Skip to main content

حل مشاكل المسلمين في نظر الإمام الخميني (قدس)

التاريخ: 07-10-2007

حل مشاكل المسلمين في نظر الإمام الخميني (قدس)

حل مشاكل المسلمين في نظر الإمام الخميني (قدس) العالم الإسلامي: المشكلة والعلاج في نظر الإمام الخميني (ره) في الذكرى الثانية عشرة لانتصار الثورة الإسلامية في إيران كنا قد عزمنا على تلمس معالم وجهة نظر الإمام الخميني الراحل (ره) حول العالم الإسلامي، أهميته، أمراضه، مشاكله، تحسين وضعه، استقلاله… إلى غير ذلك

حل مشاكل المسلمين في نظر الإمام الخميني (قدس)

العالم الإسلامي: المشكلة والعلاج في نظر الإمام الخميني (ره)

في الذكرى الثانية عشرة لانتصار الثورة الإسلامية في إيران كنا قد عزمنا على تلمس معالم وجهة نظر الإمام الخميني الراحل (ره) حول العالم الإسلامي، أهميته، أمراضه، مشاكله، تحسين وضعه، استقلاله… إلى غير ذلك. وأخذنا في تصفح كلماته الربانية، وإذا بنا نرى خطاباً قد أورده في أوائل الستينات الميلادية حول هذه الموضوع نفسه، فكفانا الله مؤونة البحث والتنقيب والتجميع.

وسنكتفي بإيراد كلامه رحمه الله دون تعليق، إذ في كلامه الكفاية، وهو رحمه الله يضع النقاط على الحروف في كلامه النير هذا، يحدد فيه عمق المشكلة، وعلاجها ـ أيضاً ـ آملين أن يوفق المسلمون إلى إدراك ما أدركه، والسير على الدرب الذي سار عليه، رجاء أن يوفقهم الله ـ عز وجل ـ إلى ما وفقه إليه من إقامة حكم الإسلام… حكم العدل والكرامة. وللتذكير فإن هذه الخطبة ألقاها سماحته في المسجد الأعظم بمدينة (قم) المقدسة أواخر صيف 1963م. وإليكم الخطبة:

إن المسلمين هم أولئك الذين عم مجدهم الدنيا، كانت حضارتهم أفضل الحضارات، معنوياتهم أعلى المعنويات، رجالهم أكمل الرجال، بلادهم أكبر مساحة من جميع البلدان، كانت لحكومتهم الغلبة والسيطرة على العالم (المستعمرون) رأوا أنه مع هذه القدرة، وهذه الوحدة الإسلامية لا يمكن فرض شيء مما يريدون. لا يمكن الاستيلاء على ذخائرهم، ولا على نفطهم، ولا ذهبهم. فكروا فرأوا أن التفرقة بين البلدان الإسلامية هي الحل.

لعل كثيراً منكم (حضار المجلس) يتذكر الحرب العالمية الأولى وماذا فعلوا فيها بالمسلمين، وبالدولة العثمانية. كانت الدولة العثمانية من القوة بحيث أنها إذا حاربت روسيا وتغلبت عليها أحياناً، إن سائر الدول لم تكن لتنافسها في هذا المجال. الدولة العثمانية كانت دولة إسلامية يمتد نفوذها من الشرق إلى الغرب. إنهم ـ الغربيون ـ رأوا أنهم لا يمكن عمل شيء مع هذه الدولة الإسلامية القوية، لا يمكن الاستيلاء على ذخائر المسلمين.

بعد أن هزموها في تلك الحرب، جزؤوها إلى دويلات صغيرة جداً، ووضعوا لكل دولة أميراً أو سلطاناً أو رئيس جمهورية. كانت الحكومات في قبضة المستعمرين والشعوب المسكينة في قبضة تلك الحكومات. بهذه الكيفية حطموا الدولة العثمانية بما لها من المجد، ولم تستيقظ البلاد الإسلامية من نومها، أو أنها تناومت. إن الدولة العثمانية إنما نالت ذاك المجد تحت ظل الخلافة الإسلامية، وفي ظل الإعتماد على القرآن الكريم. وبعد أن جزئت ـ في زماننا ـ أيام أتاتورك الخبيث، ألغوا الإسلام، ولم تعد الحكومة التركية حكومة إسلامية.

إن الحكومات بعيدة عن الإسلام، فليس لديها شعائر دينية، ولا أحكام شرعية، وبالطبع فإن الشعب التركي الشريف مسلم، ولقد كانت لهم النسبة الأعلى من الحجاج أيام كانوا يذهبون.

نعم كانت الدولة العثمانية بهذا المستوى، ولقد نالت مجدها ذاك باعتمادها على الإسلام ولقد أدرك الأعداء أن الاعتماد على الإسلام شيء خطير جداً، ومع هذا الاعتماد لا يمكن تفتيت البلدان الإسلامية.

في تركيا فصلوا الإسلام عن الحكومة، وها أنتم ترون أن الأتراك في قبرص يقتلون، ولا من مسلم يحزن لذلك. إنه لمدعاة للأسف أن تصاب دولة إسلامية بسوء أو يقتل بعض مواطنيها على أيدي النصارى، والدول الإسلامية الأخرى لا تحرك ساكناً في ذلك. وإذا أبدى أحد تأسفاً فهو روحاني عجوز مثلي!!. أما لماذا لا تبدي الدول الإسلامية أسفاً؟ فلأنها أضاعت مجدها.

إن الخلافات التي يبثونها في العراق، وإيران، وسائر البلدان الإسلامية يجب أن يعرف قادة الدول الإسلامية أنها ـ من شأنها تذهب بهم إلى الفناء. يجب أن يدركوا عن عقل وتدبير أن الأعداء وباسم الإسلام وباسم المذهب ويريدون محو الإسلام. إن الأيادي القذرة التي تبث الاختلافات بين الشيعة والسنة ـ إنها ليست من الشيعة ولا من السنة. إنها أيادي الاستعماريين الذين يريدون السيطرة على بلاد المسلمين وانتزاعها من المسلمين، ليستولوا على ذخائرها، ويجعلوا من بلاد المسلمين سوقاً سوداء للدول المتحضرة ـ بزعمهم ـ وإنهم ـ الغربيون ـ يريدون إيجاد أسواق في الشرق لبضائعهم التي يلقونها في البحر لأنها فوق حاجتهم، ذلك كي يبيعوها بأسعار مرتفعة.

قبل أيام نشر في جريدة (اطلاعات) أن فضلات أطعمة أمريكا مما يلقونه في القمامة بمقدار غذاء يوم للشعب الصيني البالغ ستمائة وخمسين مليوناً. إذن فلماذا لا يخضعوا الشرق بهذه القمامة التي يرمونها بعيداً؟! لماذا لا يحفظونها ليبيعوها للشرق بأسعار مناسبة، ويأخذوا عوضها ذهباً؟! لماذا لا يفعلون هذا؟!

ألا تدرك الدول الإسلامية هذا الأمر؟

ألا يعرفون ماذا سيحل بهم إذا تخلوا عن القرآن الكريم، ولم يعتمدوا على مبادئ الإسلام؟

إن المستعمرين يضعفون الدول الإسلامية ببث الخلافات المذهبية حتى لا يبقى مذهب ولا يبقى دين (والعياذ بالله).

ترى ألا ينبغي لزعماء البلدان الإسلامية، من رؤساء الجمهوريات وسلاطين الإسلام، ووزراء الدول الإسلامية، نواب المجالس في الدول الإسلامية أن يتنبهوا؟!

هل هم حقيقة لا يدركون حقيقة الأمر؟، أم أنهم يعرفون ولكن حبهم للجاه وحبهم للمقام يفرضان عليهم العمل طبقاً لأوامر الآخرين؟!

أنتم أيها السادة هل تصدقون أن أولئك المطلعين على مجاريات الأمور أو الذين يدعون الإطلاع لا يدركون هذا الأمر الواضح الذي أدركه سيد خميني؟!

هل تحتملون أنتم هذا المعنى؟ إنهم إذا أدركوا فإما أنهم ـ لا سمح الله ـ مجانين، أو أنهم خائفون، ولكن لماذا يجب عليهم أن يخافوا؟ لأنهم فرقوا جماعات وأحزاباً.

الدولة العثمانية ذات العرض والطول، قسموها إلى عدة دول صغيرة!!.

الشعوب المسكينة، هذا الشعب الكبير البالغ مئات الملايين حكموه بيد جماعة غافلين عن الله، والمستعمرون يستعمرون زعماء الدول الإسلامية، زعماء الدول يذلون شعوبهم. أفلا يجب أن تستيقظ هذه الدول الإسلامية؟

أي عيب رآه هؤلاء من الإسلام؟!).

وفي خطاب له عام 1979م قال:

إن مشكلة المسلمين تكمن في حكومات المسلمين. إن هذه الحكومات هي التي أوصلت المسلمين إلى هذا الوضع المخزي. ليست الشعوب هي مشكلة المسلمين، إن الشعوب تستطيع ـ بفطرتها الذاتية ـ حل قضاياها غير أن المشكلة هي إنكم إذا لاحظتم جميع الدول الإسلامية لا تجدون إلا ما شذ من المناطق التي حلت حكوماتها قضاياها. إن هذه الحكومات ومن خلال علاقاتها بالقوى الكبرى وعمالتها لقوى الشرق والغرب إنما توجد المشاكل لنا ولجميع المسلمين. إن هذه المشكلة لو أزيلت من بين يدي المسلمين لبلغ المسلمون آمالهم، وسبيل ذلك بيد الشعوب نفسها

لا يمكن حل هذه المشاكل من دون إزاحة من هم واقفون في الطريق مشكلين سداً منيعاً أمام حل المشاكل، يجب إزاحة هؤلاء عن الطريق. إنكم أينما تذهبون، في كل بلد من بلاد المسلمين، بل في جميع بلدان الدنيا لا ترون مانعاً أمام التطور المادي والمعنوي للشعوب إلا زعماء القوم. إن قادة الدول هم الذين يأتون بأقربائهم والمرتبطين بهم إلى الجامعات ليدرسوا، فيمارس هؤلاء المعلمون عملية إفساد شبابنا.

إن مشكلتنا الآن هي حكوماتنا، وإن مشكلة الإسلام هي الحكومات الإسلامية. ويجب حل هذه المشكلة ولو عادت الحكومات الإسلامية إلى نفسها واتجهت نحو الإسلام، رجعت من العروبة إلى الإسلام، من التركية إلى الإسلام فستحل المشاكل، وإن لم يفعلوا ذلك فالمشاكل باقية، حتى تفعل سائر البلدان مثل ما فعلت إيران.

لقد حلت إيران هذه المشكلة بقبضتها، وعلى جميع الدول أن تحل مشاكلها بقبضاتها. لا يحسن بنا أن نجلس وننتظر حكوماتنا أن تنجز لنا شيئاً، إن حكوماتنا تعيش لذاتها. إن هذه الحكومات القائمة في بلاد المسلمين ليس بينها وبين الإسلام أي ارتباط، وإذا فوجئتم بهم يتحدثون عن الإسلام فليس إلا لخداعكم…".

وأخيراً ـ قرائنا الأعزاء ـ نقول: ليس البيان كالعيان، فها هو الداء وتعرفون الدواء.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة