الإمام الخميني (رض) معجزة وليس اعجوبة
التاريخ: 07-10-2007
الإمام الخميني (رض) معجزة وليس اعجوبة اعترف باني عاجز عن استيعاب شخصية الامام الخميني (قدس) بهذا القلم الاصّم، كي اكتب بعض السطور المتواضعة تشخص بعض ملامح شخصية اسست جمهورية اسلامية فريدة في تاريخ القرن
الإمام الخميني (رض) معجزة وليس اعجوبة
اعترف باني عاجز عن استيعاب شخصية الامام الخميني (قدس) بهذا القلم الاصّم، كي اكتب بعض السطور المتواضعة تشخص بعض ملامح شخصية اسست جمهورية اسلامية فريدة في تاريخ القرن.
ولماذا هذا العجز؟ والجواب يكمن في أن شخصية الامام (رض) اذهلت من قبل عقول باهرة بل وارعشت جسوم قاهرة، فكيف لا تذهل وترعش قلب هذا القلم و صاحبه ليأتي ببيان او توضيح.
ولكن ولما كان بد من المامة خاطفة عن هذه الشخصية هي للاستطراد اقرب منها الى الاستزادة.
فقيل أن الامام (اعجوبة) القرن العشرين. ونحن نقول كان الخميني (معجزة) القرن العشرين… لان (الاعجوبة) حالة انفعالية تطورية لها ارتباط واضح بقسمات العواطف الانسانية وهي ـ أي الحالة ـ لابد أن تنتهي بانتهاء مشخصات الاعجوبة... اما (المعجزة) فهي ذلك الكيان الموجود في ظروف زمانية ومكانية يعجز العقل عن ارتياد حدوده او الاتيان بتفسير مريح دائم او مستمر له… وربما تتجدد في الحياة المعينة اعاجيب ولكن لابد أن تنتهي هذه او تلك او تنقطع بانقضاء امر الاعاجيب. ولكن يصعب تجدد المعجزة لمميزات ظرفية خاصة تحكمها، ولكن المعجزة لها امتداد واقعي تتوفر فيها مساحات عقلية رفيعة. وقد تكون الاعجوبة موضع قرف او شر، ولهذا كان للاعجوبة جانب من (الشرّية) لايمكنها أن تطال (المعجزة) التي تختزن طابع (الخيرية) دائماً. فما اوسع البون بين العواطف والمعقولات، وبين الاعاجيب والمعجزات... فالمعجزة هي التي تنطبق انطباقاً متماثلاً مع حياة الامام (رض) منذ مولده وحتى وفاته. حياة هي خلاصة الحكمة المجاهدة واختصار لصبر ثوري ضخم.
فمنذ أن وطأت حياته ارض الظروف الايرانية وهو يجابه تنويعات الحضارة الغربية المادية.
اذن كان هناك صراع بين مجتمعين يعتمدان على الانسان ولكن يختلفان في سياق تاريخه… فالمجتمع الغربي منذ بداية تكوينه وحتى وصوله الينا هو مجتمع وثني علماني صفته الانفصام النكد بين الانسان وحضارته وتنظيماته الاجتماعية وصولاً الى الحاكمية… لكن ذلك الانفصام في تكوين المجتمع الغربي، يوازيه في المجتمع الاسلامي انفصام طارىء بين الانسان ومنظوماته الفكرية… يعني بصورة أخرى أن الصراع كان بين مجتمع غربي مستديم الانفصام التنظيمي، وبين مجتمع اسلامي طارىء الانفصام نتيجة ابتعاد المسلمين انفسهم عن تحكيم القرآن في مجتمعاتهم. هكذا وجد الامام (رض) المجتمع في وضع مقلوب، فاعاده الى استوائه في ثورة مضمخة بالدماء، ونعتقد أن الامام الخميني (رض) كان هو الذي ابتكر بقوة شخصيته مفاصل جديدة لحكومة الاسلام الالهية وقرب بين الانفصام الذي كان عليه المجتمع الاسلامي في ايران، وهكذا كان الامام (رض) عبر تصريحاته التي سبقت تأسيسه للجمهورية الاسلامية، ذلك الشيخ الذي بذل الغالي والنفيس من اجل انقاذ كل انسان مستهلك غارق في ملذاته الحسية ليحيله الى انسان واع يعرف كيف يعيش الحياة.
فالامام الخميني (رض) شرع منذ اول وهلة الطريقة الحرة للثقافة الاسلامية القادرة على تخطي سيطرة الذهنية الغربية… وحين اراد الاعداء أن يشوهوا الثورة التي قادها الامام قالوا عن سوء نية انها جاهزة للتصدير، وهم يعنون تصدير الارهاب.. وهم لا يدرون أنهم بزعمهم هذا اقاموا الحجة على نفسهم لان المبادىء والعقائد تحيا فقط، واحدى السبل الكفيلة بذلك الشخصية الفذة القادرة على الاخذ بزمام المبادرة كرمز اجتماعي متفوق يعكس حضارة اسلامية طالما اثارت لاحقاب طوايا النفوس.
فالامام (رض) باشر في تجسيد التعاليم الاسلامية عبر قدرته السياسية، فاورث في النفوس الامل، واعلى في الرؤوس الهمم…. وهناك مفارقة يجب أن تذكر هنا وهي أن الامام لم يوجد الانسان المسلم الجديد، فهذا الانسان موجود حتماً، ولكنه اضاف عنصراً مهماً في ثورته وهو فهم المبدأ الذي ينبغي على الأمة أن تلتزمه وهو ما تنبه اليه الامام الشهيد محمد باقر الصدر (رض) حيث قال: (فالامة تؤمن بالمبدأ الاسلامي ايماناً اجماعياً ولكنها لا تفهمه فهماً اجماعياً. وهذا هو التناقض الذي يبدو غريباً لاول وهلة. فكيف تؤمن الامة بالمبدأ وتدين له بالولاء وهي لا تفهمه حق الفهم ولا تعرف عن مفاهيمه واحكامه وحقائقه إلا نزراً يسيراً، ولكن هذا هو الواقع الذي تعيشه الامة منذ منيت بالمؤامرات الدنيئة المستترة تارة والسافرة أخرى) (رسالتنا: ص 22) فالامام (رض) اوثق العرى بين العواطف الاسلامية والمبادىء، ليستثمرها في بناء هيكلية الحكومة الاسلامية المرتبطة بالبناء الروحي للفرد، واستعلاءً للوصول الى قيادة واعية لهموم البشر… والذين يعنون بدراسة حياة الامام (رض) سوف يندهشون ـ وحق لهم الاندهاش ـ عندما يعرفون انه خرج من الدنيا كما دخلها ولكنه اضاف المعنى الى الحياة بعد أن مسختها قوارض وتوافه...
احدث الاخبار
العميد جلالي: بنيتنا التحتية الصاروخية تحت الأرض سليمة ولم تمس
برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام
خطيب جمعة طهران: صمود المقاومة الإسلامية هو ثمرة التأسي بمدرسة القرآن الكريم
السيد الحوثي: الاستقرار لن يبقى في المنطقة ما دام الاحتلال مستمر في فلسطين
ثروة باقية؛ المقاومة في لبنان من نشوء الحالة الإسلاميّة إلى التأسيس حتى «طوفان الأقصى»
قائد الثورة الإسلامية: الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا جوهري، وليس تكتيكيا
التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام*
قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام
عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1)
الشيخ نعيم قاسم: أمريكا ليست وسيطا نزيها ودعم المقاومة واجب
الاكثر قراءة
أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي
ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي
أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)
أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)
مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
مبادئ الإمام الخميني العرفانية
أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور
شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب
تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية