعِ العظيمِ من جميعِ أنحاءِ العالمِ توثيقُ عرى الوحدةِ بين أتباعِ نبيِّ الإسلامِ، أتباعِ القرآنِ الكريمِ في مقابلِ طواغيت العالم، وإذا لا سمحَ الله أوجدَ بعضُ الحجاجِ من خلالِ أعمالهِم خللاً في هذه الوحدةِ أدَّت إلى التفرقةِ، فذلك سيوجِبُ سخطَ رسولِ الله، وعذابَ القادرِ الجبار».

3- البعد السياسي

وعنه قال الإمام الراحل (قده): «إن إحدى أكبر فلسفات الحج هي البعدُ السياسيُّ الذي تسعى أيادي الجناة لاقتلاعه».

وفي تفصيل بيان هذا البعد قال الإمام(قده): «هذا البيتُ شُيِّد للناسِ لأجل نهضةِ الناس، نهضةِ الجميع، ولأجلِ منافع الناس، وأيُّ نفعٍ أعظمُ وأعلى من جعلِ أيادي جبابرةِ العالم، وظلمةِ العالم مكفوفةً عن تسلّطِها على الدول المظلومة».

«أن يتحدَ المسلمون في ذلك المكانِ دون تكلفٍ مع الوافدين بدونِ حلقِ الرأس أفضل آلاف المرات من تزيين الكعبةِ ورفعِ بنائِها العظيم، والغفلةِ عن الهدفِ الأصلي الذي هو نهوضُ الناسِ وشهودُ منافِعِ الناس».

«إن رجمَ العقبات هو رجمُ شياطين الإنسِ والجنِ، أنتم برجمِكُم تعاهدون الله على أنْ تطردوا شياطينَ الإنسِ والقوى العظمى من بلادِكم الإسلامية، اليومَ العالم الإسلامي أسيرٌ بيد أمريكا، أنتم تحملون رسالةً من الله لأجلِ جميعِ المسلمين في القاراتِ المختلفةِ من العالم، رسالة تؤكد أن العبوديةَ إنما هي لله وحده، ولا يمكنُ أن تكونَ لأيِّ شخصٍ آخر».

«إن فريضةَ الحجِّ التي هي «لبّيك» بحق، وهجرة إلى الله إنما هي بركةُ إبراهيمَ(عليه السلام) ومحمدٍ (ص) بمعنى «لا لجميعِ الأصنام والطواغيتِ والشياطين وابنائِهِم، وأيُّ صنمٍ أكبرُ من الشيطانِ الأكبرِ أمريكا ناهبةَ العالم». «إن إعلانَ البراءةِ من المشركين تُعتبرُ من الأركانِ التوحيدية، والواجباتِ السياسيةِ للحج، فحاشا أن يتحققَ إخلاصُ الموحدين في جهنمَ بغيرِ إظهارِ السخطِ على المشركين والمنافقين».

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

احدث الاخبار

الاكثر قراءة