تأملات فكرية في مدرسة الإمام الخميني (قدس سره) 6

التاريخ: 07-10-2007

تأملات فكرية في مدرسة الإمام الخميني (قدس سره) 6 صاحب انتصار كبير في لحظة تاريخية حرجة ــ هذا الملف تم إعداده بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة بعد المائة لميلاد مفجر الثورة ومؤسس الجمهــورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (طاب ثراه)، استكمالاً للمواضيع والملفات السابقة التي نشرتها "كيهان العربي" عن سيرة حياة هذا الفقيه الرباني الراحل ومناقبه العظيمة التي تركت بصماتها واضحة على المستويات الإسلامية والثورية والإنسانية في أنحاء العالم

تأملات فكرية في مدرسة الإمام الخميني (قدس سره) 6

صاحب انتصار كبير في لحظة تاريخية حرجة

ــ هذا الملف تم إعداده بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة بعد المائة لميلاد مفجر الثورة ومؤسس الجمهــورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (طاب ثراه)، استكمالاً للمواضيع والملفات السابقة التي نشرتها "كيهان العربي" عن سيرة حياة هذا الفقيه الرباني الراحل ومناقبه العظيمة التي تركت بصماتها واضحة على المستويات الإسلامية والثورية والإنسانية في أنحاء العالم.

ورغم أن هذا الملف يتناول أساساً معالم الشخصية الخمينية في أبعادها المختلفة، إلا أن التطورات والمستجدات الراهنة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، لم تغب عن المواضيع والأحاديث الواردة فيه، انطلاقاً من أن ما يجري الآن على الساحتين الإقليمية والدولية مرتبط بشكل أو بآخر بالنهضة الكبرى التي أطلقها إمامنا الراحل في سبيل الانتقال من الاستكبار والعبودية وإيصال المسلمين والبشرية جمعاء إلى بر الأمان:

دمشق/ إعداد وحوار: حميد حلمي زاده

منذ سنوات، وحين يدور أمامي أي حديث عن الإمام الراحل آية الله الخميني (قدس سره) أو أقرأ شيئاً له أو يتعلق به، لا أعرف لماذا لا أستطيع أن أنزع من ذهني سؤالاً يراودني منذ فترة طويلة:

ما هو الإنجاز الأهم للإمام الراحل؟

تحطيمه لنظام الشاه الذي كان في فترة ما قبل سقوطه واحداً من أهم ركائز الإمبريالية في المنطقة.. أو تأسيسه لدولة إسلامية حديثة.. أم نجاحه في إطلاق صورة كفاحية للإسلام السياسي، بتنا معها أمام إسلام مقاوم، ثائر، يعبئ الجماهير ويحشدها في مواجهة الظلم والعدوان. ثلاثة انتصارات كبرى تحققت بقيادة الإمام الراحل وحنكته كقائد ومفكر سياسي ورجل دولة وفقيه..

نظام الشاه المقبور كان قلعة للإمبريالية بكل معنى الكلمة، قدمت له الدعم بلا حدود ليتمكن من القيام بالدور المنوط به كشرطي للمنطقة، يتدخل لقمع الحركات الثورية التي تنهض فيها احتجاجاً على الظلم والقهر والاستبداد.. وعلى مدى عقود أقام العلاقات مع الدول والقوى المعادية لمصالح شعوب المنطقة وعلى رأسها الكيان الصهيوني.. ومن ينسى أن انهيار نظام الشاه جاء في لحظة تاريخية خطيرة تمثلت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت مصر من دائرة الصراع العربي ـ الصهيوني وأحدثت خللاً استراتيجياً في مجرى الصراع. ومن هنا كانت ثورة الخميني المظفرة نصراً لشعوب المنطقة بأسرها.

أما الإنجاز الثاني المتمثل في تأسيس الدولة الإسلامية الحديثة فمازال يتحدث عن نفسه، فالجمهورية الإسلامية في إيران لم تصمد فقط في وجه الضغوط الإمبريالية الشرسة التي تعرضت لها، بل وتزداد قوة وحيوية يوماً بعد آخر في مواجهة المخططات الصهيونية والإمبريالية.

لقد وقفت الثورة الإسلامية في إيران على جانب قضايا العدل والحرية في العالم أجمع.. ونحن في فلسطين لن ننسى أبداً الدور الذي قام به الإمام الخميني تجاه قضيتنا، حين أغلقت سفارة العدو الصهيوني، وفتحت مكانها سفارة فلسطين. وبالتأكيد إن هذه الخطة وما تلاها من دعم إيراني لفلسطين، جاءت في سياق إيمان الإمام الخميني (قدس سره) العميق بأن إسرائيل غدة سرطانية تتفشى في جسم الأمة، لا يمكن التعايش معا.. ومن ينسى أيضاً يوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الخميني (قدس سره) وحدده بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان والذي بات تقليداً سنوياً للدفاع عن المدينة المقدسة.

أما الإنجاز الثالث فقد تمثل في التأكيد عن أن المقاومة هي السبيل لمواجهة الظلم والعدوان وانتزاع الحقوق المغتصبة.

وقد ساهم ذلك مساهمة رئيسية في تحقيق الانتصار العظيم في لبنان مع طرد الاحتلال الصهيوني من جنوبه، على يد المقاومة اللبنانية الباسلة.

وبالتأكيد فإن إنجازات الإمام الراحل تفوق بكثير ما ذكرناه، لكنني حاولت تسليط الضوء على بعض هذه الإنجازات.