Skip to main content

ثورة عظيمة.. ومستقبل واعد

التاريخ: 07-10-2007

ثورة عظيمة.. ومستقبل واعد

ثورة عظيمة

ثورة عظيمة.. ومستقبل واعد

ــ هذا الملف تم إعداده بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة بعد المائة لميلاد مفجر الثورة ومؤسس الجمهــورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (طاب ثراه)، استكمالاً للمواضيع والملفات السابقة التي نشرتها "كيهان العربي" عن سيرة حياة هذا الفقيه الرباني الراحل ومناقبه العظيمة التي تركت بصماتها واضحة على المستويات الإسلامية والثورية والإنسانية في أنحاء العالم.

ورغم أن هذا الملف يتناول أساساً معالم الشخصية الخمينية في أبعادها المختلفة، إلا أن التطورات والمستجدات الراهنة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، لم تغب عن المواضيع والأحاديث الواردة فيه، انطلاقاً من أن ما يجري الآن على الساحتين الإقليمية والدولية مرتبط بشكل أو بآخر بالنهضة الكبرى التي أطلقها إمامنا الراحل في سبيل الانتقال من الاستكبار والعبودية وإيصال المسلمين والبشرية جمعاء إلى بر الأمان:

دمشق/ إعداد وحوار: حميد حلمي زاده

شكلت الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979م بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) منعطفاً تاريخياً عظيماً وتحولاً في توازنات القوى ورافعة عملية لنهضة شعوب المنطقة وحركتها المضادة للظلم والقهر والتبعية والاستعباد المعاصر.

إن ثورة الإمام الخميني (قدس سره) لم تكن وليدة لحظة عابرة منفلتة من سياق قوانين الثورات، ولم تكن مصادفة غير متوقعة واستغفالاً للنظام الاستبدادي الشاهنشاهي التابع لقوى الاستكبار العالمي المنفَذ لمخططاتها واستراتيجياتها التوسعية والنهبية في منطقتنا وفي العالم كله.

ومن أتيحت له فرصة قراءة ومتابعة تاريخ الشعب الإيراني المسلم ونزوعه الدائم نحو الحرية، وشخصيته الحضارية.. وانتفاضاته المستمرة ضد الظلم والاستغلال والاستعمار (بأشكاله وتجلياته المختلفة).. ولاسيما في القرنين الأخيرين، يدرك مدى امتلاك هذا الشعب لإرادة الحرية وقوة الرفض وشجاعة القرار. فإذا أضفنا إلى هذه العناصر الروحية المكونة لهذه الشخصية المتميزة ذات التاريخ الحضاري العظيم والانفتاح الفكري.. الدور التنويري والتحريضي والتعبئة الإيمانية للمجددين من الشخصيات الإسلامية والفقهاء الملتصقين بالطبقات الشعبية، فإننا سنجد عندئذ الإجابات الدقيقة والخلاصات المنطقية التي قادت إلى الثورة الإسلامية والتحولات التي جاءت نتيجة لها.

لقد كانت الأرضية التاريخية والموضوعية والاجتماعية والعناصر الفكرية والتوجهات السياسية والذاتية جاهزة للتآرز والتفاعل والانصهار، والتحول على عمل نوعي جديد.. وعندما وجدت الشخصية القيادية التي تحظى بالإجماع العام وبالاحترام الكبير والجاذبية، والقدرات الاستشرافية الكبيرة، والإيمان الرفيع.. والأبوية والمكانة الدينية والروحية الخاصة، وقوة العزيمة والصبر والشجاعة غير العادية في مواجهة أعتى الأنظمة وأشرسها.. أصبحت الثورة حتمية ونجاحاتها مضمونة. وهكذا سقطت قلعة من أكبر قلاع الظلم والاستبداد والتبعية، وموالاة الصهيونية وقوى الاستكبار العالمية.

إن الدور البارز لعلماء الدين الأحرار والحوزات العلمية والقوى الاجتماعية السياسية المعادية للنظام الشاهنشاهي وتضامنها الفعال مع الجماهير وعامة الناس.. شكلت قوة عظيمة أجبرت المستبدين وعملاء الصهيونية وأمريكا على التراجع والانحدار والهزيمة إلى غير رجعة.

لقد رفعت الثورة الإسلامية الإيرانية راية (الله أكبر) عالية وحولت أرض الإسلام إلى مرجل يغلي في وجه الحكام الظالمين والقوى الداعمة لهم. وبدلاً من انكفاء الإسلام وخنقه في أماكن العبادة واقتصاره على تأدية الفرائض والشعائر، أخذ (الإسلام) زمام المبادرة واستعاد روحه الجهادية العظيمة، مستنهضاً عشرات الملايين من الشعوب، التي وجدت في ثورة الإمام الخميني إلهاماً حقيقياً وحافزاً مادياً وروحياً.. وقوة جبارة في مسيرة التاريخ المعاصرة.

الثورة الإسلامية العظيمة التي قادها باقتدار وحكمة وإيمان وعزيمة وشجاعة الإمام الخميني (قدس سره) لم تنجح في القضاء على النظام الشاهنشاهي المستبد التابع وحسب، بل استطاعت أن تنتقل بنجاحات رائعة إلى مراحل أخرى، مازجة بين شعارات وأهداف الثورة ومتطلبات بناء مؤسسات الحكم والبرلمان والدولة الحديثة. وقد أثبتت السنوات التي أعقبت الثورة، أنها عصيّة على المؤامرات، قادرة على استيعاب المتغيرات والمستجدات بصورة ممتازة، والأهم من ذلك كله أنها تحمل في بنيتها التكوينية الداخلية عناصر تجددها الذاتي وقوة اندفاعها وشمولية توجهاتها.

لقد كانت هذه الثورة قوة عظيمة داعمة للحقوق العربية وفي مقدمتها لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس. وقد حظيت الثورة الإسلامية الإيرانية بتأييد واسع من جميع الشعوب والبلدان والشخصيات الحرة الشريفة في العالم. ونشير هنا بصفة خاصة إلى العلاقة الاستراتيجية التي قامت بين سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على يدي القائدين التاريخيين حافظ الأسد والإمام الخميني (قدس سره)، وازدادت مع الأيام الانفتاحات رسوخاً وعمقاً وصلابة وهي علاقات يعتز بها الشعبان والأمتان العربية والإسلامية، لأنها تشكل قوة لدفع المؤامرات والخطر الصهيوني وتدعم صمود المسلمين في وجه أعدائهم (دعاة صدام الحضارة) وتفرض احترامهم في عالم لا يحسب حساباً لغير القوة والمصالح والأقوياء.

احدث الاخبار

الاكثر قراءة